العتبة العباسية المقدسة تقيمُ حفلاً تكريمياً لطلاب مجموعة مدارس العميد التعليمية
30-12-2018
حيدر داوود
العتبة العباسية المقدسة
تقيمُ حفلاً تكريمياً لطلاب مجموعة مدارس العميد التعليمية
بمناسبة بلوغهم سن التكليف الشرعي
تحت شعار (شرفي طاعة ربي)، وتزامناً مع الذكرى العطرة لولادة سيد الأوصياء وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، أقامت العتبة العباسية المقدسة وبإشراف قسم التربية والتعليم العالي حفلاً تكريمياً لـطلبة مدارس مجموعة العميد التعليمية لبلوغهم سن التكليف الشرعي، وذلك على قاعة مجمع الكليني (قدس سره) بحضور كبير شمل مدير تربية المحافظة، وعدداً من أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة، فضلاً عن أولياء أمور الطلاب.
قُسّم البرنامج الى حفلين تكريميين: الحفل الصباحي للبنات اللاتي بلغن سن التكليف، والحفل المسائي للبنين، حيث شهد الحفل الصباحي تلاوة آيات من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة، والاستماع للنشيد الوطني، ونشيد العتبة العباسية المقدسة، ثم كلمة لرئيس قسم التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الدده، مما جاء فيها:
ثمة فلسفة تربوية تبنتها العتبة العباسية المقدسة وتضمنتها رؤيتها ورسالتها المعلنتين، رسمت بها سياسة تربوية وتعليمية مشتقة من الرسالة السماوية السمحاء التي ترجمتها الكتب والرسالات، والتي توصل الإنسان الى الأمن والوقاية من خلال إنجاز واجباته الإلهية، فضلاً عن تحمل المسؤولية بالالتزام بالقيم الفاضلة والأخلاق الحميدة، والمحفل هذا يأتي تمجيداً للحظة تاريخية بهيجة، هي دخول سن البلوغ، وعالم وجوب التقيد بالأحكام السماوية التي تتوزع بين علاقة المكلفة بربها (عز وجل) والمترجمة بالصلاة وهي الركن الناهي عن الفحشاء والمنكر، وبين علاقتها بالمجتمع المترجم بالحجاب، هذه اللحظة هي تجسيدٌ وامتثال للأمر الرباني: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فضلاً عن أنها ستكون الجنة الواقي لصون المرأة ركن المجتمع ونصفه، بل أساسه الذي ستبنى عليه الأسر الرصينة المتمسكة بثوابت الإسلام الحنيف، وستكون المصد ضد الأفكار التي تعصف بها وسائل التهديم وأساليب التحطيم التي تستهدف عفتها وتؤول الى إضعاف صلتها بالله سبحانه وتعالى ومن ثم بالمجتمع.
ولابد أن نشيد بالكف التي تشد الأزر، وتدفعنا أشواطاً في خدمة المولى أبي الفضل العباس عليه السلام ، ولابد لنا أن نترجم شكرنا للمتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، لفهم رؤية العتبة المقدسة ورسالتها وأهدافها، وأن نمثلها فعلاً وسلوكاً، ولابد لنا من الثناء على الأمانة العامة للعتبة المقدسة وتوجيهاتها، وأن نشكر هذا الأفق الرحب والصنيع الجميل الذي تقف وراءه عقول إدارة مدارسنا النسوية ومسؤولات تلك الإدارات، والذي تتبناه جهود المعلمات والملاكات التربوية والتعليمية والإدارية العاملة، فشكراً لذلك، وشكرا لكل ذلك الحشد المبارك، وشكرا لحشدنا المقدس ولفتوى الدفاع المقدسة، التي لولاها لما كنا لنصون عفة، أو نحمي عقلاً، أو نربي أو نعلم، وشكراً لله تعالى قبل ذلك.
هذا وقد شهد حفل التكريم فعاليات متنوعة وعديدة منها:
إلقاء قصائد شعرية وعروض مسرحية ليختتم بتكريم الطالبات، ليبدأ الحفل المسائي لتكريم البنين الذي استهل بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين الأستاذ محمد صادق إبراهيم من قسم التربية والتعليم، وكانت هناك أيضاً كلمة للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها سماحة الشيخ صلاح الكربلائي (دام توفيقه) بيّن فيها:
نبارك للطلبة الأعزاء من أبنائنا وتبريكات خاصة لآبائهم وأمهاتهم، خصوصاً عندما استجاب الله تعالى دعاءهم بأن أطفالهم يبلغون الحلم في أجواء قريبة من مبتغاهم، فالكثير من الناس من يتمنى أمنية، ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه، تشتت العوائل في السنوات الماضية ما بين اوروبا وامريكا وغيرها، وخصوصا العوائل العراقية، والبعض شاء الله تعالى أن تبدأ معاناته عندما كبر اولاده، وقبل ذلك كان مستقراً متنعماً يحمد الله تعالى ويشكره على ما هو فيه، وبالتالي تبدأ المشاكل بالظهور عندما يكبر الأولاد، فالنظرة الإسلامية للتكليف الشرعي ماذا تعني؟ الفتى عندما يبلغ يصور له الأمر في العوائل المتدينة بأنه أصبح من الآن مُحاسَباً، وأصبح يُؤاخذ على أعماله، ومن قبل ذلك كان حراً طليقاً، وهذا من أهم أسباب الفهم المغلوط والجهل المركب للسيرة الإسلامية التي تتعامل مع الانسان من أول انعقاد نطفته الى مواراته في رمسه، فبعض الآباء والامهات لا يركزون على الكثير من الأمور، فالصبي يحتاج أن نتدرج معه ويُهيأ لهذا الأمر قبل سنوات، لذا كان مستحب تعليم الصبي على الصوم حتى في الحر الشديد، ومستحب تمرين الصبي على الصلاة، وأن الفهم الحقيقي للتكليف الشرعي هو اعلى وسام يتلقاه المخلوق من الله تعالى وأفضل هدية واكرام.
وبعدها تم عرض مسرحية تحت عنوان (الشيطان والعالم) لطلبة ثانوية سيد الماء للبنين، ليتم بعدها القاء نشيد سن التكليف لطلاب مدرسة ابي طالب عليه السلام للتعليم الأساسي، وبعدها أيضا تم عرض مسرحية بطولية جسدت انتصارات ابطال الحشد الشعبي المقدس تحت عنوان (قصة شهيد) لطلبة مدرسة نور العباس (عليه السلام) ليختتم الحفل بتكريم الطلبة المكلفين.