معهد الكفيل للنطق والتأهيل المدرسي.. يعزز التنمية المستدامة في العراق عبر رعايته شريحة الأطفال مضطربي النطق

09-01-2024
محمد عرب
تعكس مؤسسات الرعاية والتأهيل الاجتماعي دورًا حيويًا في تحسين جودة حياة الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسهم بشكل كبير في تأهيلهم نفسياً واجتماعياً ومعرفياً.
وفي هذا السياق النبيل، تبرز العتبة العباسية المقدسة مبادرتها الرائدة والمباركة الاهتمام بهذهِ الشريحة الاجتماعية عبر نشاطات وفعاليات ينظمها معهد الكفيل للنطق والتأهيل المدرسي، التابع إلى قسم التربية والتعليم العالي في العتبة المقدسة.
ويقوم المعهد بتوفير بيئة تعليمية وتأهيلية متكاملة للأطفال فاقدي النطق، الذين يعانون من تحديات نفسية واجتماعية ومعرفية، ويتنوع نطاق الخدمات المقدمة في المعهد لتشمل العلاج الفعّال والتعليم الشامل، إذ يعمل فيه فريق من الخبراء المتخصصين في مجالات الرعاية الصحية والتعليم.
صدى الروضتين توجهت إلى رئيس هيأة التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية الدكتور عباس الدده الموسوي ليتحدث قائلاً: أن "دور المعهد يأتي استكمالاً لرؤية العتبة العباسية المقدّسة نحو النهوض بالواقع التربويّ والتعليميّ في البلد، واستشعاراً منها بضرورة الإسهام مع المؤسّسات العامّة والخاصّة في بناء الفرد العراقي".
وأضاف، أن "المعهد يهتمّ بالشريحة التي تعاني من اضطراباتٍ في النطق وفرط الحركة والتشتّت الذهنيّ والإشكالات السلوكية الأخرى، ويقدم لهم الرعاية المناسبة لتأهيلهم بالدخول إلى التعليم الأكاديميّ"، مشيراً إلى أن "افتتاحه استكمل حلقات المشروع التربويّ والتعليميّ للعتبة العبّاسية المقدّسة".
تحمل مبادرة العتبة العباسية هذه الرسالة الإنسانية العظيمة، لبناء جسور الأمل وتوفير فرص متساوية للأطفال فاقدي النطق، مما يعكس التزامها العميق بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز قيم الرعاية والتضامن في المجتمع.
ومن جهته أكّد المشرف العلميّ على المعهد الدكتور يعمر رحيم: أن "خدمات المعهد تقدَّم للأطفال وفق منهجٍ مدروس خاصّ برياض مجموعة العميد، والمسمّى بمنهج (نحو القمر) على يد ملاكاتٍ متخصّصة باضطرابات النطق والتربية الخاصّة وعلم النفس التربويّ".
وتابع، أن "الأطفال وضمن المنهج المتّبع سيحصلون على مهاراتٍ لغويّة وعدديّة وفنّية ومهاراتٍ في الإصغاء، إضافةً إلى جلسات خاصّة بالنطق عبر برنامج محدّد لكلّ طفل يتضمّن خمس جلساتٍ فردية، مدّة الواحدة 30 دقيقة".
وعلى النحو ذاته، تحدثت معاونة مدير المعهد السيدة استبرق عامر: أن "المعهد يواصل استقبال الأطفال من عمر (3 – 4) سنوات لتقديم الرعاية لهم وتأهيلهم، بطاقة استيعابية تصل إلى 43 طفلاً"، مشيرةً إلى أن "نظام العمل في المعهد يرتكز على قسمين الأوّل أكاديمي والثاني تدريب النطق".
وأضافت، "هناك إجراءات عديدة تسبق قبول الطفل في المعهد، منها عرضه من قِبل عائلته على طبيبٍ مختص للتأكّد من عدم وجود مشاكل سمعية وطبّية، إضافةً إلى إجراء اختبارين له الأوّل يخصّ الحروف، ويشمل تحديد الحروف التي لا يستطيع لفظها، والثاني يخصّ جهاز النطق ويتضمّن تشخيصاً كاملاً للفم والأسنان والجهاز التنفسي، لمعرفة نوع الجلسات التي يجب أن يتلقّاها الطفل".
وأوضحت، أن "الدروس في المعهد يقدّمها أساتذة مختصّون في التربية الخاصة وعلم النفس، ويتلقّى الطفل خلال الأسبوع خمس جلسات نطق تضمّ تدريبات مختلفة حسب حاجة كلّ واحد منهم".
ومن الجدير بالذكر، ان المعهد يعمل على معالجة السلوكيات التي قد يتعرّض لها الأطفال قبل دخولهم إليه، عبر جلسات سلوكية منظمة وممنهجة لمعالجة تشتت الانتباه والفرط الحركي وغيرها.