(حوارات في مشهد عرس)

03-08-2019
لجنة المناسبات
تدور أحداث من التأريخ برأسي الرزنامة، فمع كل حدث هناك مشاهد تصعد الرأس فتنقل الأحداث وكأنها تدور امامي، سعد بن معاذ يقول لأمير المؤمنين: لِمَ لا تطلبها بنفسك من رسول الله يا علي؟ فأجابه مولاي أبو الحسن ع:ـ هل تظنني أجرأ على أن أخطب من رسول الله ص هكذا وجهاً لوجه..؟ اوه يا سعد لو كان عند رسول الله أمة لما تجرأت ان اطلبها منه، اذهب اليه وكلّمه يا سعد.
في مشهد آخر، رأيت سعد بن معاذ يكلم النبي ص فقال له: قل له يفعل هو فإني سأفعل.
في زاوية أخرى من المشهد علي بن ابي طالب ص يجلس امام رسول الله يطلب يد ابنته فاطمة الزهراء ع، هذا بهاء المعصوم من النبوة له مآثر عظيمة تكشف مفهوم الاخرين في عملية التقرب الى نبي الأمة ص، لابد من النظر الى عمق المشهد، اغلب كبار الصحابة جلسوا هذا الموقف بيسر وخطبوا الزهراء ع، فكنت اشاهد اللارضا في وجه الزهراء ع.
صرت اتابع المشهد بفضول واذا بي اراه ع يجلس امام زهوة الخير والعصمة يقول لها: ان علي بن ابي طالب من عرفت قرابته وفضله واسلامه، وإني قد سألت ربّي أن یزوجك خیر خلقه، وأحبّهم إلیه، فسكتت ولم تولِّ وجهها، كما لم يرَ رسول الله فيها كراهة، فقام وكبّر، ثم أتى جبرئيل وأيّد العقد.
وفي مشهد آخر، رأيت رسول الله ص يبشر علياً في نفس المجلس الذي طلب فيه يد السيدة الزهراء ع، وهو يقول له: إن الله (عز وجل) قد زوجهما في السماء قبل ان يزوجهما في الأرض.
دار المشهد في رأسي ليولج عمق القضية قال النبي ص:
«فبينا صلّيت يوم الجمعة صلاة الفجر، إذ سمعت حفيف الملائكة، وإذا بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفّاً من الملائكة مُتوّجين مُقرّطين مُدَملجين، فقلت: ما هذه القعقعة من السماء يا أخي جبرئيل؟! فقال: إن الله (عز وجل) اطّلع على الأرض إطّلاعةً فاختار منها من الرجال محمداً وعلياً، ومن النساء فاطمة، فزوّج فاطمة من علي. فرفعت فاطمة ع رأسها وتبسّمت... وقالت: رضيت بما رضي الله ورسوله».
أقبل عليٌّ فتبسَّم النبيُّ ص ثم قال: «يا علي، إن الله أمرني أن أزوّجك فاطمة، فقد زوجكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت». فقال علي: قد رضيت يا رسول الله... فقال رسول الله ص: «بارك الله عليكما وفيكما وأسعدكما وأخرج منكما الكثير من الطيّب، ودار في رأسي مشهد الرأس والنبي يقول لأمير المؤمنين.
:ـ هذا جبريل يخبرني أنّ الله زوَّجك فاطمة، وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك، وأوحى إلى شجرة طوبى: أن انثري عليهم الدرّ والياقوت، فنثرت عليهم الدرّ والياقوت، فابتدرت إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدرّ والياقوت، فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة.