وقالت كربلاء..(14)

24-04-2019
اللجنة التاريخية
وقالت كربلاء..(14)
لقد عبّر الحسين A في خطبة مشهورة: (كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء)، وكربلاء عبارة عن مجموعة قرى قديمة منها نينوى، وهي الآن سلسلة تلال اثرية ممتدة من جنوب سدة الهندية في مصب نهر العلقمي في الاهوار، ومنها (الغاضرية) وهي الأراضي المنبسطة التي كانت مزرعة لبني اسد وتقع اليوم شمال الهيابي، وهي منطقة تقع الآن بين مدينة كربلاء وحي العباس، وكانت سابقاً أراضي سبخة فيها معامل الطابوق وتقع شرق كربلاء وجنوبها ثم عقر بابل وهناك قرية فيها اثريات مهمة ثم النواويس كانت مقبرة للنصارى قبل الفتح الإسلامي، وتقع في ناحية الحسينية قرب نينوى، ثم الحائر وهي الأراضي المنخفضة التي تضم القبر الحسيني الشريف A، وكان للحائر فسحة ممدودة بسلسلة تلال وسميت كربلاء بالطف لوقوعها على جانب نهر العلقمي، وقد سبق للإمام علي بن أبي طالب A أن نزل هذه الأرض في سفره الى حرب صفين، وقال: (ثقل لآل محمد ينزلون هنا).
يقول الدكتور حسين أمين: كتب لأرض كربلاء أن تشهد أروع حدث في تاريخ المسلمين، وكتب الكاتب عباس محمود العقاد: سيق اليها ركب الحسين A فاقترن تاريخها بتاريخ الإسلام، ومن حق كربلاء أن تقترن بتاريخ بني الانسان.
وفي رحلة الرحالة الربتغالي المعروف (بيدرو تكسيرا) يقول عنها: انها بلدة تحتوي على أربعة آلاف بيت ومعظمها من الدور البسيطة، وسكانها من العرب وبعض الايرانيين، وقليل من الاتراك، وان أسواقها مبنية بناء محكماً بالطابوق وملأى بالحاجيات والسلع التجارية، وكذلك اللحوم والفواكه والحبوب متوفرة فيها، وذلك لكثرة تردد المسلمين عليها. وفي مذكرات الرحالة عباس بن علي حيدر نور الدين المكي الموسوي: ومر ركب الرحالة بقبر النبي الكفل A، وزارها الرحالة الألماني (كارشي نيبور)، ولاحظ سور كربلاء الذي كان مشيدا يومئذ مبنيا من اللبن المجفف بالشمس، وله خمسة أبواب وقد وجده متهدما، ووصف الروضة المقدسة بأنها تقع في وسط ساحة كبيرة تحيط من أطرافها الأربعة مساكن العلماء -وهو يقصد الصحن الكبير- وكان يوجد بين يدي الباب الكبير الشمعدان من نحاس ضخم، يحمل عدداً من الاضوية، ثم يذكر (نيبور): وللعباس صحن مشيد في وسط جامع تخليدا لبطولته التي أبداها يوم عاشوراء.
وزارها الرحالة ابن بطوطة وقال عنها: انها مدينة صغيرة وتحفها حدائق النخيل، ويقصد البساتين ويسقيها ماء الفرات، والروضة المقدسة داخله وعليها مدرسة وزاوية كريمة فيها الطعام للوارد والخارج، وعلى باب الروضة الحاجب والقوامة (الخدم)، وكانت قصبة كربلاء التي شيدها عضد الدولة البهويهي في القرن الهجري الرابع تحتوي على ثلاثة أطراف، الطرف الأول: يسمى محلة آل فائز، وهم آل طعمة، والطرف الثاني: بمحلة آل ازحيك، والطرف الثالث: آل عيسى الذين ينتسبون لأقوام العلويين، وعندما أتم السيد الطباطبائي بناء سور كربلاء عام 1217هـ جعل له ستة أبواب، وعرف كل باب باسم خاص واستبدل أسماء الأطراف بأسماء تلك الأبواب: (طرف باب بغداد، طرف باب الخان، وطرف باب النجف، طرف باب السلالمة، وطرف المخيم، وطرف باب الطاق).
