الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة تحتضن الكفاءات العراقية تحت شعار (كربلاء العطاء .. محط رحال العلم والعلماء)

13-04-2019
خاص صدى الروضتين
الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة
تحتضن الكفاءات العراقية
تحت شعار (كربلاء العطاء .. محط رحال العلم والعلماء)
مواصلة لدأبها المستمر في دعم العلماء والمفكرين أقامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وبالتعاون مع منتدى المخترعين العراقيين المؤتمر العلمي الثاني للمخترعين تحت شعار (كربلاء العطاء محط رحال العلم والعلماء)، المؤتمر اقيم في مجمع الشيخ الكليني (قدس سره) واستمر لمدة ثلاثة ايام وشهد حضورا اكاديميا موسعا وحظي بتغطية اعلامية من بعض الوكالات الاخبارية والفضائيات.وتضمن حفل افتتاحه الذي حضره المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) وأمينها العام المهندس محمد الأشيقر (دام تأييده) فضلا عن عدد من أعضاء مجلس إدارتها الموقر تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم أعقبتها قراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء العراق الأبرار، ليليها الاستماع للنشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة الموسوم بـ (لحن الإباء)..

أتت بعد ذلك كلمة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، ومما جاء فيها:
للمرة الثانية وإن شاء الله تعالى لمرات قادمة، نلتقي في هذا الملتقى العزيز علينا وهو ملتقى الإبداع والاختراع، لنطلع على ما جادت به أفكار إخوتنا الأعزاء من كل أنحاء البلاد، مثبتين أن هم لا زالوا موجودين في الساحة العلمية، ولا زال الفكر العراقي ينبض بكل جديد، والقرآن الكريم أشار الى ملاحظة مهمة عندما قال (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)، وهذه الآية الشريفة فيها محفزات كبيرة وكثيرة لنا، فعلينا أن نفكر ونتعلم ونبحث، وهذا الطريق هو طريق يبدأ ولا ينتهي، وهذا الخطاب خطاب لعموم البشرية، أن مهما أوتينا من العلم يبقى هذا العلم علما قليلا بالقياس الى ما هو موجود من علوم الى الآن لم تكتشف، ونحن من الجاهلين بها، ولا بأس بإشارة قصيرة أشبه ما تكون بالهامش الى أن الكلام الذي نتحدث فيه هو عن العلوم التطبيقية أو ما يعبر عنه بعلم الطبيعيات، الذي يشمل هذه الاختراعات الطبية والهندسية والكيميائية والفيزيائية، أما العلوم الإنسانية المتعلقة بالاقتصاد والأسرة فالكلام هنا ليس فيها، لأن هذه العلوم لها طريقة خاصة في البحث وفي الاستنباط وفي الاستنتاج غير طريقة العلوم التطبيقية، ويخطئ من يظن أن العلوم التطبيقي ة إذا تطورت يلزمنا أيضا أن نكون بارعين في العلوم الإنسانية، وهذا اشتباه في منهج البحث فأحدهما غير الآخر، ونحن عندما نتحدث عن هذا المؤتمر إن ما نقصد العلوم الطبيعية، أما العلوم الإنسانية فمحلها -واقعا - ليس هنا، بل الحديث عنها حديث مطول ولسنا في معرض البحث عنه.. وأضاف قائلا:
بالنسبة الى العلوم الطبيعية أود أن أشير الى مجموعة من الأمور قد تتزاحم فيما بينها، لكن ما يمكن أن يقال إننا سنتحدث بأمور بعضها لا ينبغي أن يقال والبعض يمكن أن يقال وإن كان على نحو الإشارة، لا شك أننا في العراق عندنا مشكلة، وهذه المشكلة على ما يبدو لا يراد لها أن تحل ، وأنا أتحدث حديثا عاما فليس مقصودنا من الحديث أي جنبة سياسية، لكن المقصود من الحديث هو حالة البلد والأمل بأن البلد لابد أن يتطور، ولا شك يعز علينا وعلى كل غيور أن يرى البلد غير معافى وتتناوشه المشاكل، مشاكل متعددة كل ما نهض من واحدة وقع في أخرى، وليس من الإنصاف بمقتضى انتمائنا للبلد أن نمر على هذه الأمور مرور الكرام، وان تشخيص المشكلة من ابرز مشاكل هذا البلد، ولعلنا تحدثنا في مناسبة ما أننا إذا كنا لا نستطيع أن نشخص المشكلة لا يمكننا أن نجد لها حلا مناسبا، وتشخيص المشكلة في بعض الحالات قد يزعج لكن بالنتيجة لابد أن تشخص هذه المشكلة، أرى أن البلد فيه قضية لا أعلم من أين جاءت، لكن هذه المسألة تتكرر وهي أننا لا نولي علماءنا وأساتذتنا في العلوم الطبيعية العناية المطلوبة، بل لا نصغي لهم البتة، إنما إن مرت بنا مشكلة نذهب يمينا وشمالا وشرقا وغربا ونحاول أن نستجدي الحلول وإن كلفنا ذلك أموالا طائلة مع أن الحلول قد تكون في أبوابنا، وبعض الحلول قد تكون مجانية لكن درجت عليها أفكار القوم وألسنتهم، وأصبحنا نبحث عن حلول من خارج منظومتنا كبلد ووقعنا في مشاكل جمة، والى الآن كل ما عرضت مشكلة لا نفكر بأن حلها يكون عند أبناء البلد إنما نيمم شطر اليمين والشمال علنا نظفر بحل ، وإن جاءنا الحل وهو حل متواضع سترانا ننبهر به، اما الحل إذا كان فعلا محط انبهار ومن أبناء بلدنا سنأخذه بحالة من الاستصغار!! هذه المعادلة عندي أنا غير مفهومة!! لم أجدها إلا في العراق!! كل بلدان العالم قبل أن تخرج من بلدها بحثا عن الحل تفتش عنه في داخل البلد، وبعد أن تعجز تذهب الى الآخرين وتجعل هناك شروطا عديدة، إلا نحن أحدنا لا يصغي للآخر ولا يريد أن يصغي ولا يحب أن يصغي، ننبهر بحلول الآخرين ونترك أعزتنا وإخوتنا ومخترعينا، ولذلك أغلب الإخوة الذين عندهم أفكار بدأوا يصابون بالإحباط، وهذا ليس وليد اليوم، أنا لا أتحدث عن اليوم إ ما أقول هذه سلسلة تاريخية أتعبتنا ولا أعلم الى أين سينتهي بنا المصير، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن هناك خللا في المنظومة الفكرية لمن يتصدى لبناء البلد، هذا عنده خلل في منظومته الفكرية سواء أحب أن يسمع أو لم يحب أن يسمع، من غير المعقول أنا أستنزف ثروات البلد على حلول قد تأتي وقد لا تأتي بنتيجة، والحلول أمامي وأنا أ غمض عيني عنها، ما هو المبرر لذلك؟!، مع أن أبناء البلد في كل العالم يتبوؤون مقاعد جيدة في كل دول العالم، وعندما تضع يدك على اختراع واكتشاف أو جهة رصينة ستجد أن وراءها عراقي ، واكمل مبينا:
