رفع رايات قباب عتبات العراق المقدّسة ‏

30-12-2018
خاص صدى الروضتين
رفع رايات قباب عتبات العراق المقدّسة ‏
ما أن حلّ موعد انطلاق فعاليّات مهرجان أمير المؤمنينعليه السلام الثقافيّ السنويّ السابع الذي وضع في منهاجه الافتتاحيّ رفع ‏رايات قباب مراقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس والإمامين العسكريّين عليهم السلام حتّى تجمّعت حشود كبيرة أمام مقرّ ‏إقامة وفود العتبات المقدّسة بانتظار تحرّكها من أجل اكتحال أعينهم بهذه الرايات، هذه الجموع وبالرغم من برودة الجوّ وتقلّبات المناخ ‏حضرت منذ ساعات الصباح الأولى.‏
ومن أجل حضور هذه الفعاليّة ومراسيم رفع الرايات التي تُقام لأوّل مرّة وبهذا التمثيل في هذه المدينة الفقيرة بمواردها المادّية الغنيّة ‏بمواردها الروحيّة والعلقة الأزليّة بمحبّة النبيّ وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ، فقد عُطّلت جميع أعمال المدينة وأُقفلت المحالّ ‏والأسواق وتوقّفت الدراسة فيها تماماً، وازدحمت الطرق بالمارّة والسيارة من أجل النهل من بركات عتبات العراق المقدّسة وتكحيل ‏العيون وتداوي القلوب بنسائم ذكراهم، فكان التجمهر حول الحوزة العلميّة الاثني عشريّة والطرق المؤدّية اليها بانتظار وبلهفة عارمة ‏لافتتاح هذا المحفل الولائيّ الذي كان بالنسبة لهم ظفراً كبيراً، شاطرتهم كذلك باقي القرى والمقاطعات المحاذية والقريبة للمدينة فكان ‏حضوراً إيمانيّاً يفوق التصوّر لم تشهده أيّ فعاليّة لأيّ جهة بهذا الحضور الذي قرب الى عشرات الآلاف.‏
‏ وما إن بدأت المراسيم حتّى تهافتت نحوها القلوب حبّاً وولاءً قبل الأقدام، وكان المشهد موسماً عاشورائيّاً أو أربعينيّاً داخل المدينة ‏والعيون ترنو الى سارياتها، وما أن بدأ رفعها على الساريات واحدة تلو الأخرى على أصوات (لبيك يا حسين) و(أبد والله يا زهراء ما ‏ننسى حسيناه) و(هيهات من الذلّة) حتّى هملت الدموع وتكسّرت الحسرات وكأنّ رايات القباب قد أرجعت عقارب الساعة لبداية موسم ‏عاشوراء وأربعينيّة الإمام الحسين عليه السلام . ‏
‏ فوقفت الكلماتُ معلنةً عن عجزها لإيفاء العمالقة ما يستحقّون من الوصف والبيان.. وهذا العجز من البديهيّات إذا كان محور الكلام ‏هو محور الفضائل وقطب رحى المفاخر وصدر المكرمات وعنوان المناقب.. ونعني الإمام الحسين وأخاه أبا الفضل العبّاس والإمامين ‏العسكريّينعليهم السلام .‏