نزهة ثقافية...
(انتَبَذَتْ):
قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا) (مريم:16) الانتباذ: اتخاذ الشيء بإلغاء غيره عنه، نبذه وراء ظهره: أي ألقاه، وفي هذا الطعام نبذ من شعير، أي مقدار، وقيل المعنى: اتخذت مكانا تنفرد فيه بالعبادة، وقيل معناه تباعدت، (اذ انتبذت) اعتزلت.
ويرى السيد مكارم الشيرازي أن القصة رويت في القرآن بعد ذكر قصة يحيى ع، لوجود علاقة قوية وتقارب واضح جدا بين مجريات هاتين الحادثتين.
إن كانت ولادة يحيى من أب كبير طاعن في السن وأم عقيم، فولادة عيسى من أم دون أب أعجب، وأما (انتبذت) فهي كانت تبحث عن مكان خال من كل نوع من التشويش والضوضاء حتى لا يشغلها شيء من مناجاتها ويصرفها ولو حين عن ذكر الله، فكان المعبد اكثر هدوءاً، وتعني ان لا تسترعي الانتباه.

(عتيا):
قال تعالى: (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا) {مريم: 8}) أي بلغت حال العاتي كبرا، والعتو عن الأمر هو المخالفة، إلا أن في القبو مخالفة على وجه التهاون. ويرى العرب انها جاءت بمعنى الذي غيّره طول الزمان الى حال اليبس والجفاف.
وجاءت عتيا أيضاً بمعنى التمرد: (أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا) (مريم/69)) أي يبدأ بالأكبر ثم الأكبر، يقول في الآية المباركة: (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا)، الانسان كلما نفد له نحو الكبر يتقدم الكفر والموت نحوه، يقول الامام علي ع: (اذا كنت في ادبار والموت في اقبال فما اسرع الملتقى) والعاقر يعني الحبس أي ان المرأة التي لا تلد أيضا وصلت الى الحبس عن الولادة.

(متَرَبِّصٌ):
قال تعالى: (قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا) (طه/135)
كل واحد يتربص بالآخر، فنحن نتربص بكم، وعند الله لنا فيكم، وانتم تتربصون بنا ان نموت، هذه السورة نزلت في مكة، وكان النبي J، والمسلمون تحت ضغط شديد من قبل الأعداء، والتربص: الانتظار، انتظار الامر، وننتظر العافية.

(الخوار):
قال تعالى: (وَاتخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعدِهِ مِن حُلِيِّهِم عِجلاً جَسَدًا لهُ خُوَارٌ) (الأعراف/148)
الخوار: هو الصوت الخاص الذي يصدر من البقر أو العجل والسامري وصنع انابيب خاصة في باطن صدر العجل الذهبي، كان يخرج منه خواء مضغوط فيصدر صوتا من فم ذلك العجل الذهبي شبيها بصوت البقر، ويقولون: إن العجل قد وضع في مسير الريح بحيث كان يسمع منه صوت اثر مرور الريح على فمه الذي كان مصنوعاً بهيئة هندسية خاصة.