ضمن فعاليات ملتقى السيرة أقامت دار الرسول الأعظم –صلى الله عليه وآله- التابعة لمركز العميد الدولي للبحوث والدراسات في العتبة العباسية المقدسة، ندوة علمية بعنوان ‏(النبي –صلى الله عليه وآله- والوصي –عليه السلام- في آيات الغدير)‏، حَاضَرَ فيها الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي (دام توفيقه) وذلك يوم الجمعة ٢٨ ذو الحجة ١٤٤٠هـ، الموافق(30/8/2019م)، وعلى قاعة مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات.
استهلّت الندوة -التي شهدت حضورًا لنخبة من أساتذة وباحثين من جامعات عراقية مختلفة فضلا عن باحثين من الحوزة العلمية- بقراءة آيٍ من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين القارئ مصطفى الحمدان، لتقرأ بعدها سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق الأبرار، بعدها رحّب الأستاذ الدكتور عادل نذير بيري رئيس دار الرسول الأعظم –صلى الله عليه وآله- بالحضور مقدِّمًا نبذة من سيرة الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي(دام توفيقه)، ليبدأ بعده الشيخ الغروي بإلقاء محاضرته في هذه الندوة.
وبخصوص هذه الندوة العلمية تحدّث عضو دار الرسول الأعظم –صلى الله عليه وآله- الأستاذ الدكتور (شعلان عبد علي ‏سلطان) ‏قائلاً: "عقدت اليوم الندوة الثالثة لملتقى السيرة النبوية المباركة لهذه السنة، هذا الملتقى أسّس ليجمع ‏المهتمين والمعنيين من أساتذة الجامعات والحوزة العلمية ليسلّطوا الضوء على ‏أهم مفاصل السيرة النبوية "‏.
مضيفًا:" إنَّ المحاضر في هذه الندوة هو باحث ومفكر إسلامي له بحوث كثيرة في السيرة النّبوية المباركة، وقد سلّط الضوء في ‏هذه المحاضرة‏ على حادثة الغدير والأحاديث التي وردت فيها لما تمثّله هذه الحادثة من أهمّيّة في القرآن الكريم وفي ‏تاريخ ‏المسلمين ‏جميعًا، وقد أخذ الباحث على عاتقه مراجعة كثير من معطيات هذا البحث في ضوء القرآن ‏الكريم، ومرويات ‏أهل البيت -عليهم السلام-".‏
‏مؤكِّدًا على: "إنّ دار الرسول الأعظم -صلى الله عليه وآله- حريصة على إقامة هذه ‏الملتقيات ‏واستضافة الأساتذة الباحثين وفضلاء ‏الحوزة العلمية، لتسليط الضّوء على السيرة النّبويّة العطرة ‏للنبي الأكرم‏-‏صلى الله عليه وآله-، وإنَّ حادثة الغدير هي من أهم حوادث التاريخ الإسلامي ‏وهي تقع ضمن مفاصل السيرة النبوية ‏بِعدِّها ‏حادثة وقعت في أواخر حياة الرسول –صلى الله عليه وآله-".
وعن اهم ما جاء في المحاضرة فقد تحدث عضو دار الرسول الاعظم-صلى الله عليه واله- الاستاذ ‏المساعد الدكتور (داوود سلمان الزبيدي ) قائلا:‏
"مثلت هذه الندوة المباركة علامة مضيئة من العلامات النيرة لجهود دار الرسول الاعظم –صلى الله ‏عليه واله- المتواضعة في ‏خدمة السيرة النبوية، وقد سلط الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي (دام ‏توفيقه) الضوء على قضية الغدير والآيات التي خص بها النبي-صلى الله عليه واله- و ‏الإمام علي-‏عليه السلام- حيث تعد قضية الغدير من المواقف والمفاصل المهمة في السيرة النبوية".‏
‏ واضاف: "‏لقد اخذ الشيخ الغروي على عاتقه مراجعة كثير من معطيات ‏ قضية الغدير في ضوء القرآن ‏الكريم، ولذلك ‏رد ‏بعض الروايات وقبل بعضها على نحو دقيق، وقد حاول ان ‏يثير مجموعة من النقاط التي ‏اضاء‏ بها كثيرا ‏من المفاصل ‏التاريخية في هذه القضية، وان اهم ما جاءت به المحاضرة هو تفسير ‏لآيات سورة المائدة وهي كل من اية التبليغ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ ‏تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (المائدة: 67)، واية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ‏آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة: 55)، التي تخص الامام علي -عليه ‏السلام- الذي صلى وزكى في حال ‏الركوع، ومن ثم آية الاكمال ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ ‏عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة:3)‏".
موضحاً: ‏"ان سماحة الشيخ الغروي تأمل ‏ في استحضار معلومات ‏عن الحيثية الدقيقة جدا في قضية الغدير وما يتعلق بها، حيث تآزر التاريخ والقرآن الكريم على ‏لسان الشيخ وخرج لنا بالتفاتات واعية، وقد فحص من السيرة النبوية ما يمكن نلتمس فيه الجدة ‏والابتكار والتأمل والاثارة التي استأنس ‏بها المهتمون بقضية السيرة النبوية المباركة".‏
وفي ختام الندوة فُتِح بابُ الاستفسارات والأسئلة التي قام الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي بدوره بالإجابة عنها وتوضيح ما يلزم توضيحه، ليتم بعدها تكريم الباحث الشيخ محمد اليوسفي الغروي، وتوزيع الشهادات التقديريّة للأساتذة الأفاضل تثميناً لحضورهم في هذه الندوة العلميّة.