بدأنا المشوار... ولن نتوقف
30-12-2018
د.منهال جاسم السريح
بين تاريخ الغدر، وتاريخ البناء، مسافة قصيرة، قصر المدة، فالأيام أو الأشهر أو السنوات، لا تعد إلا بما فيها من تميز وخصوصية، وخصوصية أيام مدننا المحاصرة المنكوبة تكمن بما يحقق فيها من إنجاز عراقي خاص.
لم يكن تفاؤلنا طوال الأشهر الماضية مبنياً على الأحلام أو الأوهام أو على الرمال المتحركة، بل كان نابعاً من إيماننا أولاً بالله العلي القدير، وثانياً بقدرة مرجعيتنا الرشيدة على صنع المعجزات... وثالثاً من ثقتنا بشعبنا الصابر الصامد وجيشه البطل، وجميع الفصائل والتشكيلات القتالية، وجماهير الحشد الشعبي الملبية لنداء المرجعية الرشيدة، فكانت معارك المدن التي دنستها أقدام وحوش الظلام، وبرابرة العصر الجديد، بوابة أولى نعبر منها إلى الغد المشرق الموعود.
كنا نراهن على الجينات العراقية المتوارثة التي عنوانها الأول البطولة والشجاعة والإخلاص للوطن وقد كسبنا الرهان... أو ربما خطونا خطوتنا الأولى لكسب الرهان. في مدننا المحاصرة لم تكن هناك معركة عسكرية بل معركة إنسانية... بين قوى الخير وقوى الشر والغدر والخيانة... بين الحب والكراهية، بين التسامح والحقد، بين عبدة الله الواحد الأحد القهار وعبدة الشياطين والطواغيت والأبالسة، بين الإنسان صاحب القيم والمثل النبيلة وآكلة لحوم البشر وقتلة الشيوخ والنساء والأطفال وأصحاب النهج الوهابي التكفيري الذين خرجوا على كل الأديان والأعراف والقوانين، فصارت وحوش الغاب أرحم منهم وأكثر (إنسانية).
وكان لابد من أن تنتصر إرادة الخير على رذيلة الشرور، وأن تضج السماوات بالأنوار لتبدد ظلمة القبور التي حاولوا نشرها في ديارنا ومدننا وبساتيننا وأحيائنا الآمنة.
معارك (ديالى)، و(سامراء)، و(صلاح الدين)، و(آمرلي) هي الخطوة الأولى في حرب عراقية ضد أعداء الإسلام والإنسانية وتجار الحروب والدماء والدمار... بدءاً من القابعين وراء المحيطات، وصولاً إلى بعض ممن يقدمون أنفسهم على أنهم عراقيون وعرب... وهم إلى الصهاينة أقرب..!!
لم نكن نراهن على الوهم، فإرادة شعبنا هي الحقيقة، وما عداها أوهام وأضغاث أحلام ومؤامرات ومخططات ومشروعات كتب لها الفناء والزوال، بل إن شعبنا العراقي هو الذي كتب نهايات مسرحياتهم وأجنداتهم وعدوانهم ووحشيتهم...
وسيمضي قدماً نحو المستقبل الذي يليق بالشعب العراقي وبهذا الوطن الذي كان بوابة الحضارات الراقية إلى العالم، والحصن الدافئ لهذه الحضارات بعلومها وفنونها المختلفة... إنها أرض الإمام علي عليه السلام وأبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام والأئمة الأطهار عليهم السلام ، وبهذا بدأنا المشوار نحو الغد.. ولن نتوقف.