بصراحة / انتقاء
02-11-2020
احمد صالح مهدي
يثابر الانسان في حياته من أجل إدراك ما يروم اليه، ويسعى إلى تحقيق الأهداف، ومحاولة الوصول الى الغاية المنشودة، حيث تختلف الوسائل والطرائق المستخدمة لتحقيق ذلك تبعاً لطبيعة الشخص.
يعتمد الأمر في هذه المرحلة على السجية التي جُبِلَ عليها في البيئة التي انطلق منها، فاذا كان هذا المجتمع يمتلك قاعدة تربوية رصينة واعية فبطبيعة الحال سوف تنعكس بصورة جليّة على أفراده.
ولعل التصرف بحكمة والتعامل مع مجريات الحياة بإنصاف وواقعية، أحد أهم العوامل التي يبرزها من خلال قياس المواقف التي يمر بها بعد الاختلاط والتواصل مع البيئة العامة.
فيما اذا كان المنطلق الذي بدأ منه الفرد ينمو فيه الشعور بالكمال، فهنا ستختلف المبادئ الشخصية مع القاعدة العامة للمجتمع، وهذا يولّد حالة من عدم الاستقرار في علاقة الفرد مع محيطه، مما يجعله يفكر بشكل غير مباشر بانتقاء الجوانب التي تنسجم مع طبيعته النفسية، للوصول الى الاستقرار الشعوري والطمأنينة النفسية.
بيد أنه يُصدم بالواقع، بعد أن يشاهد المجتمع وقد تحول الى مزيج من السلوكيات المختلفة، منها ما يأتلف، وأخرى تختلف، فلا مجال الى التفرد ومحاولة اختيار الأشياء الجيدة دائماً، وترك الباقي، بل عليه أن يستقبل السلب والايجاب ليؤسس منظومة شخصية مستقلة مبنية على مجموعة من الخيارات والقرارات، يستطيع التواصل من خلالها مع المحيط الخارجي، تناسب طبيعة المجتمع بشكل عام.