هذا الاحتفاء أردنا منه أن نشير الى نقطة وهي أن على المخترع أن لا ييأس وأن لا يصيبه الإحباط، بل عليه أن يبقى يفكر، فإذا كان الآن هناك بعض الذين لا يفهمونه ولا يقدرونه فلعل الغد يكون ولودا لمن يقدر ويفهم، لكن علينا أن لا نيأس وأن نبقى نعمل ونكتشف ونخترع، والبلاد عموما تبنى من هذا الطريق، طريق الإصرار على البقاء والإصرار على التفتيش عن الجيد والإصرار على الاكتشاف، ومن هنا -وأعتقد أننا أشرنا الى ذلك في الكلمة الأولى قبل عامين- على جميع المراكز العلمية أن توفر ميزانية خاصة للبحوث، لإن البلاد إذا توفرت فيها ميزانيات مالية للبحوث معنى ذلك أنها بدأت تفكر بالطريقة الصحيحة وإذا لا فلا، وإن غضب من غضب وسخط من سخط، العلم ولود، العلم ينمو، العلم يحتاج الى رعاية، والحمد لله العراق من البلدان المعروفة، لكن المشكلة أن العراق معروف بالإبداع والاختراع، ومعروف بعدم تبنيه الاختراع والإبداع، وهذان أمران متناقضان جمعهما البلد للأسف الشديد، العقل العراقي عقل ناضج وعقل مبدع وجيد لكنه لا يحتضن ولا يرعى إلا بشكل جدا متواضع، وأعتقد أننا في الدورة السابقة من المؤتمر رأينا بعض الاختراعات مما يعزز كثيرا من الصناعات وبكلف زهيدة جدا، عندما تعرض على أحد المسؤولين تراه يطوي كشحا عنها ويذهب الى آخرين، وينفق أضعافا مضاعفة من المال، ما هو إلا استصغار بأبناء البلد، وهذه مشكلة كما قلت لا أعرف من أين جاءت، هذه مسألة الإحباط ومسألة عدم الثقة بالآخرين مسألة أعتقد أنها جدا مقززة، لذلك البلد لا يزال يراوح في مكانه إن لم يكن يتراجع، بل قد سمعنا من بعض من كانوا في خارج العراق أن بعض العراقيين يأتوننا لأخذ دورة في العلم الفلاني، وكنا نحن نضحك بداخلنا نقول: إن هذه الدورة نحن أخذناها في العراق!! فكيف الآن تأتون الى بلد غير العراق وتستردون هذه الخبرة؟!! هي عندكم بين ظهرانيكم وما عليكم سوى أن تفتشوا عنها، وأشار:
لا أريد أن يأخذ الإحباط مأخذه منكم، بالعكس أنا قلت في البدء نريد أن نشخص المشكلة، فبعض المتصدين يستحي من تشخيص المشكلة لمآرب، والإنسان إذا حام حول المشكلة بلا أن يضع يده عليها فلا يستطيع أن يجد لها الحل ، لذا لابد أن نكون بمستوى من الجرأة لنشخص المشكلة، المشكلة فينا وعندنا، وهذا البلد يمتاز بالكرم ويمتاز بالجود ويمتاز بالشجاعة ويمتاز بالإباء، ونحن الآن نعيش عصر الشجاعة، قبل سنتين عندما كنا بخدمتكم كان العراق غير متعافي من منظمة داعش الإرهابية، وبحمد الله تعالى اليوم العراق سليم من هذه الجهة، من الذي أوصل العراق الى هذه الحالة من المعافاة؟ هي تلك السواعد الحثيثة التي بذلت الغالي والنفيس من أجل أن يطرد الإرهاب خارج البلاد، ولعل المرجعية الدينية العليا صرحت بذلك أكثر من مرة عن هذه البطولات والشجاعة عند شبابنا، التي كانت هي العامل الأساس الذي طرد هؤلاء الإرهابيين، وقد ذكرنا ذلك لقدح قضية في ذهن الإخوة هي أن لابد أن يبقوا في عامل التحدي، فأمير المؤمنين A يقول: (رب همة أحيت أمة)، لابد أن تكون الهمم دائما موجودة، واطرقوا الأبواب بكل أياديكم وبكل قوة فلابد أن تفتح الأبواب، لا يمكن للأبواب أن تبقى موصدة لمزاج وأفكار بعض المتصدين البعيدة عن الواقع، وقطعا طريق الالف ميل يبدأ بخطوة واحدة، لذا علينا أن نسعى وأن نجاهد من أجل أن نثبت أننا لا زلنا مبدعين رغم كل الظروف التي أحاطت بالبلد، ولا زلنا أحياء والحمد لله العراق من البلدان المعروفة بأن يعطي شهداء كثيرين، وحقيقة الشهداء يجعلون البلد دائما حيا، كل ما كثر الشهداء معنى ذلك أن هذا البلد حي ويريد أن يعيش ويبقى غير خانع وغير خاضع، وما شاء الله عندما نعد شهداءنا لعل القائمة تطول، وذكرت هؤلاء الشهداء لأننا نعيش ببركات تلك الدماء الزكية الطاهرة العزيزة علينا، حقيقة قد فقدنا أناسا أعزة علينا جدا، لكن الذي يهون علينا الخطب أن تلك الدماء لم تكن بلا ثمن، بل كان ثمنها أن بقي هذا البلد بلدا معافى طريا شبابيا وقويا، وأدعو الله تعالى أن يتمكن من يتصدى لخدمة البلد ويتوفق أن يستعين بالكفاءات العراقية، ويتوفق أن يستعين بالاختراعات العراقية، فهذا توفيق له عندما يمد يده الى أبناء جلدته ويحل المشاكل من خلال الإخوة الأعزاء الموجودين، والآخرين الذين لم يسمح لنا الظرف للتشرف بحضورهم.. واختتم قائلا:
حقيقة لا نملك إلا الدعاء المستمر للإخوة الأعزاء ولكل من حضر، وفي نفس الوقت نحن مؤيدون ومساعدون وداعمون لكل الاكتشافات والاختراعات، وعليكم أن لا تهنوا ولا تحزنوا إن ما عليكم أن تبذلوا كل جهد، على الأقل هذا تاريخ البلد يحفظ، ورغم كل الأزمات لا زال أبناء البلد في عافية وقوة وتقدم، إن شاء الله أنتم الذخيرة الطيبة لهذا البلد ونحن نفخر بكم، والأجيال كلها ستفخر بأن هناك طاقات علمية لم تكل ولم تتعب رغم جميع الظروف.. أسأل الله تعالى أن يكحل أعيننا دائما بأن نراكم في مواقع مهمة، ونرى آثار هذه الاكتشافات تعم البلد بخيراتها، ونسأله تعالى التوفيق لما يحب ويرضى.


