الطموح
16-02-2020
سوسن عبد الله
كيف يفهم الشباب معنى الطموح؟ هل يدرك مثلاً أن لكل هدف لابد من طموح، ولكل حلم لابد من طموح، استطلاع نتعرف من خلاله على فهم الأفكار والمشاعر، وهل من الممكن أن يتأثر الطموح بالظروف المحيطة بالإنسان؟ أم للتصميم قابلية التحكم والنوال؟
عامر عبد الله - محامي:
كل طموح لابد أن يتوافق مع قابلية الانسان، ويتواءم مع رغباته، ونجد أن مشكلة البعض منا انه يطمح بأشياء لا قدرة عليه بها، أكبر من قدرته ومقدرته، والقدرة هي هبة من الله سبحانه تعالى، كلنا نعمل للحصول على الأفضل، والعمل للطموح المتوافق مع الرغبة والقدرة، ولا بأس إذا ما شعرنا ببعض المخاوف من عدم تحقيقه، هناك من يكون قنوعاً بما عنده من مواهب، وبعضهم الآخر يعشق المحاولات المستمرة من أجل الارتقاء بوضعه.
هند حسين كريم - تربوية:
لكل حلم هدف، ولكل هدف طموح، المشكلة أن بعض الناس سرعان ما يصيبهم اليأس والاكتئاب، ويتذرع بالظروف؛ بحجة الرضوخ الى الأقدار والنصيب، والحقيقة انما هو ضعف الاصرار على مواصلة الحلم وعجز عن الحلم، اعتبرها البعض عبثاً، لابد إذن أن نواصل العمل على تطوير امكانياتنا التي تجعل الانسان قادراً على أن يحلم بما يتناسب مع شخصيته وامكانياته.
جود حيدر علي - علم النفس:
نلاحظ أن الحديث عن الطموح قد قلّ وضعف في مجتمعنا هذه الأيام، والمسألة تحتاج الى تأمل في هذا الواقع الفكري، يعنني أننا أصبحنا نعيش يومنا فقط، نعيش يومنا فقط، فقدنا الرغبة في أن نستلذ بأحلامنا، الحلم يحتاج الى عقل واعٍ قادر على تجاوز التطبع على رؤية الواقع، كيف تتقبل عقولنا الواقع إذا كان مريراً وتتآلف معه أحياناً دون أن تستخدم طاقات الخيال والتبصر، والانسان يعمل تبعاً لقوة الطموح أو ضعفه، علينا أن نفهم معنى الطموح الذي يعني الارادة بتحويل ما نتخيله وما نحلم به الى واقع الى غاية، جهد يدرس باهتمام، يستطيع أن يقيم حدود الامكانية والسعي لتطويرها مع إدراك مفهوم الطاقة، التحمل.
الله سبحانه تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، وهذا يعني علينا الاختيار ضمن حدود الطاقة، أنا أرى أن الطموح يتحقق حتى في حالة عدم النجاح؛ لأنه حاول وسعى وعمل، تحدى المخاوف والضغوط وتقلب على السلبيات. هناك مسألة: إن كل انسان يعمل هو ناجح، لكن المميز هو من لا يكتفي بالنجاح، ويتعدى مرحلة النجاح الى الابداع فيه لتحقيق الطموح.
نجاح محمد بركات - أعمال حرة:
الطموح الانساني جميل، وخاصة عندما يريد تحقيق هدف، لكن تجاوز المعقول يحول الطموح الى فعل سلبي، ما فائدة أن يحلم الانسان من غير أن يعمل لتحقيق حلمه، هو يحلم فقط، نتحدث عن الامكانية والقدرات، علينا أن نعرف أنها أيضاً أشياء قابلة للتطوير لكن بالعمل الجاد، ثم المسألة المهمة وهي التوكل على الله سبحانه تعالى وصدق النوايا يزكي الشعور، الجميع يحلم، يُقال أن امرأة اصيبت بالسمنة المفرطة وكانت ابنتها ترعاها، وهي تحلم أن تصبح طبيبة وتعالج امها، ماتت الأم، لكن الحلم لم يمت عند الابنة، وهي الان طبيبة مختصة بمجال العلاج بالتغذية الصحية.
الخلاصة:
وجدنا في فكر الشباب قيماً ومفاهيم تدرك الطموح بمعناه الاصلاحي التربوي المستقبلي، وليس باعتباره طموحاً مادياً ينحصر في أمور الغنى والترف، وانما انصب الفهم العام لصالح الحياة استثمار الطاقات لصالح الانسان، وهذا هو معنى الدين ومعرفة الله والحمد لله.