كربلاء القلب.. الفصل الثاني
29-05-2020
اللجنة الادبية
(شخص2): سيدي يا حسين، سعيد بن عبد الله الحنفي يستأذنك الكلام.
سعيد: مركز الأرض هذا المدار، وبدايات كل غيور سينهل من جني هذا الظمأ محور نهضته، ستمر من هنا كل الأزمنة والأمكنة؛ لتطوف بنا ومن حضرة هذا الصمت سينبع الكلام، فأي مسلك ينجينا سوى أن نكون لنحفظ غيبة رجل كريم معك، أما والله لو علمت أني أُقتلُ ثم أحيا، ثم أُحرق حياً، ثم أذرى ويُفعل بي ذلك سبعين مرة لما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا افعل ذلك وانما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا تموت.
شخص: زهير بن القين يستأذنك الكلام يا مولاي.
زهير: مذ كنت غضاً طرياً، عشقت ملامح حكمة تقول: ما كل كهف صالح ليكون مهبطاً للوحي، وما كل الحروف بداية التنزيل، ولذلك صرت أبحث عن متسع يحمل المعنى، ويطل على الجنة، فها انا اليوم ألوذ بعبق تحفّ به الكرامة والجود لأنذر الروح سقاية ليومه الموعود، ولهذا لو قُتلت ثم نُشرت ثم قُتلت ألف مرة، وإن الله (عز وجل) يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس تلك الفتيان من اهل بيتك، فبارك لي الشهادة يا بن الرسول الكريم.
الجوقة: كي نخلص الأرض من الظلام، نحتاج الى شمس لا تأفل أو تخون.
(مسمع)
واحد: اش، لنتقدم قليلاً أتسمع شيئاً، فصوت الليل مسموع؟
الثاني: لنقترب أكثر علينا أن نرى ما يدور فالظلمة عزلة.
واحد: يبدو أن القوم نيام.
الثاني: وبأي عين سينامون.
واحد: انصت، تلك ولولة نساء وصراخ اطفال تذوب من العطش.
الثاني: أيعقل ما نفعل، نتجسس على معسكر الحسين، ونحن نعرف من هو؟
الأول: ماذا قلت؟
الثاني: لا شيء.
الاول: انصت، يبدو ان هناك اثنين يتشاجران في معسكر الحسين.
عبد الرحمن الانصاري: أهذا وقت هزال ما هذه ساعة باطل يا برير.
برير: لقد علم قومي ما احببت الباطل يوماً، لكني مستبشر بما نحن لا قون، والله ما بيننا وبين الحور الآن، إلا ان تميل علينا السيوف.
الثاني: انهما متفائلان.
حبيب (يضحك)
يزيد بن الحصينة الهمداني: أتضحك يا حبيب؟
حبيب: واي موضع احق بالسرور من هذا.
الثاني: غريب، لا تبدو عليهم علامات خوف ولا قلق.
الاول: الاغرب من هذا هو ما رأيت كل لحظة ارى فارساً او راجلاً يحمل بين (شليله) التوبة، وينسل الى معسكر الحسين تائباً.
قل: ثائبون.
:- وهل هناك من يثوب الى موت؟
الاول: فموتهم محقق يا صاحبي، ما هم الا بضع نفر ويصبحون غنائم حرب، اتدري لكل رأس فيهم ثمن، واغلى رأس فيها الحسين.
الثاني: خلاص، قسمتم الارباح، ووضعتم الاسعار، وتنتظرون بدء المزاد هناك اثنان وثلاثون مقاتلاً يلتحقون بركب الحسين.
الاول: اياك ان تسوّل نفسك اللحاق الي.
الثاني: اسمع هناك صوت
الحسين: يقرأ القرآن: «وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (178) مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ...» (آل عمران/179).
الاول يصيح: نحن والله الطيبون يا حسين، ميزنا منكم يا حسين.
برير: هلم الينا وتب من ذنوبك العظام، فوالله نحن الطيبون وأنتم الخبيثون، فاعلم.
الثاني: وأنا على ذلك من الشاهدين.