أعقبتها كلمة رئيس منتدى المخترعين العراقيين الأستاذ الدكتور زيدون خلف الساعدي، وقد جاء فيها:
في البداية أهنئكم بمولد مدرس الرسالة والرقي الإمام علي A، مستلهمين من علومه الفكر والإبداع، إنه مدعاة فخر واعتزاز أن تتبنى العتبة العباسية المقدسة هذا الملتقى الثاني الذي يحتضن الإبداع والابتكار تحت شعار: (كربلاء العطاء محط رحال العلم والعلماء).. وأضاف قائلا:
هذا المؤتمر يعد التفاتة طالما تعودنا عليها وألفناها من رعاة العلم التربوي القويم في العتبة المقدسة، ولا سيما نحن في الألفية الثالثة أضحى البحث العلمي والابتكار بمنزلة محرك النمو الاقتصادي ، والدافع نحو التنمية المستدامة في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، بل أصبح الابتكار ذو الأثر واسع النطاق ومؤثرا في إحداث تغيير في معظم أوجه النشاط البشري وأحد أعمدة اقتصاد المعرفة، وسياسات الابتكار ليست عبارة عن وثائق أرشيفية يستدل بها للخطابة أو البرامج التعبوية فحسب، بل أصبحت دليل عمل ومنهجا من الاقتصاد الواعد في كافة أطر الابتكارات الثلاث، سواء الابتكارات الناشئة من البحث العلمي، أو الابتكارات في القطاعات الإنتاجية، أو الابتكارات المجتمعية.. واليوم وبعد كل ما قام به منتدى المخترعين العراقيين على مدار السنوات الأربع الماضية، ومن خلال المشاركات العديدة في محافل محلية ودولية، صار لزاما علينا أن نجيب عن ثلاثة أسئلة واجبة التحقق: ما هو المردود التنموي المتحقق من منظومة البحث والابتكار في العراق؟، أين يقف المبتكر العراقي من ثورة الإبداع التكنولوجي العالمي؟، كيف لنا دعم الابتكار وترجمة مخرجاته على أرض الواقع؟، وبين قائلا:
إن منتدى المخترعين قدم لرئيس الوزراء استراتيجية مبسطة هي: (الإستراتيجية الوطنية للابتكار)، على مدار أربع سنوات ودعائمها محوران: الأول: انطلاقا من عراقة قانون براءات الاختراع بالعدد 31 في عام 1930م وما تلاه، من انضمام العراق إلى بلدان المنظمة العالمية للملكية الفكرية، واتفاقية باريس عام 1976م، الثاني: المشاركات الوطنية في المحافل الدولية التي حصل فيها المبتكرون العراقيون على الكؤوس الذهبية والمداليات المقدمة في كل من: ألمانيا، وكندا، ورومانيا، وبولندا، وتركيا، وإيران، ومصر، والكويت، وكان جميع ذلك وفق معايير التحكيم الدولية، وهذا يحتم علينا أن نضع نصب أعيننا السبل اللازمة للدعم والإنضاج، وأن نتجاوز النهايات المجهولة ووأد الابتكار في مهده من خلال ترجمة هذه الأعمال إلى واقع عملي مثمر وملموس، وفي الختام نتقدم بجزيل الشكر الى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة لما أغدقت علينا، ولاستضافتها الثانية لهذه الشريحة النابغة، والشكر لكل من اهتم في تحقيق وتمحيص الثمانين اختراعا في المجالات الطبية والدوائية والإنشائية والهندسية، ومجال الصناعة النووية والبتروكيماوية والأسمدة وكذلك المحاور الأمنية، ونحن نسعى لترجمة ما يتم عرضه في هذا المؤتمر إلى خطوات عملية خدمة لبلدنا العزيز.

جاءت بعدها كلمة رئيس الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية والتي ألقاها بالنيابة عنه الأستاذ محمد زيدان حسين، ومما جاء فيها:
نحرص في مثل هذه المؤتمرات أن نخرج بمخرجات حقيقية ونخطو خطوات جادة في سبيل دعم المخترعين، ونحن في الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية على أتم الاستعداد لتقديم الدعم والعون لكل مخترعينا، كما نشكر القائمين على هذا المؤتمر جزيل الشكر ونسأل الله تعالى لهم التوفيق.
