تساؤلات اعلامي..
28-03-2019
اللجنة الاعلامية
تساؤلات اعلامي..
(ضيوف):
التواصل العائلي بين الناس سمة محبة، لكن هل لها حدود معينة؟ هل تكون مؤذية أحياناً؟ لماذا التكرار الممل، وخاصة اذا عرفت أن الحالة المادية لهذه العائلة على قدر الحال، بالتأكيد سيكون السخاء الذي يقدم على حساب سفرة العائلة..!
وهل نحن ممن يوصي اطفاله بالالتزام والهدوء واحترام البيت؟ هل نوبخهم عند العبث؛ احتراماً لأهل البيت؟ لا أحد يشك ان التواصل سمة من سمات الانسانية والتحضر، لكن بشرط ان لاتصل الى حد الأذى، وانما بالاتزان. والمعروف اليوم ان بعض العوائل تحزن لمقدم ضيف، ربما لضيق ذات اليد، أو للضوضاء ووجع الرأس، وحركة الأطفال، لكن يبقى الضيوف ضيوف الرحمن.
(حيازة السلاح):
نسمع دائماً عن مشاجرات الطلاب داخل وخارج المدرسة، لكن هل من المعقول أن تتحول تلك الشجارات البريئة الى طعن بالسكين، او التهديد بأسلحة جارحة؟ كيف استطاع التلميذ حيازة السلاح في حقيبته؟ لا احد في البيت يعتني بمراقبة تصرفاته بتجهيز حقيبته المدرسية، بمعاينة دروسه، فهذا الاهمال ليس من شأن المدرسة، وانما هو من شأن العائلة، البيت، الأم التي لابد لها ان تكون عينا تراقب الابناء، قبل ان تصل الظاهرة الى التسليح، وتهديد حياتهم بالخطر، وتلك معضلة لابد من تحصين الطفل بالوعي وملاحظة شراسته .
( الصح والخطأ:)
هل فينا من هو معصوم عن الخطأ؟ طبعاً لا، ولكن هل فينا من يستطيع أن يدرك خطأه ويقر به، أم ترانا جميعنا نرى انفسنا الصح وغيرنا هو الخطأ؟ معرفة الفارق يعود الى وعي الانسان وثقافته، يقظة الضمير وحراك الوجدان ليدرك دلالة الصح والخطأ، من خلال تمسك الانسان بالقيم الانسانية، وأهداف التعايش السليم، وحمل معنويات المعتقد الديني بأمانة ووعي، سندرك حينها يقظة الالتزام وتنامي السلوك الاجتماعي المقبول بالمحبة والرضا.
(الاحتجاج):
نوع من أنواع المعارضة السلمية أن تحتج وتعترض وتشجب وتستنكر وبحرية دون الأذى العام، وهناك أحدث موديلات الاحتجاج في العالم الغربي، هل علينا أن نقلد كل تلك الاساليب الاحتجاجية، أم لكل أمة لها تقليدها وعاداتها؟
من ضمن تلك الأساليب المتبعة بالغرب هي التعري في الشوارع العامة والساحات لإلفات نظر العالم، والغريب اننا لاحظنا محاولة بعض العرب تطبيقها، وحاول البعض تطبيقها في العراق..! هذا عيب ومن غير اللائق بعربي عراقي من أي دين كان ان يتعرى؛ احتجاجاً ضد مسألة ما، باعتباره نوعا من انواع التعبير عن الغضب، وهذه الظاهرة حدثت للأسف، ونتمنى أن لا تعاد ثانية، فنحن ابناء الغيرة والعفة والتسامي.
(البراءة):
ما الذي نحتاجه من وعي لنبعد العنف عن أطفالنا؟ ولماذا يعلم البعض أبناءه على الخداع؟ لماذا نزرع الخوف في دواخل الطفل، وهو الذي رعاه الله تعالى بحق الحياة الكريم فحرم الإجهاض والوأد، وصان عالم الطفولة بزينة الحياة الدنيا؟
القضية ليست قضية معلومات تثبت في رأس الطفل، وانما ثقافة ورعاية وتنمية أفكار، التعويد على اصطحابهم الى زيارة أئمة اهل البيت D، وترك ذاكرتهم تتنامى مع هذه الأجواء، من المؤكد أن هذه المشاهد الروحية ستكبر معهم، وتكون النشأة مرتبطة مع هذه المشاهد العظيمة.
(صلاة الفجر):
هل تصلي الفجر دائماً في اوقاتها؟ هل تعلم اولادك على صلاة الفجر؟ وماذا تعني لديك صلاة الفجر؟ عند استشهاد مولاي امير المؤمنينA أوصى أولاده بالصلاة، يقول رسول الله J: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها).
