سؤال الذهن والجواب ضمير: لا يلي الوصي الا الوصي
26-07-2024
تبارك صباح
نقرأ دائما في كتب العلماء الشيعة معلومة مهمة تقول: «لايلي الوصي الا الوصي»، اي لا يغسل ويكفن ويدفن الامام المعصوم الا الامام المعصوم، والسؤال الذي في الذهن هو من يدفن الامام المهدي المنتظر (عج) وهو آخر المعصومين؟.
صرحّ كثير من علمائنا بروايات تنص على رجوع الامام الحسين (عليه السلام) في حياة الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، وانه اول من يرجع الى الدنيا من الائمة المعصومين (عليهم السلام)، فقد كتب الحر العاملي عن رجعة الامام الحسين (عليه السلام): «اذا عرفه الناس واستقرت المعرفة مات المهدي وغسله الحسين (عليه السلام)»، وكتب الكليني في الكافي: «سألوا الامام الصادق (عليه السلام) عن معنى قوله تعالى: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾(الأسراء/6)، فأجاب خروج الحسين (عليه السلام) في سبعين من أصحابه»، وجاء في كتاب مختصر الدرجات: «عن الصادق (عليه السلام): يقبل الحسين في اصحابه الذين قتلوا معه ومعه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى (عليه السلام) هو الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويواريه في حفرته»، وروى جابر بن عبد الله الانصاري عن الامام الباقر (عليه السلام): «قال الحسين (سلام الله عليه) لأصحابه قبل ان يقتل ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لي: يا بني أنك ستساق الى العراق، وهي أرض قد التقى بها النبيون وأوصياؤه المتقون وهي أرض تدعى عمورا، وأنك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك، لا يجدون ألم مس الحديد، وتلا: ﴿يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾(الأنبياء/69)»، وتكون الحرب بردا وسلاما عليك وعليهم فابشروا فو الله ان قتلونا فانا نرد على نبينا، قال ثم أمكث ما شاء الله فلأكون أول من تنشق الأرض عنه، فاخرج خرجة يوافق ذلك خرجة أمير المؤمنين (عليه السلام) وقيام قائمنا، ثم لينزلن عليّ وفد من السماء من عند الله سبحانه تعالى لم ينزلوا الى الأرض قط، ولينزلن الى جبرئيل وميكائيل واسرافيل وجنود من الملائكة، وجاء عن كامل الزيارات لابن قولوية: «قيل للإمام الصادق (عليه السلام): يابن رسول الله اخبرني عن اسماعيل بن ابراهيم حيث يقول الله تعالى ﴿وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَٰبِ إِسْمَٰعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا﴾(مريم/54)، فقال (عليه السلام) ان الناس يزعمون انه اسماعيل بن ابراهيم وان اسماعيل مات قبل ابراهيم، وان ابراهيم كان حجة قائما صاحب الشريعة، الى من أرسل اسماعيل؟ فسألوه إذن من كان؟ قال (عليه السلام): اسماعيل بن حزقيل النبي (عليه السلام) بعثه الله الى قومه فكذبوه فقتلوه وسلخوا وجهه، غضب الله عليهم فوجّه اليه مالك العذاب (اسطاطائيل) فقال له: وجهني اليك رب العزة لأعذب قومك بأنواع العذاب إن شئت، فقال له اسماعيل لا حاجة لي في ذلك، فأوحى الله اليه فما حاجتك يا إسماعيل، فقال: يا رب انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد (صلى الله عليه واله) بالنبوة ولأوصيائه بالولاية، وأخبرت خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي (عليها السلام) من بعد نبيها، وأنك وعدت الحسين (عليه السلام)، أن تكرّه الى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به، فحاجتي اليك يا رب أن تكرني الى الدنيا حتى انتقم ممن فعل ذلك في كما تكرّ الحسين (عليه السلام)، فوعد الله اسماعيل بن حزقيل ذلك، فهو يكرّ مع الحسين (عليه السلام)»، السؤال الذي شغل عقول المفكرين هل رجعة الامام الحسين (عليه السلام) خروج من الارض أم نزول من السماء؟! فان ابدانهم الشريفة قد البست ومزجت بطينة تربة من الأرض، وهذه التربة هي بقاع مراقدهم، الطينة الجسمانية لتربهم هي لباس لأبدانهم الاصلية ومن ثم يزارون، اللهم اجعلنا من انصارهم وخدامهم، واحشرنا معهم بمحمد واله الطيبين الطاهرين.