مروراً بالمعنى.. فلسفة الانتظار والتمهيد للظهور المهدوي..

23-03-2019
اللجنة العقائدية
مروراً بالمعنى..
فلسفة الانتظار والتمهيد للظهور المهدوي..
للكاتب صباح محسن كاظم
الطعن بعقيدة الإسلام (العقيدة المهدوية) والتهيئة للتمكين الإلهي لإمامنا المنتظر (عجل الله فرجه)، هو جوهر العقيدة السليمة، وتحقيق رايات الحق في عالم يعج بالرذيلة والمكر والخديعة، والاستعداد الذاتي والجمعي، وبالتالي يمهد للظهور المبارك لبقية الله.
يذكر الباحث كامل سليمان: إن نبينا محمداً(صلى الله عليه واله وسلم)حذرنا ونصحنا ووجهنا في عمق المعرفة الفكرية والعقائدية من خلال التبصير والتفكير بأهمية الاستعداد والتمكين؛ لأن العدو يتربص بعقيدتنا.
يرى الشيخ عبد المهدي الكربلائي: من الواجب على الجميع التهيؤ والاستعداد بكافة الوسائل للتمهيد للظهور المهدوي المقدس.
الدليل القرآني بالنصر المحتوم لا يشوبه ذرة شك وريب، فالأمر يعد حتمياً، فوراثة الأرض للصالحين والأتقياء، ودحر الباطل والفساد يتحقق باليوم الموعود، ويحل الأمن بعد الحروب والفساد وسفك الدماء، ويتم التمكين بعد الاستخلاف للفاضل على الأرض وبمقتضى الحكمة الإلهية، يسود السلام الذي يصنع الرخاء.
يذكر السيد محمد الشيرازي في زيارة الامام المهدي المروية عن المعصوم (سلام الله عليه): (الصادح بالحكمة والموعظة الحسنة فهو كجده يصدع بالحكمة والموعظة الحسنة، ويسير بسيرة جده امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام)، (كل من يحب ويحترم ويوالي آل البيت يدخل في نسق اصحابهم، وأما من يعاديهم ويقتلهم ويرضى بظلمهم وذبحهم وتهجريهم ومصادرة حقوقهم فهو في زمرة الأعداء).
ويرى المؤلف الأستاذ صباح محسن كاظم: إن السينما والمسرح فيما لو اعتمد على هذا الخزين الموروث من علم وسيرة وجهاد رموزنا الابرار، يستطيع ان يصل بهم إعلاميا للعالم اجمع، وفضاء لا نهائي، ورد في نور الابصار للشبلنجي الشافعي، قال:ـ وهذه علامات قيام القائم (عليه السلام)، مروية عن ابي جعفر الامام الباقر (عليه السلام): إذا تشابه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، وامات الناس المسلمون الصلوات، فانك ترى المساجد مهجورة، والأسواق باعت الدين بالدنيا، وترى الامراء فجرة، وترى الوزراء كذبة، وترى الأمناء واعوان السلاطين ظلمة، وظهر وشاع في الناس الجور والظلم أي قتل النفوس ونهب الاموال وهتك وكثرة الطلاق.
فلا يبقى يهودي ولا نصراني ولا احد ممن يعبد غير الله تعالى إلا آمن به وصدق وتكون الملة الواحدة ملة الإسلام، لطالما اكدت العقائد الدينية واللادينية على وجود من يصلح الأرض كقائد ترنو لها الأنظار، وينظر الى المصلح بأنه يمتلك القدرة والحنكة والإدارة والتسديد الإلهي، لتحقيق حلم العدل، والقائد والمنقذ.
ويذكر الباحث المصري (منصور عبد الحكيم)، وهو يستعرض رؤيا وفي الرؤيا إشارة واضحة للمهدي واتباعه من المؤمنين، ووصف لباسهم الأبيض الذي يتميز به الملتزمون بسنة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وانهيار كل العروش امامهم، وهذا ما وضحه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في احاديثه، فابن الانسان وقديم الأيام هو المهدي، وليس كما يدعون انه عيسى؛ لأن عيسى ليس له أب.
