حــكــــــــــــــايـة من حكايات جدتي

02-08-2019
علي عبد الوهاب عباس
الحكايات موروث انساني تنتقل من جيل الى جيل من أجل أن تخلق الموعظة عند الانسان، وهذه الحكايا تدور على ألسن جداتنا لتزودنا بالتربية، ولذة الحياة أن نألف الخير نحبه، مواقف نسمعها فنحيا بها لنكون مثل ابطالها، قالت جدتي في إحدى حكاياتها: كان هناك رجل عجوز يجلس مع ابنه، فطُرق الباب فجأةً أثناء حديثهما، ذهب الشّاب ليفتح الباب، وإذا برجلٍ غريب يدخل البيت ويتّجه نحو الرّجل العجوز قائلاً: "اتّقِ الله وسدّد ما عليك من الدّيون فقد صبرتُ عليك كثيراً، ولا أستطيع الصبر أكثر من ذلك".
حزن الشّاب لرؤية أبيه في هذا الموقف السيّئ، فسأل الرّجل: "كم على والدي لك من الدّيون؟"، أجاب الرّجل: "أكثر من تسعين ألف دينار"، فقال الشّاب: "دع والدي وشأنه، وأبشر بالخير إن شاء الله".
كان الشاب قد ادّخر القليل من المال وخبّأه لزواجه الذي كان ينتظره بشدة، ولكنّه آثر أن يساعد والده بهذا المال، وقد كان بحوزته سبعة وعشرون ألف دينار. فعاد إلى الرّجل وقال له: "هذه دفعة من دين والدي، وسأسدّد لك الباقي عمّا قريب إن شاء الله".
بكى الشّيخ بشدّة شديداً وطلب من الرّجل أن يعيد المال لابنه، فهو يحتاجه لزواجه وليس له ذنبٌ في دين والده، إلّا أنّ الشاب أصرّ على الرجل أن يأخذ المال وطلب منه أن يتوجه إليه عندما يريد ما بقي من مال الدين، وألّا يتوجّه إلى والده لطلبها، ثمّ قال الابن لوالده: "يا أبي إنّ قدرك أكبر من ذاك المال، وكلُّ شيءٍ في هذه الحياة يأتي بتقادير الله سبحانه"، حينها احتضن الشّيخ ابنه وقبّله، وأجهش بالبكاء، قائلاً: "رضي الله عنك يا بنيّ، ووفقك، وسدّد خطاك". انفتحت أبواب الرزق عليه من حيث لا يحتسب، تعلمنا منها الدرس الذي لا يمكن ان ننساه.