الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ‏
تحتضنُ محاضرة علمية لأحد الأساتذة العراقيين المغتربين
‏ تستمرُ العتبة العباسية المقدسة ببرنامجها التواصلي مع الجامعات العراقية، ويأتي هذا التواصل من أجل تقوية الأواصر التعاونية بين ‏الجهتين؛ للخروج بنتائج تخدم الحركة العلمية في البلاد. فقد شهدت الآونة الأخيرة حضوراً واضح المعالم للعتبة العباسية المقدسة في ‏أروقة الجامعات، يحمل أشكالاً متنوعة منها: الأنشطة الثقافية، والأخرى الترفيهية، وفي طليعتها الجانب الداعم للحركة العلمية عن ‏طريق التواصل مع الجامعات الرصينة في خارج العراق، ومن جهة أخرى استقطاب الكفاءات العلمية الوطنية المغتربة.. مشروع ‏فكريّ ثقافيّ، وبرامج تنموية للمعلومة.. هكذا انطلقت وتستمر العتبة العباسية المقدسة.فمن أجل تعضيد هذه المسيرة العلمية، ‏استضافت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة نخبة من الأساتذة الجامعيين في اختصاصات الحاسبات، وعلم النفس والعلوم؛ لغرض ‏إلقاء محاضرة علمية حول النظريّة الديناميكيّة السببيّة للدماغ، ومعالجة اضطراب التوحّد، يلقيها الدكتور العراقي شامل هادي من ‏جامعة لندن، فقد شهدت قاعة الامام الحسن المجتبى عليه السلام في العتبة العباسية المقدسة اقامة المحاضرة التي ابتدأت بتلاوة آيات ‏من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة للعتبة العباسية المقدسة، ألقاها فضيلة الشيخ صلاح الكربلائي(دام توفيقه) بيّن فيها قائلاً:‏
نرحب أجمل ترحيب بأعزائنا الكوادر العلمية، وحملة الرسالة السامية، وهم في ضيافة صاحب الجود المولى أبي الفضل العباس عليه ‏السلام ، وأنتم أيها الأحبة تسيرون في هذا الدرب من أجل تحقيق ذواتكم، والارتقاء بالمجال العلمي.‏
‏ إن تقديم المعلومة ونشرها مهنة مقدسة، وإن الله تبارك وتعالى إنما أرسل أنبياءه لأجل ايصال رسالة وتعليمها للناس من أجل أن لا ‏يضلوا عن جادة الصواب نحو الرضا الالهي.‏
مبينا: انتم اليوم يا من تحملون رسالة الأنبياء، مسؤولون عن كل معلومة تنقلونها الى طلبتكم، لذلك عليكم أن تحرصوا أن تنتقوا ‏أفضلها وأكثرها نفعاً للمجتمع، فإنها ستكون ضمن مصفوفة بناء المجتمع والارتقاء به، وما هذه المحاضرة إلا واحدة من تلك ‏الخطوات الجادة للارتقاء بواقعنا التعليمي، وتبادل الخبرات مع الجامعات الرصينة.. نسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل ما فيه فلاح ‏المجتمع ونجاحه.‏
بعد ذلك قدمة الدكتور شامل هادي محاضرته القيمة التي بيّن فيها بعض الأمور العلمية المهمة التي تخص ديناميكية الدماغ وأيضاً ‏تتطرق الى بعض الجوانب التي تؤدي الى التوحد وطرق معالجته.‏
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت عدة لقاءات أولها مع الدكتور شامل محسن ليبين قائلاً: ‏
المحاضرة التعريفيّة تناولنا فيها محورين هما:‏
أوّلاً: النظريّة الديناميكيّة السببيّة للدماغ (نظرياً وتطبيقياً)، كما شملت هذه الندوات مقدّمة للبرمجيّات العصبيّة للدماغ والتطبيقات ‏العمليّة لهذه البرمجيّات، وتضمّنت استعراض مناهج صناعة جيلٍ ذكيٍّ عالميّاً، محلِّلاً خلالها كيف يتحوّل الإيعاز العصبيّ إلى الدورة ‏الدمويّة ومناطق الدماغ، وعلاقاتها وآليّة عمل التقاطعات والإشارات المرسلة، وتحليل الحالة النفسية والعصبيّة.‏