وفي ختام الحفل توجه الحضور لافتتاح معرض الأعمال الحاصلة على براءة الاختراع والمشاركة في المعرض المقام ضمن الدورة الثانية، وقد تنوعت هذه الأعمال ضمن المجالات الطبية والدوائية والإنشائية والهندسية، ومجال الصناعة النووية والبتروكيماوية والأسمدة وكذلك المحاور الأمنية.
اما اليوم الثاني من المؤتمر فقد شهد انعقاد جلسة بحثية وتداولية للمؤتمرين ترأسها الأستاذ زيدون خلف الساعدي واستهلت بمحاضرة تعريفية ألقاها الاستشاري في مركز الكفيل للبحوث والدراسات التابع للعتبة العباسية المقدسة الدكتور صفاء الموسوي، وبين من خلالها الدور الكبير الذي قامت به العتبة المقدسة في دعم وتطوير المنتج الوطني المحلي في مختلف القطاعات، كما استعرض مشاريع العتبة المقدسة ابتداء من المشاريع التي أنجزت داخل الصحن الشريف للمولى أبي الفضل العباس A، مرورا بباقي المشاريع المختلفة الزراعية والصناعية والصحية والعمرانية والخدمية والثقافية والتعليمية.
تلتها محاضرة ألقاها نائب مدير منتدى المخترعين العراقيين الأستاذ الدكتور عبد الجاسم محيسن جاسم، واستعرض من خلالها مسيرة المنتدى في دعم المبتكرين العراقيين في المحافل المحلية والدولية، التي ساهمت في تحقيق الإنجازات العديدة وتتويجهم بالميداليات.
ثم جاء الدور بعد ذلك لباحثين من أصحاب براءات الاختراع المشاركة والمختارة ليطرحا نبذة عن ما ابتكراه، فكان البحث الأول طبيا وعنوانه: (إنتاج الأطراف الصناعية)، ألقاه الباحث أ.م.د كاظم كامل رسن من الجامعة المستنصرية، أما البحث الثاني فكان هندسيا وعنوانه: (قالب بناء G.R.P غير قابل للاندثار) للمخترع المهندس العراقي عبد اللطيف محمد.. والجدير بالذكر ان المعرض يفتح يوميا من الساعة التاسعة صباحا الى الساعة السادسة مساء ولمدة ثلاثة ايام وشهد جولات وزيارات رسمية واعلامية من اجل الاطلاع على الاختراعات الموجودة فيه والتي تجاوزت الثمانين اختراعا.
في مساء اليوم الثالث تم اختتام فعاليات المعرض بحفل بهيج شهد حضور المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) والأمين العام السيد محمد الاشيقر (دام تاييده) وعدد من الشخصيات الاكاديمية والعلمية المهمة وسط حضور كبير لمختلف الوسائل الاعلامية، وقد استهل حفل الختام بقراءة ايات مباركات من الذكر الحكيم، تلتها قراءة سورة الفاتحة على ارواح الشهداء والاستماع الى النشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة (لحن الاباء).

لتأتي بعد ذلك كلمة العتبة العباسية المقدسة والتي القاها عضو مجلس ادارتها الاستاذ الدكتور عباس الددة، ومما جاء فيها:
مرة أخرى نلتقي في فضاء النور وتحت قباب الذهب لنخدمكم أيها المخترعون، إيمانا منا في العتبة العباسية المقدسة أن العقل العراقي متى ما أعيدت اليه ثقته بقدرته وتهيأت له الإمكانات وتبنته الحواضن الآمنة، سيظهر من الابتكار ما هو أهل له لا سيما أنه سليل أهل الاختراعات التي عرفها تاريخ البشرية وغيرت مجراه، ودونكم مصاديق وشواهد ما تم عرضه في نسخة مؤتمركم الثانية هذه، مما يرفق هذه القناعة ويعيد لقيصر ما لقيصر، وإن العالم حولنا يسير بخطى متسارعة محكوما بإرادة تملي على إنسانه المعاصر أن يبتكر ولا يكف عن الاختراع، وإننا نرى أن الإحصائيات الظاهرة تشير الى أن رقي الأمم يقاس بمقدار ما تملكه من براءات اختراع، لذلك فليس غريبا أن تسعى الدول المسيطرة الى استقطاب ذوي الاختراعات لتخطو بهم عجلا وتتسلم بهم السيادة والقوة، في حين تدار لهم عندنا الأظهر وتغفو قناعات القائمين بالأمر بعيدا عن صوت اختراعاتهم وإيقاع ابتكاراتهم، مغمضين جفونهم عن الابتكار الكامن في العقل، لأنهما -أي الابتكار والعقل العراقي - صنوان متلازمان موجودان حتما بالقوة وحتما بالفعل، فكم من صاحب براءة اختراع بالقوة عندنا لاذ بركنه بعيدا عن الضوء يلوك اليأس لإهمال المعنيين، وكم من صاحب براءة اختراع بالفعل عندما أعوزته الإمكانات وافتقر الى الدعم، يئس وانزوى وانعكس ذلك سلبا على مخترعه فتأثر هو وأثر في الآخر، وكم من صاحب براءة اختراع حاصره عدم الاهتمام والاكتراث وعدم الإيمان بقدرته، وكم من براءة اختراع غيبها الإهمال وطواها النسيان، وكم من براءة اختراع لم يتمكن صاحبها من تسجيلها عالميا لغياب جهة فاعلة وفعالة، فرآها بعد حين منسوبة الى غيره، وكم من براءة اختراع لم تر النور ولم تتخط رأس مبدعها، وكم من مثيلات ذلك، لذا لابد لنا من إعادة النظر في التشريعات الموجودة على وفق مقتضى حاجة المخترعين وواقعهم، ولابد من العناية بتخصيص ما يناسب ذلك من موازنات مالية، ولابد من أن ندين لمنصة الخدمة هذه منصة الأمل التي وفرتها العتبة العباسية المقدسة، لترعى بها أولا، ولتدعم ثانيا، ولتحمي بها الإبداع والابتكار العراقي فتعلنه إعلاميا وتسجله لتضمن له حقوق الملكية الفكرية ثالثا، ولتفيد به رابعا، ولعلنا نوفق في ذلك.