اللقاء أمنية الأحبة، وصلاة الصبح اول لقاءات اليوم مع الله سبحانه تعالى، فالذين يتكاسلون عن صلاة الصبح، هل يحبون الله حقاً؟ ألا يستحق الاله الرحيم ان تستيقظ للقائه في صلاة الفجر؟ فلنوجه النية خالصة للاستيقاظ لصلاة الفجر.
(الاحراج):
ما علاقة الصراحة بالإحراج؟ ولماذا يفترس الاحراج الناس بحجة الصراحة؟ وهل الصراحة تجيز احراج الآخرين؟ تأتي بعض الاحراجات بسبب الأسئلة الفضولية او التدخل في خصوصيات الآخرين.
ويرى البعض ان الاحراج سبب داخلي، وهذا التشخيص يمكن ان يشمل ردة الفعل، وأما ألم الاحراج فهو مؤذٍ حقاً، ويحاول البعض احراج الناس من اجل خلق تكامل سلبي في ذاته أولاً، وإلا فهو يستطيع ان يتدارك النقص لتوجيه النصيحة، ومساعدته بتخطي الكثير من المواقف بواسطة الحرص والصفو بدل التربص لاصطياد مثل هذه المواقف الهزيلة، لابد من معاونة الأصدقاء لتدارك الحرج يسقط امامك فاذهب لمساعدته، بدل أن تضحك على حاله..!
(عدم التكافؤ الدراسي بين الناس):
ما الذي حصل عندما كثر حملة الشهادات؟ هل ازداد الوعي المجتمعي أم هل ساد التعليم كروح مثقفة؟ وهل استطعنا خلق مجتمع إيجابي؟ هل لا يدرك أحد أن المستوى الثقافي أعمق بكثير من المستوى التعليمي؟ ما فائدة الشهادة دون روح الالفة بين الناس؟ اللقب الجامعي يعطي التمييز بالاحترام، فما نفعها دون الإصلاح والأمانة وحث التفكير والتأمل والاستشارة الروحية التي تخلق عند التعلم روح البساطة..!
كم من الخريجين يعملون في المساحة الفكرية؟ وكم منهم يبقى جاهلاً في قضية التواصل الفكري والاجتماعي؟ ان نظرة بعض الخريجين ساهمت في خلق المزيد من الجهل، فالشهادة لا يمكن ان تكون عنوان التكافؤ مع المجتمع، فالأخلاق أولى..!
(الفراغ):
هل هناك خطر في الفراغ؟ نعم، يقتل الفراغ حب الابداع، ونمو المواهب في الانسان، ليستفحل فيه الكثير من العادات السيئة، ويبعث الملل والضجر. هل تستطيع الانتصار على الفراغ؟ نعم، باستثمار هذا الفراغ، والعمل مبعث راحة، ولا يدعنا الملل أن نسير الى أحلامنا وأهدافنا، والعمل يكسبنا المشاعر، وهذه المشاعر هي التي تبعد الملل. ويرى علماء النفس أن أسباب الفراغ هو الابتعاد عن الحياة الاجتماعية والتخلي عن الناس.
(التغافل):
ما معنى التغافل؟ يعني السعي لبقاء ود، ودوام محبة، وستر زلة، قال الله تعالى في سورة يوسف: ((فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ)) ماذا تفعل لو تعرضت لبعض المضايقات الكلامية؟ الصبر أولى، والمصابرة أهم، والكتمان خير عظيم، وتجاوز دائماً لتكن سليم القلب.
(الكتابة):
هل تدرك فوائد الكتابة في حياتك، وأثرها على صحتك النفسية والبدنية؟ وهل تعرف أن الكتابة وسيلة لإخراج المشاعر والأفكار؟ وهي وسيلة من وسائل العلاج النفسي، يسمى العلاج بالكتابة، من اجل اخراج مخزون المشاعر والأفكار.
وتساعد الكتابة على تحسين الذاكرة والاسترخاء بعد يوم طويل ومجهد. والكتابة علاج القلق والاكتئاب والحزن، وتعالج الإدمان والاضطرابات النفية. ليس المقصود من الكتابة معناها الإبداعي، وانما كتابة تسجيل الاحداث والخواطر العادية، فهي علاج فعال لكثير من الأمراض.
(الانتقام):
هل تفكر يوماً بالانتقام ممن أساء اليك، أم ستكون ابن الإسلام الحقيقي وتسامح؟ اذا سامحت هل ستتمنى الخير لهم، ام ستفرح اذا اصابتهم مصيبة، وتعتبرها (حوبة)، وتشمت بهم؟
أسئلة لابد أن نجيب أنفسنا عنها، تفويض الأمر الى الله تعالى لا يعني الانتقام، بل إزالة الضرر وابعاد الشر، لا يعني ان تستمتع في احزان من أساء اليك يوماً، بل التسامح يزيل فرصة الانتقام، وهذا يدل على سمو الأخلاق.