ثانياً: اضطرابات التوحّد ومعالجته؛ لكونه بحاجة إلى جهدٍ كبير للتعامل معهم، وعلى الدّولة أن تهتمّ بهم وترعاهم رعايةً خاصّة؛ ‏بسبب ازدياد عددهم في الآونة الأخيرة، مع طرحٍ لطرائق التعامل مع الأطفال المصابين بمرض التوحّد.‏
وفي لقاء آخر كان مع الدكتور منتصر جابر جواد من جامعة القادسية ليتحدث قائلاً:‏
الملاحظ أن العتبة العباسية المقدسة سباقة في هكذا نشاطات علمية مهمة تهدف الى تقويم المعلومة العلمية ومحاولة تبادل الخبرات ‏والأفكار مع مختلف الجامعات، من جانب آخر استقطاب الطاقات العلمية.. ونحن اليوم في ضيافة العتبة المقدسة من اجل التواصل ‏لإقامة دورات لاحقة تخص مجالات علمية مختلفة من الطب وهندسة الحاسبات وجوانب أخرى.‏
حقيقة نحن نشكر العتبة العباسية على هذه المبادرات الطيبة، ونأمل أن يكون هنالك تعاون اوسع في مختلف المجالات.‏
والتقينا أيضاً مع الدكتور محمد ماهر من كلية الطب جامعة الأنبار، ليتحدث قائلاً:‏
‏ شكرنا وتقديرنا للعتبة العباسية المقدسة لحسن استقبالهم وترحابهم الحار وكرم الضيافة، ونحن نشارك في هذه المحاضرة القيمة ‏بحضور جمع غفير من الأساتذة الجامعيين، وهي خطوة مميزة لأجل الاستفادة في مجالات العلوم المختلفة، ومحاولة نقلها الى طلبتنا ‏الاعزاء، وهي بادرة مباركة من أجل التطوير المأمول في الحركة العلمية في الجامعات العراقية.‏
وقد تحدثت الدكتورة ورقاء عبد الجليل من الجامعة المستنصرية كلية الآداب قسم علم النفس قائلة:‏
‏ في البدء شكرنا الجزيل للعتبة العباسية المقدسة لاحتضانها هذه الكوادر التدريسية من مختلف جامعات العراق، ونحن نحضر هذه ‏المحاضرة التي تتمحور حول قضية مهمة داخل المجتمع العراقي حيث تناولت المحاضرة والتي هي فاتحة لندوات قادمة بإذن الله ‏تناولت مجموعة من القضايا المهمة التي تتواجد بشكل فعلي في مجتمعنا اليوم، ونرجو من الله تعالى أن تكون هذه الندوات فاعلة ‏بجهود الخيرين والقائمين على العتبة المقدسة.‏
وفي لقاء آخر كان مع الدكتور عبد الستار الغانمي من كلية الهندسة جامعة كربلاء المقدسة تحدث فيه قائلاً:‏
‏ بمبادرة كريمة من العتبة العباسية المقدسة تبنت ورشة عمل بموضوعها المهم الذي يعتمد على ما توصلت اليه التكنولوجيا الحديثة، ‏وما تقدمه للمجالات العلمية لاسيما المجال الطبي الذي يعد الأهم من بين العلوم؛ لما له من تماس مباشر بحياة الانسان.. نأمل أن تكون ‏هذه المشاريع تعمم على مختلف الجامعات العراقية للاستفادة اكثر منها، وبالتالي الانفتاح على التطور الحاصل في العالم.‏
وتحدث الدكتور طالب حسن - رئيس قسم هندسة الطب الحياتي في كلية الهندسة - جامعة كربلاء - قائلاً:‏
كانت المحاضرة التي القاها الدكتور شامل مميزة ومهمة من حيث المعلومة، وأيضاً من حيث الوسائل الايضاحية التي استخدمها ‏لعرض محاضرته، وهي الطرق الأكثر تطوراً واستخداماً في كبريات الجامعات العالمية.‏
‏ من جانب آخر، الأجواء المثالية التي وفرتها العتبة المقدسة من خلال رعايتها لهكذا ندوات، وليس بالشيء الغريب عليها، إذ أنها ‏سباقة للمشاريع التي تخدم العلم والعلماء في بلدنا العزيز.‏