لتأتي بعد ذلك كلمة اللجنة العلمية للمؤتمر والتي تضمنت البيان الختامي والتوصيات وألقاها بالنيابة الدكتور خالد عجمي، فجاء فيها:
في هذا اليوم المبارك وهذه الأيام الزاكيات والولادة الميمونة لأمير المؤمنين A، وباسم مخترعي العراق ومبدعيه وباسم منتدى المبدعين العراقيين، نتقدم بالشكر والامتنان للعتبة العباسية المقدسة متمثلة بشخص سماحة المتولي الشرعي (دام عزه) والى الأمانة العامة للعتبة المقدسة متمثلة بالسيد محمد الأشيقر (دام توفيقه)، والى كل العاملين، لما وجدناه من صدر رحب واحتضان دافئ لمبدعي العراق ولإبداعاتهم واختراعاتهم، وأضاف قائلا:
قبل ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف حضرنا الى هذا المكان، وجدنا الرعاية ووجدنا الدعم الكبير، وما تحقق من إنجازات خلال هذه الفترة ما بين السنتين الماضيتين حقيقة كثير من الدعم للإبداع، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل العتبة العباسية المقدسة وكل الناس الخيرين الذين يحاولون أن يقدموا شيئا للعراق ولمبدعي العراق، اما بخصوص البيان الختامي فسأقرأه على مسامعكم الكريمة، وهو كالاتي:
في هذا المعرض تقدم ما يقرب من (380) براءة اختراع، تم اختيار (85) براءة ونموذجا صناعيا منها فقط، وتمت عملية التقييم لاختيار براءة الاختراع النوعية القادرة للتطبيق، والتي فعلا تحاكي الواقع العراقي لأهميتها ولجدواها الاقتصادية في خدمة المجتمع، (85) براءة حملت في طياتها هموم العراق في المجال الصناعي والطبي والهندسي والعلمي وكذلك في الجانب الصحي ، وقد تم تكليف لجنة علمية من أساتذة من مختلف الجهات (الجامعات ووزارات الدولة والعتبة المقدسة)، برئاسة الدكتور ثامر عبد الأمير رئيس جامعة الكرخ وعضوية الدكتور نورس محمد الدهان رئيس جامعة الكفيل والأستاذ الدكتور عصام كاظم الجميلي عضو أيضا في اللجنة العلمية، و أ.م. د خالد عجمي عضو، والمهندس طلال محمد البير عضو في اللجنة العلمية التحكيمية، و أ.م.د باسم رحيم بدر عضو في اللجنة التحكيمية، و أ.م.د منى تركي من جامعة بغداد عضو في اللجنة التحكيمية، و أ.م.د جاسم طالب الحسيني من جامعة كربلاء عضو في اللجنة التحكيمية، والخبير المهندس النفطي صلاح مهدي من وزارة النفط، حيث قامت اللجنة التحكيمية من خلال برنامجها العلمي للارتقاء بالباحثين وتقييم إنجازاتهم العلمية وإبداعاتهم، وهذه الإبداعات جميعها ذات جدوى اقتصادية وفائدة كبيرة للبلد، ولكننا وضعنا معايير وهذه المعايير استندت الى فلسفة علمية لها بما يخص الفائدة الوطنية، انطلاقا من الكلمات الراقية التي تم افتتاح المعرض بها من خلال السيد الصافي (دام عزه) مشكورا، والتي تؤكد على كيفية تحريك هذه النتاجات وهذه الابتكارات الى واقع عملي ملموس، فلذلك كانت هناك معايير وضعت للتقييم وخضعت اليها عملية التقييم، وبالنتيجة كانت هناك إفرازات لبعض البراءات مبنية على هذه المعايير، ولكن نحن لنا وجهة نظرة كمخترعين أن كل البراءات هي براءات علمية رصينة ونوعية، وكلها ذات حظ وفير للاستثمار وفي العمل في الواقع، ومن خلال ما أفرزته نتاجات الأيام الثلاثة وصلنا الى صياغة عدة توصيات، وهذه التوصيات مبنية على رؤية اللجنة العلمية والمخترعين، وكانت كما يلي:
1- الشروع بمفاتحة الوزارات والمؤسسات ذات الصلة بالبراءات المتميزة والقابلة للتطبيق، من خلال مخرجات هذا المؤتمر ومن خلال تبنيها لمنتدى المخترعين العراقيين.
2- الموافقة على انعقاد مؤتمر ومعرض الاختراعات الثالث برعاية كبيرة من العتبة المقدسة، وفي هذه المرة حقيقة طمحنا وطمعنا دائما بكرم العتبة المقدسة وحصلنا على موافقة -بحمد الله- من الأمانة العامة بأن يكون هذا المؤتمر دوليا بنسخته الثالثة، وبنسبة 25% من الاختراعات الدولية من الممكن أن تساهم، وهذا كرم كبير من الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة.
3- الموافقة على منح الاختراعات الصناعية المهمة والقابلة للتطوير فرصة ضمن المدينة الصناعية التي تنضوي ضمن مشاريع العتبة العباسية المقدسة المستقبلية، لتنفيذ واستثمار بعض تلك الأعمال ذات الجدوى الاقتصادية الملائمة لطبيعة وبيئة المدينة الصناعية، وبالتنسيق مع منتدى المخترعين العراقيين من خلال تخصيص ورش عملية تخصصية للمبدعين والمبتكرين.
4- تتبنى العتبة العباسية المقدسة طباعة دليل الابتكار والإبداع الوطني، الذي يتضمن براءات الاختراع والنماذج الصناعية الصادرة عن الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية ضمن فترة الحماية للملكية الفكرية.
5- يتولى منتدى المخترعين العراقيين مفاتحة وزارات الدولة ومؤسساتها لتخصيص مبالغ مالية في ميزانياتها لدعم الابتكار والاختراع والنتاجات العلمية المختلفة، من أجل خدمة المجتمع والنهوض بالاقتصاد الوطني، وحقيقة هذه التوصية جاءت متزامنة مع التوجيهات السديدة لسماحة السيد الصافي بأن تقوم الوزارات بتخصيص إيداع حقيقي لهذه الابتكارات من خلال الدعم المالي لها، والتوجه نحو إيجاد فرص عمل ومشاريع تقضي على البطالة وتحقق نموا اقتصاديا.
