في أروقة الحرم الجامعي.. (بمناسبة ولادة الامام الباقر ع)

29-02-2020
لجنة المناسبات
تستطيع أن تكتشف سر العظمة عند الانسان من موقف يترسخ في هديه وهواه، وهذه المرأة تنظر للأشياء وكأنها تعرفها، اقتربت مني وسألتني:ـ ما اسمك؟ قلت: فاطمة علي، سألتني حينها: هل أنت شيعية؟ قلت: نعم، ومن العراق.
نظرت إليّ وكأنني امتلك قوى خارقة تميزني عن الأخريات، ثم وجّهت كلامها الى جميع من في القاعة، وقالت: هل تعلمين أن الامام الباقر ع، هو أول إمام من أئمة الشيعة قام بالتعليم المنظم، وقام بإثبات مفاهيم الامامة والعصمة والشفاعة في ضوء القرآن الكريم، وأثبت للعالم أن الامامة هي بالنص وليس بالوراثة.
وقالت الدكتورة (لالاني) الباحثة في معهد الدراسات - لندن:ــ إن الغرب قصر تماما عن دراسة المذهب الشيعي بالشكل الذي يستحق، ورغم ذلك ظهرت مجموعة من العلماء كرست اهتماماً جدياً في دراسة الإسلام الشيعي، الايمان عند الانسان يتحول الى نور داخلي يشع فيؤثر وهذا ما جعل القاعة منسجمة مع ما تقوله الدكتورة (لالاني).
كان الامام الباقر ع يعيش بين علماء عباقرة لكنه تميز عنهم وتفوق عليهم بدرجة كبيرة، هذه المنزلة العلمية للإمام الباقر ع جاءت من كونه وريثاً لعلم آل البيت ع، والباقر ع لعب دوراً هاماً في التأريخ دينياً وفكرياً، امتنع عن المشاركة في السياسة، لكنه برز كقائد رمز في مسائل الفتوى والتفسير وعلم الحديث والى العلم الروحاني والدنيوي، كان لحديثها روح تتنفس في القاعة، واصغاء مبهراً، وتأثيراً واضحاً من قبل طلاب من جنسيات مختلفة واديان مختلفة ومذاهب أخرى.
قالت:ـ شهدت حياة الامام الباقر ع ازدهار العلم في حقول متنوعة؛ كون مدرسته مدرسة متسامحة مؤثرة ومتأثرة بالمذاهب الفقهية، ولاحظنا أن فقه المذهب الشيعي بمدارسه المتنوعة، مستمدة من الباقر ع، وينظر الى الجانب السياسي والاقتصادي انه كان متسامحاً، حيث وفّر حلاً ومخرجاً لعبد الملك بن مروان ليصك النقود الذهبية.
اهتمّ بتثبيت مبدأ النص في الامامة، وفي أصول الفقه الامامي، يفسر الامام قوله تعالى: «وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ» (سورة الحديد: 28)، يقول الباقر ع: هذا النور هو نور الأئمة ع، وفي قوله تعالى: « وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (سورة الزخرف: 28)، وعن مفهوم العصمة قال الله تعالى: «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً» (سورة الأحزاب: 33)، نظرت الى عمق القاعة وكأنها تأمر الطلبة بأن يقفوا، وفعلاً وقفوا جميعهم باختلاف هوياتهم واديانهم وانتماءاتهم وهي تقول:ـ السلام عليك يا باقر علوم الأولين والآخرين، كان مشهداً في غاية الجمال، والطلبة يردون خلفها باختلاف لغاتهم: السلام عليك يا باقر علوم الأولين والآخرين.