عند مرتقى الزيارة.. في مناسبة مولد الإمام الباقر ع المبارك

18-02-2020
لجنة المناسبات
عند كل مناسبة، يجتمعون عند قبر الحسين ع، يزورون، ثم يتذاكرون المناسبة، والحاذق من يميزهم، ولكل إمام أصحاب وتلاميذ، من السهل أن تدرك معنى حضورهم، لكن معرفتهم تحتاج الى نصيب، وأنا متأكد من حضور صحابة الامام الباقرع، لمناسبة مولده المبارك، منهم جابر بن يزيد الجعفي، وكيسان السختياني، وسائر الطلبة. المهم أنا عرفته فقلت له: تقبّل الله الزيارة، أهلاً بك مولاي جابر بن يزيد الجعفي.
ابتسم وقال: جيد انك عرفتني. قلت: أنا صاحب حاجة، ولابد أن أدرك حاجتي.
ابتسم لي ثانية وقال: قل ما تريد؟
قلت: حدثني عن سيدي ومولاي الامام الباقر ع، وماذا لديك من يوم مولده المبارك لتحدثنا به؟
فقال: أنا أعتقد أنكم تعرفون عن أئمتكم كل شيء، تعرفون مثلاً أنه أول فاطمي من فاطميين، وأول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين ع، وصلتكم الأخبار بأنه كان شبيه جده المصطفى محمد ص، وأعتقد أنكم تعرفون تماماً لماذا سمي الباقر، ومن لقّبه بهذا اللقب؟
قلت: هذه الأسماء فعلاً نعرفها ونعرف أن النبي ص قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: "إن النبي قال له: يوشك ان تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين ع يقال له محمد، يبقر علم الدين بقرا، فاذا لقيته فاقرأه مني السلام"، ونعرف أيضاً لقد تواترت النصوص على إمامته.
فقال لي جابر بن يزيد الجعفي: الأئمة متشابهون بالمزايا، والامام الباقر واحد من هؤلاء الائمة كان له السبق في سلم العبادة والتعلق المطلق بذات الله تعالى، أنا سأحدثك عن الجانب العلمي والثقافي، وأنت تعرف أن هدف الأئمة ع هو بث روح العلم والثقافة في ارجاء العالم الإسلامية من شرقه الى غربه، وكل إمام وما تسنح له من الظروف، والامام الباقر ع قد سنحت له الظروف أن يبث الكثير من علوم الدين والثقافة الإسلامية، فقد تدهورت أوضاع الدولة الاموية حتى وصلت حافة الانهيار من عهد هشام بن عبدالملك بدأت دعوة العباسيين للقضاء على الدولة العباسية، فاستثمر الامام الباقر هذا الظرف لفتح مدرسة، وليتخرج منها المئات من العلماء الذين انتشروا في مختلف البقاع، ليثبتوا الدين والفكر والثقافة على مذهب آل محمد ع، هكذا شاء الله وكان.
قلت له: أتعلم يا سيدي جابر الجعفي، أن اليوم لا يزال الفقه والحديث والتفسير وغيرها من العلوم معولاً عليها، نستمد من منهلها العذب، ونغترف من معينها الفياض.
فقال: كيف لا وكنا نحن تلامذته من المتابعين، انا وكيان السختياني، ومن الفقهاء ابن المبارك، والزهري، والاوزاعي، ومالك، والشافعي، وزياد بن المنذر الهندي، وكثير من المصنفين.
ابتسم وقال: أخذنا الوقت، حان وقت الصلاة، وودعني ومضى.