وبعد مجيء مدحت باشا الوالي العثماني هدم قسما من السور من جهة طرف باب النجف، وأضاف طرفا آخر الى البلدة سمي بمحلة العباسية الغربية، فأصبحت لكربلاء سبعة أبواب.
وفي مدينة كربلاء أيضا بعض الاحياء التي شيدت حديثا مثل: حي الحسين الذي سمي باسم محافظ كربلاء حسين السعد (1955- 1956م) وهو الذي أسس حي السعد في النجف باسم والده السعد، وحي الحر في العهد الجمهوري عام 1961م، وفي حي المعلمين في العهد الجمهوري 1961م.
وحي الثورة في العهد الجمهوري 1961م امتداد لحي الحر وحي 14 رمضان وحي الشعلة الذي يسمى الملحق وحي الأنصار سابقا، وحي الاسرة التعليمية ملحق لحي المعلمين مقابل المستشفى الحسيني وسمي فترة بحي التحرير ويقع على طريق النجف، وحي الجمعية والمرور وهو حي سيف سعد وحي الموظفين وكان يسمى حي زين القوس وحي الضباط ويسمى أيضا حي الفداء، وحي النقيب وكان يسمى (حي الرسالة) مقابل إطفاء كربلاء، وحي العسكري موقعه نهاية الحر وحي العامل تسمى الطاقة وحي القادسية وهو مقاطعة آل غريب، وحي الجمعية وحي الشهداء وحي السعدية منطقة قديمة أسست في الاربعينيات، وهم رجال دين وطلبة علم نزحوا من مدينة العمارة وسمي باسمهم من ذلك الوقت ويبدأ من منطقة القزوينية بالقرب من محلة المخيم وينتهي بنهاية الشارع الذي يؤدي الى حي الجمعية قرب معمل التعليب وهي منطقة كانت رخوة منخفضة فيها القصب والمياه الآسنة، وحي باب طويريج وسمي فترة بحي الانتصار وحي المعملجي وحي العباس عليه السلام يقع في طريق عون وحي البلدية وحي الإسكان وهو من الاحياء القديمة أسس عام 1958م ويشمل بلوكات ثلاثة:
1- بلوك الموظفين.
2- بلوك المستخدمين.
3- بلوك الشرطة: وقامت ببنائه احدى الشركات الأجنبية المتخصصة بالابنية الجاهزة وحي النصر وكان يسمى سابقا بحي البهادري وحي الشهداء وحي الصمود وحي العروبة وسمي بحي الغدير، وحي العامل، وهو أكبر الأحياء في كربلاء يتكون من عدة مناطق أسس عام 1970م.
وهناك الكثير من الاحياء التي استحدثت مثل حي البنوك وحي المهندسين وحي المدراء واحياء أخرى كثيرة، ونحن نستذكر الاحياء، مرت في البال وبقوة أسماء شوارع المدينة مثل شارع قبلة الحسين A تم توسيعه في العهد الجمهوري وشارع العباس A وأسس هذا الشارع في العهد الملكي ووسع في العهد الجمهوري سنة 1963 وشارع المحيط والذي كان يسمى المبزل ويسمى حاليا شارع ميثم التمار، وشارع باب السدرة وشارع المخيم وشارع الامام علي A يقع في وسط المدينة.
وأما الأسواق المعروفة في كربلاء ومنها المهدمة والموجودة حاليا، مثل سوق الحسين A الكبير وسوق باب قبلة الحسين الجمالي والذي ازيل وسوق العباس وسوق التجار الذي هدم عام 1991م وبقي سوق العرب وسوق النعلجية وسوق العلاوي وسوق باب السلالمة منطقة البوبيات وسوق المخيم وسوق الزينبية وقد ازيل من ضمن خطة تطوير المدينة.