قراءة في كتاب خـطـب الـجـمـعـة الـمـجـلـد الـثـــانـي

11-05-2020
لجنة الدراسات والبحوث
دراسة خطبة الجمعة تشمل البحث والتفسير والاضافة، وتوسيع دلالات النص التوعوي، وفي كتاب (خطب الجمعة/ المجلد الثاني) ورد نص الخطبة لسماحة الشيخ رائد الحيدري، وكان يختص عن الإمامة، والإمامة تصب في نفس الهدف الرسالي والسعي لتطبيق العدالة وهي أصل من أصول الدين، تؤمن بها جميع المذاهب باختلاف في شخص الامام وجوهر عملية التنصيب، والإمامة مأخوذة من الولاية العامة على الناس.
الهام يمتلك علمه عن طريق الالهام والقوة القدسية وتاريخ الأئمة يشهد أنهم لم يتعلموا على يد معلم من الطفولة لحد سن الرشد حتى القراءة والكتابة، لم يدخل أحدهم الكتاتيب أو تتلمذ على يد معلم، عن الأسئلة التي تطرح عليه الاستفسارية والاختبارية من قبل الكثير من علماء الأزمنة يتمنون عدم معرفة الإمام جواب سؤال أو تأجيل جواب للمراجعة ليحملوه على الريبة والشك لسبب عدم العلم، لذا فقد ترك النبي ص اهل بيته خلفاء على امته والخليفة لابد ان يكون مثالاً لمن خلفه الاصلاح.
كلمات الخطبة كانت جزيلة سلسلة واضحة المعنى، ولا تحتاج الى شرح او تفسير لوضوح الموضوع نفسه، يقول الإمام الباقر ع: «نعم، نحن خزان علم الله وورثة وحي الله وحملة كتاب الله».
وقال الامام الصادق ع: «نحن ولاة أمر الله وخزنة علم الله وعيبة وحي الله» وقال الامام علي بن الحسين زين العابدين ع: «ولو أن رجلاً عمّر ما عمّر نوح ع في قومه الف سنة الا خمسين عاماً، يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان، ثم لقي الله (عز وجل) بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئاً».
والادوار الرئيسية الي جسدها الأئمة ع فهم الأمان لأهل الأرض وولاية الامر وهم المرجعية الدينية والفكرية، وحافظوا على وجود الشريعة المؤثر في حياة الناس والمحافظة على الأمة، وبناء الجماعة الصالحة، تجسيد القدوة والأسوة في السلوك الاسلامي الراقي تولي الحكم وادارته، لذا كان ابعادهم القسري عن دورهم جعل أمر الأمة في تسافل وانحدار واختلاف مستمر في الآراء والأفكار، وتفرق في المذاهب والمشارب.
ورد عن أمير المؤمنين ع في كتاب ارسله لمعاوية: «لو أن الناس بايعوني واطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها»، قال النبي ص: «كتاب الله طرف بيد الله، وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، وقد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، سألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا».
ولكثرة ما نزلت في أهل البيت ع، ونقلت فيهم أحاديث صريحة، كانوا عبر التأريخ مهبط قلوب المسلمين في مختلف العصور، لينهلوا من علومهم، وليستزيدوا من أنوار معارفهم، وسيرتهم العملية، يعرف الدور الطبيعي الذي قام به الأئمة ع، جاهدوا وضحّوا بأنفسهم من أجل نقاء الشريعة، لولا ضمان الاستقامة في اهل البيت ع لما نزل القرآن، ولما أمر به الرسول ص، بأن يجعل حقه على الأئمة وأهل البيت ع فعلى المسلمين أن يجعلوا قلوبهم وعاء لمودة أهل البيت ع، ويجعلونها حقيقة تعيش في وجدان كل مسلم.