حرصت الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة في عملها على الاستثمار الامثل للخيرات الموجودة في البلد وتحديدا في مدينة كربلاء المقدسة التي تعتبر مصدرا مهما في انعاش الاقتصاد الوطني لما تملكه من مقومات حقيقية يمكن ادخالها في مجال الاستثمار، ومن تلك الخطوات المهمة التي وضعتها العتبة العباسية في برنامجها التنموي والداعم هو مشروع العطاء والذي ينتج المواد الانشائية الاساسية في عملية البناء والاعمار وهي مادتي الرمل والحصى والتي تعد العنصر الاساس في عمليات البناء، لذلك ارتات ادارة العتبة العباسية ان يتم استثمار هكذا مصادر مهمة ليكون المشروع احد اهم القوى الدافعة لعجلة البناء من خلال توفير مواد ذات جودة عالية واسعار تنافسية، وللتعرف اكثر عن هذا المشروع تحدث الاستاذ المهندس علاء الجبوري مدير المعمل قائلا:
معمل العطاء لإنتاج الرمل ومنه المغسول والحصى ومنه المكسر وهاتان المادتان تعتبران من العناصر الاساسية في عمليات البناء لاسيما وانها تدخل في الخلطات الكونكريتية، يعمل المصنع بطاقة انتاجية تصل الى (600 طن في الساعة) حيث يقدم منتج ذات جودة عالية يتم فحصها موقعيا (الفحص الحقلي) لكل منتج يستخرج من هذا الموقع اي ان المنتج المستخرج يكون مفحوص لمتر الواحد قبل ان يسوق الى مواقع البيع المباشر.
مبينا: تم تصميم المشروع بشكل حضاري تمت مراعاة الجوانب المختلفة حيث انه انشئ بشكل مشابه لنظرياته في العالم خصوصا وانه يعتبر صديقا للبيئة من خلال تكثير النباتات الخضراء التي تعطي انطباعا طيبا.
مضيفا: يتكون المعمل من عدة مواقع الاول هو معمل الانتاج الرئيسي والثاني عبارة عن بحيرات يتم غسل الرمل بواسطتها، كما يحتوي الموقع على مخازن مركزية وايضا ورشة مركزية ايضا بالإضافة الى موقع لسكن العمال ومطعم.
وتابع الجبوري قائلا: يتم استثمار كل المواد المستخرجة من الموقع والتي تشمل الحصى والرمل بأنواعه اما المياه الجوفية التي يتم استثمارها في عملية غسل الرمل يطرح فائضا كبيرا من هذه العملية لذلك كانت الفكرة بإنشاء بحيرتان الاولى تقوم ترسيب الطين الناتج من عملية الغسل الاولى بعد ذلك خزن المياه المصفاة من هذه العملية وخزنها في بحيرة اخرى ليتم استعماله في عملية سقي المزروعات بواسطة طريقة الري بالتنقيط التي تمتاز بانها لا يتم الهدر المياه اثناء سقي المزروعات داخل الموقع ومنها النخيل وبعض الاشجار التي تساعد على تلطيف الجو وتساهم في توفير بيئة مثالية للمنطقة، ليس هذا فحسب بل اتجهنا الى استثمار هذه المبادرة بزراعة بعض انواع الاعلاف الحيوانية ليتم بعد ذلك جلب بعض الحيوانات الحقلية وتربيتها في الموقع كالأبقار والاغنام.
وعن مراحل العمل بين ايضا: تبدا عملية الانتاج بخطوة اولى تتمثل بجلب المادة الاولية بعد ذلك ادخالها الى المعامل من ثم فرز وغسل المواد المستخرجة وتحول بعد ذلك الى انتاج الاحجام الكبيرة من الحصى والتي بدورها تدخل الى مكائن عملاقة خاصة يتم تكسيرها بطريقة ميكانيكية منظمة الى حصى بأحجام صغيرة اما الرمل المستخرج يتم ارساله الى بحيرات الغسل وايضا ارساله الى مركز الانتاج والتسويق.
والجدير بالذكر ان هذه الصحارى الشاسعة قد خصصتها الحكومة المحلية لهكذا مشارع لإنتاج المواد الانشائية الاساسية في عمليات البناء استثمارا لهذه الخيرات وتقوية الاقتصاد فضلا عن توفير مئات من فرص العمل.