ان الايمان بفكرة ظهور المصلح ثابت عند اليهود مدون في التوراة، مثل جورج رذرفورد في كتابه (ملايين من الذين هم احياء لم يموتوا ابداً)، والسناتور الأمريكي (بول منزلي) في كتابه (من يجرؤ على الكلام)، والباحثة (غريس هارسل) في كتابها (النبوءة والسياسة).
كما آمن النصارى بأصل هذه الفكرة، استنادا الى مجموعة من الآيات والبشارات الموجودة في الانجيل والتوراة، ويصرح علماء الانجيل، الايمان بحتمية عيسى المسيح في آخر الزمان؛ ليقود البشرية في ثورة عالمية كبرى، يعم بعدها الأمن والسلام، وحتى الفكر غير الديني يؤمن بحتمية ظهور المنقذ المصلح بعد استشراء الفساد والرذيلة والحروب الدموية التي تكلف الشعوب غالياً.
يقول المفكر البريطاني (بتران رسل): ((إن العالم في انتظار مصلح يوحده تحت لواء واحد وشعار واحد)). أما (انشتاين) صاحب (النظرية النسبية) يقول: ((إن اليوم الذي يسود كله فيه السلام والصفاء، ويكون الناس متحابين متآخين ليس ببعيد)).
وقال برنادشو: ((بشر بحتمية ظهور المصلح وبلزوم عمره الطويل، الذي يستشف من كلام النبي عيسى (عليه السلام) أن هناك رجلا غائبا سيعود ليحقق حلم الأنبياء)).
يذكر المؤلف عبد الكريم الغزي: ((ان المهدي بين الإسلام والانجيل))، قال يسوع: ((اسهروا اذن لأنكم لاتعلمون في أي ساعة يأتي ويصحح بعض الأفكار المتخلفة التي يعتقد بها المسيحيون كنظرية الفداء والتي هي السكون على الانحراف بدعوى ان المسيح صلب ليكفر عن خطايانا، فنصنع ما نشاء، ولا ضير علينا، ونحن غير محاسبين على ذلك بدعوى ان الامام سوف يظهر ويصلح الامر فلا داعي للتحرك، وهذه هي قمة الاتكالية. ان الحقيقة المطلقة هي ان بقية الله القائم (عجل الله فرجه الشريف) هو حلم الأنبياء والاوصياء وجميع المنتظرين والمستضعفين.
وفي معظم كتب المذاهب والفرق الإسلامية بشارات ونبوءات لظهور المبارك اليقيني الذي لايشوبه الشك، لقد بحث علماؤنا بشكل دؤؤب في الروايات في المذاهب الإسلامية وما ورد من احاديث متواترة في العترة الطاهرة:
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): "طوبى لمن ادرك قائم اهل بيتي وهو معتقد به في حياته، يتولى وليه، ويتبرأ من عدوه"، وقال أيضاً (عليه وعلى اهل بيته افضل الصلوات والسلام): ((من انكر القائم من ولدي في زمان غيبته، مات ميتة جاهلية)).
فالحقائق القرآنية والسنة النبوية وأحاديث ائمتنا الأطهار هي دلائل ساطعة، وتلزم الجميع من اكاديميين وباحثين وكتاب واعلام هادف وجاد وخطباء للمنبر الحسيني، الترويج للعقيدة الحقة ونشرها بكل الوسائل الحضارية المتاحة المقروءة والمسموعة والمرئية لتبصير المجتمعات وتذكيرهم بانتظار الفرج الإيجابي.
إن اعداد العدة نفسيا بالتهيوء لاستقبال طلته البهية لا يعتمد الاستكانة والقنوط، بل شحذ الهمم والتصدي للباطل والشبهات الفكرية التي تروج بين الفينة والأخرى، والحذر من الصيحات والادعاءات والاصوات التي تدعّي النيابة للامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فنرى ذلك جلياً بكل عصر ومصر، وتتخذ لباس الدين والتشبه بزي المذهب. ويؤكد الكاتب المغربي المستبصر إدريس هاني: ((ان لظهوره شأناً عظيماً يفوق ما يقوم به من أدوار في الخفاء، وهذا ما يؤكد على ان الامام حاضر في معتقدات الفقهاء اليقينية)).