هذه هي التوصيات التي انبثقت عن مؤتمركم ومعرضكم النوعي في كربلاء المقدسة، والفائزون هم خمسة عشر ضمن الجوائز الممنوحة من العتبة المقدسة، رغم تقدير العتبة المقدسة لكم فإن كل البحوث والمخترعين هم فائزون، أنتم فائزون بالحضور الى كربلاء وفائزون بانتمائكم الحقيقي للعراق، وفائزون بوجودكم في هذه القاعة المباركة.
أعقب ذلك الإعلان عن الفائزين الأوائل في المعرض من المخترعين وكل حسب اختصاصه، وبواقع ثلاثة فائزين من كل محور (الطبي - الصحي والعلوم الصحية - الهندسي – الزراعي - العلوم التطبيقية)، وبميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، وكانت النتائج كما يلي:
1- المحور الطبي:
الميدالية الذهبية/ أ.م.د نور هادي عيسى، وعنوان براءة اختراعه: (تحضير ماد ة متراكمة "بولمريه" مستخلصة من قشور الأسماك ونتائج اللبان، تستخدم في ضماد الجروح وتقليل آثار الندب الناتجة عن الحروق).
الميدالية الفضية/ د. فاضل محسن عبد - الأستاذة إيمان حسين عباس - والأستاذة نغم عبد الرحيم جاسم، وعنوان براءة اختراعهم: (تحضير تركيبة حامض الاجك للوقاية وعلاج العديد من الأمراض السرطانية للمرحلة المبكرة).
الميدالية البرونزية/ أ.م.د فادية محمد مسلم وعنوان براءة اختراعها: (تحضير لقاح محلي لفايروس الأنفلونزا الموسمية للإنسان).
2- المحور الهندسي:
الميدالية الذهبية/ المهندس عبد اللطيف محمد مضر، وعنوان براءة اختراعه: (قواعد الأعمدة).
الميدالية الفضية/ المهندسة نجاة عبد الزهرة عيسى – د. رحيق اسماعيل – د. عبد الرحيم ذياب، وعنوان براءة اختراعهم: (تصميم وتنفيذ دائرة سيطرة آلية لتجنب ترسبات وتحسين كفاءات الطاقة في المراجل البخارية).
الميدالية البرونزية/ د. حكمت علي حسين، وعنوان براءة اختراعه: (ذراع اللحام عن بعد من منظومة رؤيا وخزن عملية اللحام على الذراع).
3- محور العلوم التطبيقية:
الميدالية الذهبية/ الدكتور علوان نصيف جاسم، وعنوان براءة اختراعه: (تصنيع أغشية بلاستيكية مركبة مضادة للنمو الجرثومي لتغليف المواد الغذائية، بطلاء نانوي من أوكسيد الخارصين على غشاء البورستارين بطريقة البرم أو الفتل).
الميدالية الفضية/ د. محمد علي جابر، وعنوان براءة اختراعه: (تكنولوجيا عراقية لتصنيع قوالب السباكة الثابتة الإسطوانية لمنصهر الحديد).
الميدالية البرونزية/ عامر حميد حسين – د. تغريد هاشم النور، وعنوان براءة اختراعهما: (إعداد جهاز طحن قضبان الكاربون المستخدمة من نفايات بطاريات الخلايا الجافة للحصول على أنابيب كاربون).
4- المحور الزراعي:
الميدالية الذهبية/ أ.م.د سهامة عيسى صالح - م.د عودة جبار بريهي - أ.م.د فاضل عباس هاشم، وعنوان براءة اختراعهم: (متراكب بوليمري نانوي فائق الامتصاص من عشبة زهرة النيل).
الميدالية الفضية/ د. شاكر حنتوش عداوي – د. كوثر عزيز – م. مرتضى عبد العظيم، وعنوان براءة اختراعهم: (آلة مركبة لحارثة التربة بمستويين، وخلط السماد العضوي فيهما).
الميدالية البرونزية/ د. عبد الرزاق عبد اللطيف جاسم – أميرة محمد صالح – د. مظفر كريم عبد الله، وعنوان براءة اختراعهم: (تصميم وتصنيع جهاز لقياس طراوة أنواع اللحوم المختلفة، ومقارنة كفاءتها بالطرق الكيميائية والفيزيائية).
5- المحور الصحي والعلوم الصحية:
الميدالية الذهبية/ علي حسين عبد الواحد، وعنوان براءة اختراعه: (تصميم وتصنيع جهاز العلاج الضوئي لليرقان الولادي).
الميدالية الفضية/ د. حيدر عامر عبود – أ.م.د صبيح عبد المشهداني، وعنوان براءة اختراعهما: (استخدام مقياس درجة الحرارة النقطي في تشخيص وتقييم الأمراض الجلدية).
الميدالية البرونزية/ د. غيداء جاسم عبد النبي – د. أمين عبد الجبار السلمي – د. سعد شاهين حمادي، وعنوان براءة اختراعهم: (طريق الخطوة الواحدة والسريعة في عزل جرثومة -مايكرو سيوم- من عينات سريرية وتشخيصها).
ليختتم المؤتمر بتكريم جميع المشاركين فيه والقائمين عليه وكل من ساهم بإقامته وإنجاحه تثمينا لكافة الجهود المبذولة..

صدى الروضتين تابعت المؤتمر على مدار ثلاثة أيام وأجرت عددا من اللقاءات، فكانت كالأتي:
معاون رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة السيد عقيل الياسري بين قائلاً:
للسنة الثانية على التوالي وبالتعاون مع منتدى المخترعين العراقيين رعت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة مؤتمرا ومعرضا علمي ثاني للاختراعات العراقية تحت شعار (كربلاء محط رحال العلم والعلماء) ايمانا منها بالكفاءات العراقية ودعمها واستقطابها حيث تشكل حضورا مهما في خارطة الكفاءات والعطاء العالمي وعلى مدى عصور طويلة، حيث تأتي هذه الالتفاتة المباركة لرعاية العلم والعلماء والمخترعين العراقيين في كافة المجالات سواء كانت طبية او هندسية او زراعية او صحية او التي تصب في خدمة المجتمع العراقي.
