قسمُ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة
يقيمُ ندوة حول مشروع توثيق فتوى الوجوب الكفائي
أقام قسم الشؤون الفكرية والثقافية التابع للعتبة العباسية المقدسة ندوة حول مشروع توثيق فتوى الوجوب الكفائي، الندوة ضمّت عدداً من ممثلي المرجعية الدينية العليا من مختلف المحافظات العراقية، بالإضافة الى اللجان وقوافل الدعم اللوجستي في عموم العراق الذين ساهموا في دعم العوائل النازحة واغاثتهم، ودعم المقاتلين المجاهدين في جبهات القتال من خلال إيصال المساعدات الغذائية والطبية وغيرها من المواد الاخرى لهم. ابتدأت الندوة والتي أقيمت في قاعة الإمام الحسن عليه السلام ، بتلاوة مباركة لآيات من الذكر الحكيم تلاه على مسامع الحاضرين المقرئ مسلم عقيل، ومن ثم قراءة سورة الفاتحة؛ ترحماً على أرواح شهداء العراق والقوات الأمنية والحشد الشعبي.
اعتلى المنصة بعدها فضيلة السيد عدنان جلوخان (دام توفيقه) ليقيم مجلس عزاءٍ لذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام ، والذي أدمى قلوب المؤمنين الحاضرين، ليلقي بعدها محاضرة دينية والتي تناول فيها الظلم الذي أصاب الصديقة الزهراء عليها السلام وما جرى عليها بعد فقد النبي صلى الله عليه واله وسلم .
بعد ذلك ارتقى المنصة فضيلة السيد ليث الموسوي (دام توفيقه) رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المطهرة، وقدم شرحاً مفصلاً عن الموسوعة الموسومة بـ(فتوى الدفاع المقدسة) وبيّن في حديثه قائلاً:
بعد صدور فتوى الدفاع الكفائي وتشكيل الحشد الشعبي المقدس، لابد من أن يكون هنالك توثيق لكل ما يجري من معطيات في ساحة المعركة من قتال ودعم ومساندة لقوات الأمنية، فتبلورت لنا فكرة انشاء موسوعة عن فتوى الدفاع المقدسة، وتدوين تلك الأمور؛ لكي تحفظ التاريخ ودماء الشهداء.
جريدة صدى الروضتين حضرت الندوة، والتقت بمعتمد المرجعية في محافظة واسط قضاء الدبوني فضيلة الشيخ صالح القرغولي قائلاً:
دعت العتبة العباسية المقدسة معتمدي المرجعية الدينية العليا في العراق واصحاب المواكب للدعم اللوجستي الذين لبوا نداء الوطن ونداء المرجعية العليا بعد أن أفتى آية الله العظمى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) بفتوى الوجوب الكفائي، حيث أن العتبة العباسية المطهرة قامت في مشروع توثيق الدعم الذي قام به المؤمنون؛ لإيصال كافة ما يحتاجه المجاهدون من قواتنا الأمنية والحشد المقدس. وأضاف: نحن اليوم نتشرف بهذا اللقاء في إحدى قاعات العتبة العباسية المقدسة لتوضيح وشرح هذه الموسوعة التي سوف توثق جميع الدعم الذي قام به المواكب الحسينية من المؤمنين وبالخصوص من معتمدي المرجعية الدينية في النجف الأشرف. وتابع: جئنا اليوم نلبي هذه الدعوة لتوضيح هذه التفاصيل والتي ترفع جميع التوثيقات والمهام التي قمنا بها.
وأوضح: نريد ان نوصل رسالة الى جميع العالم والذين لديهم صورة مشوهة ومشوشة حول العراق، بأن العراقيين مع قواتهم الامنية وتلبية نداء المرجعية الدينية العليا ومن كافة طوائفهم ساهموا في الدفاع عن حياض الوطن وعن المقدسات، وان العراق باق خلف مرجعيته المتمثلة بآية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)، وسوف نبقى ندافع عن العراق وعن المقدسات إن شاء الله تعالى.
لنلتقي بعدها بمسؤول معتمدي مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) فضيلة السيد محمد حسين العميدي (دام توفيقه) فبين قائلاً:
الأحداث التي عاشها البلد غنية جداً وثرية بالتفاصيل من حيث التضحيات بالأرواح وما قدم البلد من جرحى ومنكوبين ونازحين ومن الامور الاساسية التي ساهمت في هذا النصر هو ما قدمه الاهالي في جميع مناطق العراق في المساجد والحسينيات او كمواكب حسينية من اغاثة لوجستية للمقاتلين، وهذه هي التي ادامت المعلومة.
والدعم اللوجستي هو جزء مهم من الجبهة والقتال؛ لأن المقاتل اذا لم يجد من يغيثه بالطعم والماء وما يحميه من البرد قد لا يصمد طويلاً، وما تعيشه الدولة من بعض التلكؤ، وكمبادرة وتطوع من قبل الأهالي برفد المقاتلين بكل ما يستطيعون.
وحقيقة الأمر أن بعض الأطفال قد تبرعوا ببعض الحلوى البسيطة؛ تعبيراً منهم انهم يريدوا أن يساهموا في صمود المقاتلين وثباتهم، هذه الأحداث جميعاً لم توثق وتؤرشف بشكل صحيح هي عرضة لأمرين: الأول الضياع، والثاني التزوير والتغيير والتزييف، ونحن لنا خصوم كثر وهم حريصون على أن يمسحوا كل أمر نفخر به.
وأضاف: من واجبنا الشرعي والوطني اتجاه الأجيال القادمة أن نحفظ لهم هذا المجد والتاريخ حتى يفخروا في ما بعد، ولا يزيف عليهم، ولا يقال لهم غير الحقيقة التي حصلت اننا دافعنا عن هذا البلد بكرامة وشرف، ودحرنا الارهاب المزيف المدعي بالإسلام، وهذا هو الغرض من المؤتمر.
وبيّن: إن رسالتنا هي للأجيال القادمة وللتاريخ، كما حفظ تاريخنا الماضي في ثورة العشرين او من قضية الطف الخالدة، الهدف من المؤتمر هو لرفد العتبة المطهرة بالمعلومات التفصيلية لملء هذه الموسوعة؛ كونهم على تماس مباشر مع المقاتلين من خلال الدعم اللوجستي الذي قدموه في جبهات القتال.
وكان اللقاء الأخير مع الاستاذ ستار جبار حرجان من (قافلة لبيك يا رسول الله) من محافظة الديوانية فتحدث:
دعينا الى الندوة والتي تتضمن الدعم اللوجستي لكافة القوافل ومن جميع المحافظات العراقية، وكانت من بين هذه القوافل التي تقدم الدعم اللوجستي هي قافلة (لبيك يا رسول الله)، حيث كانت من القوافل السباقة في محافظة الديوانية؛ لما قدمته من مواد غذائية وطبية للمجاهدين المرابطين في جبهات القتال، بالإضافة الى الأعتدة والأسلحة، وكذلك تقديم المساعدات من ملابس ومواد غذائية الى ابناء الشهداء من الحشد الشعبي المقدس، فكنا نقيم ندوات في المحافظة من اجل جمع ابناء الحشد المقدس وتوزيع المواد العينية لهم، واضاف من خلال هذا المؤتمر نريد أن نوصل رسالة بأن يوثق هذا الدعم من قبل العتبة العباسية المقدسة ليبقى تاريخاً موثقاً للأجيال القادمة .
يذكر ان هذا المشروع والذي تبناه قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، هو مشروع توثيقي شامل، وتم الشروع في العمل به منذ أكثر من عام ونصف.