يتجلى.. (23) مقترح معلم العلوم

14-09-2019
خاص صدى الروضتين
مر الأستاذ عبد الحسين جعفر معلم العلوم ليشتري من الصيدلية حبوب وجع الرأس، فرأى مجموعة من طلابه يقفون بانتظاره، فاستغرب مع نفسه: ماذا يريد هؤلاء الشياطين مني..؟ واذا بهم انقضوا بالسلام الحار على معلمهم، فقالوا: أستاذ لماذا يضع اهل الصيدليات والمراكز الطبية شعار الكأس والحية؟
قال المعلم: اسألوا صاحب الصيدلية هو يجيبكم؟ فقالوا: سألناه وهو لا يعرف، وحين رآك قال: اسألوا معلمكم معلم العلوم..! نظر المعلم الى الصيدلاني بابتسامة اخجلته وقال:ـ (ها دفعتهم عليّ)..! فقال معلم العلوم: طبعا هو رمز لإله الطب عند الإغريق وهو المعروف عندهم باسم (اسكليبيوس).
وهو ينحدر من عائلة تعاطت الطب في زمنهم وجده على ما قالوا هو الإله (أبولو) وهو أيضاً من آلهة الطب وزوجته أو ابنته على الخلاف بين مؤرخيهم، هي إلهة الصحة واسمها (هيجيا) ومما ذكروه عنه أن شيرون علمت اسكليبيوس أسرار الطب بالأعشاب وتعاطي هذه المهنة حتى تفوق فيها، ولكنه خالف تعليمات من علموه فحاول إحياء الموتى ببعض الأعشاب، وذكروا أنه وفق في ذلك، وهذا ما يفسر تجني بعض الغربيين ممن قالوا بأن عيسى A أخذ علم الاحياء من الاغريق التي ضل عنها كثير من الناس وأن ذلك ليس معجزة من الله، ويرمزون لهذا الإله بصورة رجل يحمل بيمينه عصا يلتف حولها ثعبان والرجل هو (اسكليبيوس) والعصا شعار المسافر الذي لا يقر له قرار والثعبان دليل المعرفة فهو الذي عرف اسكليبيوس بنبتة الحياة، ولهم في ذلك قصة وهي أن اسكليبيوس هذا كان مسافراً، وفي أحد الأيام برز له ثعبان وهو في الفلاة فمد عصاه إلى الثعبان ولما التف حولها رفعه إلى أعلى وضربه على الأرض فمات الثعبان، وبينما هو ينظر إليه إذ خرج ثعبان آخر يحمل في فيه نبتة حتى وضعها في فم الثعبان الميت وما هي إلا لحظات حتى عادت الحياة إلى الثعبان الأول، فعلم اسكليبيوس بسر هذه النبتة وأصبح يستخدمها في إحياء الموتى.
والملاحظ أن معظم الصيدليات لا تضع صورة اسكليبيوس وإنما صورة العصا والثعبان وأحياناً الثعبان يلتف حول كأس، وإن كان ذلك موجوداً في بعض البلدان الغربية.
وقال مدرس العلوم: والأولى بالمسلمين أن يتركوا هذا الشعار ويتجنبوه، وإن كان أكثرهم لا يعرف مدلوله، ويستبدلوه بشعار آخر كما فعلوا في المنظمات الإغاثية إذ استبدلوا شعار الصليب بالهلال، وهذا أمر ميسور والحمد لله، خاصة وأن المسلمين لهم قدم السبق في علم الصيدلة، وهذا ما يقر به الغربيون أنفسهم.