مضيفاً: ان إقامة مثل هكذا مؤتمرات علمية وعملية تسعى من خلالها العتبة العباسية المقدسة إلى خلق جيل يؤمن بقدراته وعطاءاته ومواهبه لتبين حرصها واهتمامها بالمخترع العراقي، ودفعه للاستثمار في اختراعاته وجعله من روافد الاقتصاد العراقي ونشر الفكر الإبداعي.
الأستاذ زيدون الساعدي رئيس منتدى المخترعين العراقيين بين قائلاً:
في التفاتة مباركة عودتنا عليها العتبة العباسية المقدسة وعلى مدار دورتين حيث جرت الدورة الأولى في عام 2017م تمت المباشرة بإعداد وتنظيم مؤتمر الاختراعات في مجمع الشيخ الكليني (قدس سره) واليوم أيضا تحتضن مجموعة من المخترعين بلغ عددها 85 براءة اختراع توزعت في عدة محاور منها المحور الطبي والمحور الهندسي والمحور الزراعي ومحور العلوم التطبيقية والمحور الصحي والعلوم الصحية، وان اليوم تضمن المعرض تناول مختلف النشاطات جزء منها تحولت الى نماذج ونصبت في باحات المعرض، والجزء الاخر اكتفت فقط باللافتات الاعلانية، وما هذا الا دليل ان يغرس في النفس الاعتزاز لاهتمام العتبة العباسية المقدسة في المخترعين والمبدعين العراقيين بغية ترجمة أعمالهم الى واقع عمل مثمر ونجاح ملموس.
مضيفاً: ما وجدناه اليوم حقيقة في الإشارة في كلمة الافتتاح للمتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) شخص فيها الكثير من المقاربات والتشخيصات التي يعاني منها المخترع العراقي ونأمل في هذه التشخيصات وهذه المؤتمرات والملتقيات ان يكون هنالك دور الى المبدع العراقي من خلال دعم انتاجاته الوطنية وترجمتها ترجمة حقيقة بغية تحقيق الأهداف المنشودة من إقامة هكذا مؤتمرات رصينة تشجع وتبث في روح الامل المخترع العراقي.
مبيناً: ستظل كربلاء العطاء محط رحال العلم والعلماء كانت اخر جملة تتردد على لسان جميع من شاركنا تجمعنا المبارك في ارض سيد الشهداء وبرعاية واحتضان اخيه حامل اللواء وهم يسدلون الستار عن فعاليات مؤتمر ومعرض الاختراعات الثاني في كربلاء المقدسة ... بالفعل كان مهرجانا مميزا وناجحا بكل المقاييس لا بل كان كرنفالا علميا وثقافيا في منتهى الرقي والتألق بدءا من حفل الافتتاح وحتى ساعة الختام ... لقد تألق منتدانا في عشرة محافل وطنية اقامها بكل فخر ولكن المحفل الكربلائي الاخير كان الاروع تنظيما وعرضا ومؤتمرا بجهود استثنائية قدمتها العتبة العباسية المقدسة الذين عملوا معنا في المنتدى بيد واحدة ونفس واحد تحت بركة ورعاية اهل بيت النبوة متمثلة بسليل الدوحة المحمدية المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه)، دخلنا كربلاء حاملين معنا اعمال ابداعية تستحق الوقوف عندها بتمعن لأنها اعمال نوعية تنتظر الفرصة لتكون مشاريع مستقبلية واعدة ... وما اكد ذلك جولة بمنتهى الدقة ومنتهى الاهتمام قام بها سماحة المتولي الشرعي دام عزه وكبار الشخصيات من العتبة المقدسة وكل عمل مروا به استوقفهم للنقاش مع صاحب الاختراع ولم يكن مرورا عابرا اطلاقا ... خرجنا من كربلاء ونحن نحمل اجمل الذكريات وانظارنا تتجه الى ما خرج به مؤتمرنا من توصيات ... مبروك النجاح المتميز لجميع من شارك ونظم واخرج واحتضن ... مبروك لكل من حصل على الذهب والفضة والبرونز .. الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد في اول الامر واخره.... وبعد شكره (عز وجل) الشكر كل الشكر والامتنان للعتبة العباسية المقدسة شكرا للمتولي الشرعي سماحة السيد احمد الصافي دام عزه شكرا للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة رئيسا وأعضاء شكرا لكل الاخوة في اللجنة التحضيرية شكرا لكل من ساهم معنا في خدمة ابو الفضل العباس A من مخترعين وحاضرين ومتابعين. غادرنا كربلاء والانظار تترقب الى النسخة القادمة للمؤتمر عام ٢٠٢١ والتي بأذن الله ستكون دولية بحضور عالمي.

المهندس عبد اللطيف محمد مضر الفائز بالمدالية الذهبية في المحور الهندسي ببراءة اختراعه (قواعد الأعمدة) تحدث لنا قائلاً:
نشكر الجهود الحثيثة التي تبذلها الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بمتوليها الشرعي سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) لاهتمامها الجاد بالطاقات العراقية التي لطالما تعودنا عليها في شتى مجالات الحياة ، براءة اختراعي التي حصلت على المركز الأول في المحور الهندسي وهي عبارة عن قالب (G.P.R) وهو اول قالب بناء حديث في العالم حاصل على الملكية الصناعية من جهاز التقييس والسيطرة النوعية ومثبتة في الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الامريكية حيث تأخذنا الحياة في مجالات العمل في العراق ومما يؤسف له هو التقليد في البناء وعدم معرفة المعلومة الدقيقة في هذا المجال، وبسبب سعة انتشار قوالب البناء التقليدية مثل قالب (السير الخشبي، وقالب البلاي وود والقوالب الحديدية بالإضافة الى القوالب الدوقا التركية وقالب تسكو الإيرانية) دون التفكير في وضع علامة فارقة في عالم البناء والانشاءات وعليه قررنا وضع جديدنا في عالم البناء وبصمتنا في هذا المجال من خلال تصميم قالب بناء جديد والمستخدم لأول مرة في العراق والدول العربية والعالم وهو قالب (G.R.P) يستخدم في الصب اذ ان من الأسباب الرئيسية في تصميمه هو عدم حفاظ القوالب الخشبية والحديدية على الماء المضاف الى المزيج الاسمنتي والتي تعمل على اماهة الاسمنت والتفاعل معه حتى تكون اكاسيد الاسمنت التي تجعل المركبات الكيميائية تتلاحم مع بعضها البعض والحصول على القوة والمقاومة العالية للخرسانة، يتميز القالب بسهولة التنقل اثناء العمل أي لا يحتاج الى معدات واليات ضخمة لغرض الرفع والتركيب إضافة الى ذلك لا يحتاج الى كادر متخصص ويوفر لنا الجهد والزمن.
