العتبة العباسية المقدسة تختتم ملتقى القمر الثقافي الثاني بتكريم المشاركين فيه
30-12-2018
زين العابدين السعيدي
العتبة العباسية المقدسة
تختتم ملتقى القمر الثقافي الثاني بتكريم المشاركين فيه
العتبة العباسية المقدسة لا تزال مستمرة بإقامة الدورات والندوات والورشات والمؤتمرات والمهرجانات العلمية والطبية والثقافية والفكرية والأدبية والدينية والتوعوية والتنموية بأسلوب أكاديمي مميز، وبمنهاج مدروس بدقة من أجل النهوض بالواقع العراقي، والارتقاء بالفرد والمجتمع نحو الأحسن.
وبالرغم من احتياج هذه النشاطات الى دعم مادي كبير، وجهد إداري استثنائي، إلا أن إدارة العتبة المقدسة نظمت العشرات منها حتى الآن بنجاح مميز، وتصبو لتنظيم نشاطات جديدة.. وان ملتقى القمر الثقافي الذي يشرف على تنظيمه قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، هو واحد من هذه النشاطات, وقد لاقى استحساناً كبيراً لدى المشتركين فيه؛ لتنوع فعاليته وشمولية منهاجه, فهو من الأنشطة الفتية التي حظيت باهتمام كبير من مختلف فئات المجتمع، حيث وصل الى عامه الثاني بمشاركة (150) فرداً من محافظة بابل، بعضهم أساتذة جامعيون، وبعضهم معلمون ومدرسون، بالإضافة الى خريجي المعاهد، وبعض طلاب الجامعات والإعداديات الحلية الذين تم ترشيحهم عن طريق معتمدي المرجعية الدينية العليا في محافظة بابل.
وقد استمر الملتقى لمدة عشرة ايام، وتضمن محاضرات عقائدية وولائية وتنموية وإعلامية متنوعة على يد أساتذة كفوئين, واختتم بحفل بهيج حضره عدد من الفضلاء والأساتذة والإعلاميين، وابتدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق, تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والتي ألقاها بالنيابة فضيلة السيد محمد الموسوي، واستهلها بالثناء على جهود القائمين على هذا الملتقى الثقافي والمساهمين في إنجاحه وتحية المشاركين فيه، متمنياً لهم بأن يكونوا قد استفادوا منه بما يسهم في صناعة جيل إصلاحي وقيادي ورسالي، داعياً إياهم في الوقت نفسه الى الاستفادة من الحركات الإصلاحية في التاريخ ودراستها بتمعن والإطلاع عليها والاقتداء بها، وفي مقدمة هذه الحركات حركة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم وحفيده الإمام الحسين عليه السلام , حيث بين أن من أهم عوامل نجاح الحركة الإصلاحية في أي مجتمع هو أن تكون علاقة المصلح وارتباطه بالله (جل وعلا) قوية ومتينة، لتسبب له ديمومة عطائه، كذلك يجب التحلي بالأخلاق الكريمة فضلاً عن الإطلاع والتعلم والاستزادة من الثقافات التي ستكون سلاحاً بوجه أي عقبة قد تواجه المصلح في مسيرة حياته.
أعقبتها كلمة قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة باعتباره الجهة المنظمة، وقد ألقاها نائب رئيس القسم السيد عقيل عبد الحسين الياسري, ومما جاء فيها:
نشعر بالفخر ونحن نلتقي بهذه الثلة المؤمنة والمثقفة من محافظة بابل الفيحاء مدينة الحضارة والتاريخ، ونأمل أن يكون القائمون على هذا الملتقى من أساتذة ومشايخ قد توفقوا في إيصال المعلومة ونقلها لكم، لتكون بإذن الله تعالى بذرة ونواة لجعلكم قادة في المجتمع من خلال تأثيركم في فئاته، وخير عون لأبناء جلدتكم من أجل المساهمة في تحصين هذا المجتمع مما يتعرض له من هجمات على مختلف الأصعدة والمجالات، وفي مقدمتها الهجمات الفكرية والعقائدية.
