بوابات صحن العباس (عليه السلام).. تظهر بحلة جديدة رفيعة المستوى
18-08-2024
محمد عرب
في مشهدٍ يبعث على البهجة والسرور، كشف قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة عن أعمال تأهيل باب الإمام محمد الجواد (عليه السلام)، وباب الإمام علي (عليه السلام) المعروف بباب الكف الواقعين ضمن صحن أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وقد ارتديا حلةً جديدةً زاهيةً، تجسد عظمة الإيمان وجمال الفن الإسلامي الأصيل.
ويُعد هذا الإنجاز ثمرة جهود مضنية بذلتها الملاكات الهندسية والفنية، إذ عملت بكل تفانٍ وإخلاص لإعادة إحياء هذين المعلمين الهامين، وقد تم تنفيذ الأعمال بأيدٍ عراقية خالصة، مستخدمة أفضل المواد وأدق التفاصيل، مما جعلهما تحفة فنية فريدة من نوعهما.
لمسة فنية تعبق بالتاريخ
يتجلى في تصميم البابين الجديدين مزيجٌ رائع بين الأصالة والمعاصرة، حيث تم الحفاظ على الطراز المعماري الإسلامي الأصيل مع إضافة لمسات فنية عصرية تعكس تطور الحرف اليدوية العراقية، وقد تم استخدام مواد عالية الجودة تضمن دائمية الأبواب وتحمل العوامل المناخية، كما تم الحرص على دقة الأبعاد والتناسب بين الأجزاء المختلفة.
رمزية الأبواب وقيمتها الروحية
يعد باب الإمام محمد الجواد (عليه السلام) وباب الإمام علي (ع) رمزاً دينياً هاماً، فهما يمثلان مدخلًا إلى حرم أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، وقد ارتبط هذان البابان بوقائع تاريخية مهمة، وشهدا على العديد من الزيارات والمناسبات الدينية.
ويأتي هذا التجديد، ليرمز إلى استمرارية الحركة العمرانية والتطوير في العتبات المقدسة، والتي تسعى دائماً إلى الحفاظ على التراث الإسلامي ونشره، كما أنه يعكس حرص العتبة العباسية المقدسة على تقديم أفضل الخدمات للزوار والمعتكفين، وتوفير بيئة روحانية مناسبة للعبادة والتقرب إلى الله تعالى.
إن تجديد الأبواب هو أكثر من مجرد مشروع هندسي، بل هو رسالة أمل وتجديد، تؤكد على عمق الحضارة الإسلامية وعراقتها، وعلى استمراريتها عبر الأجيال.
وبهذا الصدد قال الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين (دام تأيده): "وصلنا إلى المراحل النهائية في إكمال تأهيل بابي الإمام علي (ع) والإمام محمد الجواد (عليه السلام) وتجديدهما في صحن مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)".
وأضاف: "نُفذت الأعمال بأيدٍ عراقية خالصة لبناء هذا الأبواب الهامة وتأهيلهما، واللذان يُعدان من أصل تسعة أبواب للوصول إلى حرم المولى (عليه السلام)".
وأشار إلى: أنّه "أُكملت ستة أبواب، بينما بقيت ثلاثة أبواب أخرى هي في المراحل النهائية أيضاً، وسيتم افتتاحها في الأيام المقبلة".
وأكد السيد آل ضياء الدين: إن "هذه الإنجازات تعكس همة خدام المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) المبدعين المنفذين لكثير من الأعمال بدقة عالية ومهارة كبيرة"، مشيرًا إلى أنّ: "هذه الإمكانات هي ما تبحث عنها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، ويحثنا عليها مرارا وتكرارا سماحة المتولي الشرعي للعتبة المقدسة، في إخراج الطاقات العراقية المبدعة والاعتماد عليها في تنفيذ المشاريع".
وأوضح الأمين العام: "سابقًا كانت هذه الأعمال ينفذها مختصون بالعمارة الإسلامية من دول أخرى، إلا أنّها في الوقت الراهن تُنفذ بأيدٍ عراقية خالصة، وهذا دليل على أنّ العقل العراقي والمختصين الموجودين في العراق هم مبدعون ويستحقون الشكر، كون هذه الأعمال تتطلب دقة عالية ومهارة في كسب الخبرات لفترات طويلة".
واختتم السيد آل ضياء الدين القول: "استُخدمت في هذه الأبواب أدق التفاصيل المعمارية مع المعرق والتذهيب على الكاشي الكربلائي، وهذا اللون من الفن هو لون جديد يعكس الإبداع ويحتاج الدقة في التنفيذ، ودائما ما يسر عين الناظرين".
فيما قال رئيس القسم المشاريع الهندسية المهندس ضياء مجيد الصائغ: إن "التصاميم المستخدمة في تأهيل الأبواب تتناغم معماريّاً وفنّياً مع المدخل الخارجيّ من جهةٍ، ومع الصحن الشريف لأبي الفضل العباس (عليه السلام) من جهةٍ أخرى، لجعل البوّابات القديمة من الداخل جزءاً لا يتجزّأ من مداخلها الخارجيّة المطلّة عليها".
وأضاف: "الأبواب زُيّنت بالكاشي الكربلائي المعرّق بالذهب وبنقوش وزخارف مستوحاة من التراث الإسلاميّ العريق، وبما يتلاءم وقدسيّة المكان".
مؤكداً: إن "التصميم حافظ على الشكل القديم للأبواب وموروثه المعماري بحلّةٍ جديدة".
وذكر الصائغ: إن "الإدامة الشاملة أُجرِيت للأبواب لإظهارهما بأبهى حلة، وقد زودا بمنظومات من الإنارة والصوتيات والمراقبة والإطفاء".
وأشار رئيس قسم المشاريع الهندسية الى: أن "المشروع من تنفيذ شركة أرض القدس للمقاولات العامة، وبتمويل من ديوان الوقف الشيعي".