الدكتور فادية محمد مسلم الحاصلة على الميدالية البرونزية في المحور الطبي ببراءة اختراعها (تحضير لقاح محلي لفايروس الأنفلونزا الموسمية للإنسان) تحدثت قائلة:
نشكر العتبة العباسية المقدسة للدعم الذي تقدمه من اجل منتدى المخترعين العراقيين لاحتضانها معرضين للمخترعين على التوالي كما نشكر المتولي الشرعي لها سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) لوقفته المستمرة مع العلماء والمخترعين العراقيين إضافة الى ما اغناه في جلسة الافتتاح في كلمته التي تناول وشخص المشكلة حيث يحس بمعاناتنا كواحد منا، وتعد مشاركتي في مؤتمر المخترعين العراقيين في العتبة العباسية المقدسة ببراءة اختراع (تحضير لقاحٍ محلي لفايروس الأنفلونزا الموسمية للإنسان) تم تحضير هذا اللقاح من الأشخاص المصابين بالأنفلونزا الموسمية في العراق حيث استغرق تصنيع اللقاح ما يقارب السنتين وتم مقارنته مع لقاحات مستوردة واثبت كفاءته اثناء تجربته في محافظة النجف الاشرف فهو اقل تكلفة من المنتج المستورد وجودة اعلى وافضل.
المهندس علاء حسين شوقي مدير شركة الأمان المتحدة بين لنا قائلاً:
(منظومة نقطة تفتيش الامن الذكية) تحتوي على شقين الشق الأول يعتمد على كاميرات المراقبة والاستشعار والقارئ والانذار المبكر وغيرها والشق الثاني هو عبار عن برامج معززة بالذكاء الصناعي وهي التقنية الأولى في العصر الحالي فالذكاء الصناعي يعتمد على تحليل الفيديو من خلاله يتم التعرف على الوجوه ولوحات المركبات وتحديد الخطر والمخاطر واستباقية الحدث كذلك التعقب للسيارات المشتبه بها بالإضافة الى الإطفاء الذاتي للحرائق وقطع الطريق امام السيارات، شاركت في هذه المنظومة في عدة معارض دولية خارج العراق في كندا بالتحديد وحصدت المركز الأول فيها وشهادة أفضل اختراع تطبيقي وبعض الدول الاوربية والعربية.
مضيفاً: ان مشاركتي في هذا المؤتمر ببراءة اختراعي غايته بالدرجة الأولى هي رد بسيط من الجميل التي تفضلت به الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ومتوليها الشرعي سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) وكل الموجودين فيها لاستضافتهم لهذا المؤتمر والتكفل بكل شيء من الالف الى الياء ونحن نستغل هذه اللحظات بالشكر لهم وكذلك عرض هذه المنظومة عسى ولعل انها تصل الى مسامع المسؤولين وأصحاب القرار.

رئيس المهندسين في وزارة الصناعة والمعادن العراقية عصام خضير عليوي الأنصار صاحب براءة اختراع (مقاطع البناء العرضية البلاستيكية) بين لنا قائلاً:
تتلخص براءة الاختراع التي تعد براءة اختراع عراقية بامتياز بإضافة وحدة بناء بلاستيكية من مادة (UPVC) او مواد بلاستيكية أخرى تطرح لأول مرة عالميا لتضاف الى وحدات البناء المتعارف عليها (الطابوق، الثرمستون، البلوك، سندويج بنل) حيث ان وحدة البناء الجديدة تتمثل بكونها مقاطع بلاستيكية مجوفة متنوعة الاشكال والقياسات والتي يتم تجميعها بعد انجاز اعمال ومتطلبات الأرضية يم وضعها ومن ثم تعبئتها بالتراب الرطب او الكونكريت او البسيس او الرمل او أي نوع اخر او تركها فارغة حسب نوع البناء سريع او اقتصادي او دائمي مع ضرورة عمل إطارات معدنية لغرض تثبيت الأبواب والشبابيك، اذ من مميزات قالب (UPVC) هو في الدرجة الأولى صديق للبيئة مع إمكانية تدويره بنسبة 100%، ومقاوم للأشعة فوق البنفسجية لحد 92 مئوية، ولا يشتعل عند تعرضه للهب وعند الحريق وارتفاع درجات الحرارة الى ما فوق 200 درجة مئوية فهو يصدر غازات تساعد على إطفاء الحريق، وله القابلية العالية للتشكيل، والنقطة المهمة انه احد منتجات الشركة العامة للصناعات البتروكيمياوية، كما ان هذه الفكرة تطرح لأول مرة تضمن إنتاجية عالية جدا فهي الحل الأمثل للحد من ازمة اسكان المناطق المحررة، والعشوائيات، وانهاء المدارس الطينية.
مضيفاً: اليوم أصبحت العتبة العباسية المقدسة ملاذ المخترعين العراقيين والطاقات الجادة ومقصد الباحثين حيث نجد فيها من يهتم ويقدر هذه العلوم والمعرفة، وان كل المشتركين في هذا المعرض هم عبارة عن عقول ناضجة لها حلول سجلت براءة اختراع لكي تساهم في حل مشكلة ما او ازمة او علاج لمرض ما في بلدنا الحبيب.