وأود أن أبيّن لكم أن خدمة أبي الفضل العباس عليه السلام يسعون جاهدين من أجل تقديم أفضل الخدمات للزائرين، وهذه الخدمات بدأ نطاقها يتسع ليشمل مناحي عديدة، ولم تقتصر على الخدمات التي تقدم بصورة مباشرة للزائر، فهناك مراكز ومؤسسات أكاديمية وثقافية ومراكز بحثية تعمل ليلاً ونهاراً من أجل تقديم خدمات تسهم في تثقيف المجتمع وتحصينه.. بعد ذلك كانت منصة الحفل من نصيب المشتركين؛ ليقولوا كلمتهم من خلال ممثلهم الأستاذ أحمد نايف، وقد جاء فيه:
إن هذا الملتقى الموسوم بـ(ملتقى القمر) المستوحى من سمات أبي الفضل العباسعليه السلام ، قد حقق لنا الكثير من خلال المحاضرات والدروس التي ستسهم -بإذن الله- في التصدي لما يحيط بنا مجتمعياً، وبالأخص فئة الشباب فهم المستهدفون بهذه الهجمات، فعلينا أن ندافع وكل من موقعه، ويجب علينا أن نوصل ما تعلمناه لغيرنا ممن لم يتمكنوا من المشاركة في هذا الملتقى، ونعمل على ترجمة أقواله الى أفعال ومخرجاته الى واقع ملموس ينعكس إيجاباً على الحياة العملية.
وهذا اليوم هو ليس اليوم الختامي لهذه الفعالية، بل هو اليوم الأول لانطلاقه والعمل على تفعيل جميع معلوماته، وندعو الى تكرار مثل هكذا فرصة، واتساع رقعة مساحته أكثر لتعم الفائدة على الجميع.
بعد ذلك تم تسليم شهادات المشاركة والتقدير لكل المشتركين في الملتقى، تلته قصيدة شعرية للمشترك حسين أياد, واختتم الحفل بتكريم المحاضرين بدروع الإبداع والتقاط الصور التذكارية.
ومن جانبه، صرح الأستاذ علي البدري قائلاً:
الملتقى تضمن محاضرات عقائدية وثقافية منوعة، إضافةً الى ورش عمل في الهندسة النفسية وإعداد القادة، كما تضمن محاضرات نوعية في التضليل الإعلامي لاستعراض طرق المؤسسات الإعلامية في تضليل الرأي العام وخداع الشعوب، وقدم كل هذه المواد والتخصصات أساتذة ومحاضرون أكفاء من أعلى المستويات، وهم من ضمن الكوادر الفنية والتخصصية في العتبة العباسية المقدسة.
وقد تم اختيار المواد العلمية من قبل كوادر متخصصة ومتعايشة مع المشاكل التي يعاني منها الفرد العراقي اليوم، لذلك جاءت هذه المحاضرات لتعالج مشاكل حقيقية في المجتمع، وتضع إجابات للكثير من التساؤلات التي تدور في بال الشباب.
ونحن نعتقد أن الحرب الثقافية قائمة الآن ومستمرة لسلخ المواطن العراقي والفرد المسلم عن دينه وهويته الوطنية، وتحويله الى فرد غير فاعل في المجتمع وغير مبال بما يجري عليه، ودفعه الى اليأس، وتحقيق هزيمة نفسية واسعة في صفوف الشباب، لذلك فإن من واجبنا بث روح التفاؤل، والعمل على تحصين الجبهة الثقافية الداخلية، ونشر روح المحبة والتعاون، ونبذ التخالف الذي لا يخدم إلا أعداء العراق.
الجدير بالذكر أن العتبة العباسية المقدسة تحملت كافة النفقات المادية الخاصة بالملتقى من مبيت ووجبات طعام ونقل، فضلاً عن تقديم هدايا تبركية من ضريح المولى ابي الفضل العباس عليه السلام لجميع المشتركين الذين أكدوا أن الملتقى سار بتنظيم عالٍ، وجهود استثنائية.