في الذكرى الـ(٩١) لهدم قبور أهل البيت عليهم السلام في البقيع القباب الطاهرة سترتفع ولو بعد حين

30-12-2018
طارق الغانمي
طارق الغانمي
قال الله تعالى في محكم كتابه: (إِنمَا يَعمُرُ مَسَاجدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ باللّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصلاَةَ وَآتَى الزكَاةَ وَلَم يَخشَ إِلَّا اللّهَ فَعَسَى‏ أُولئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهتَدِينَ). التوبة: 18
(بقيع الغرقد): هو المقبرة الرئيسية لأهل البيت عليهم السلام وأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وقد دفن في البقيع أربعة من المعصومين، وهم: الإمام الحسن المجتبى, والإمام علي بن الحسين زين العابدين، والإمام محمد الباقر، والإمام جعفر الصادق عليهم السلام, وكذلك يوجد قبر أم البنين عليها السلام, وقبر العباس بن عبد المطلب، والعديد من قبور بني هاشم.
وعندما كانت بداية حكم آل سعود والوهابية في الحجاز، ادعى علماؤهم بأن البناء على القبور يعد من الشرك والوثنية، وعندها قاموا بهدم تلك القباب المنيرة الطاهرة، وسرقوا ما فيها من ذهب ونفائس لا تقدر بثمن, وفي نفس تلك الفترة حاول الوهابية هدم قبر الإمام علي عليه السلام في النجف الأشرف، وقبر الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وقد خرجوا بجيوش كبيرة، ولكنهم واجهوا مقاومة باسلة من أشاوس العراق، فردهم الله تعالى على أعقابهم، وخذلوا، وباء مخططهم بالفشل والخذلان.
هناك أسباب عديدة جعلتهم يقومون بالجريمة النكراء، وهدم القبور المطهرة لأئمة البقيع عليهم السلام نذكر منها: القضاء على الإسلام, والعداء لأهل البيت عليهم السلام, والقضاء على ذكرهم, والحسد أيضاً من الأسباب التي دعت إلى ذلك.
وكما هو معروف للجميع أن الوهابيين قد ورثوا الحقد الدفين ضد الحضارة الإسلامية من أسلافهم الطغاة والخوارج الجهلاء، فكانوا المثال الواضح للجهل والظلم والفساد، فقاموا بتهديم قبور بقيع الغرقد مرتين:
الأولى: كانت الجريمة التي لا تنسى عند قيام الدولة السعودية الأولى، حيث قام آل سعود بأول هدم للبقيع وذلك عام (1220)هـ وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيين، أعاد المسلمون بناءها على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين، فبنيت القبب والمساجد بشكل فني رائع، حيث عادت هذه القبور المقدسة محط رحال المؤمنين، بعد أن ولى خط الوهابيين لحين من الوقت.
الثاني: بعد معاودة الوهابيين هجومهم على المدينة المنورة مرة أخرى في عام (1344)هـ وذلك بعد قيام دولتهم الثالثة, وقاموا بتهديم المشاهد المقدسة للائمة الأطهار عليهم السلام, وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتعريضها للإهانة والتحقير بفتوى من وعاظهم.
ونحن اليوم في عام (2014)م ومع دخول التنظيم الارهابي المسمى الدولة غير الإسلامية في العراق والشام (داعش), وبعد سيطرته الكاملة على مدينة الموصل العراقية, تواصل الفسق الوهابي بتدمير مراقد الأنبياء والأولياء عليهم السلام بشكل همجي لا يمت إلى الإنسانية بصلة, وهذا يدل على القذارة الوهابية التي تريد طمس الهوية الإسلامية ومعالمها، لذلك عمدوا إلى تدمير كل أثر يدل فيه على حضارة الإسلام.
ولو تساءلنا: من المستفيد من القضاء على الإسلام؟ لوجدناهم اليهود، فلهم دور كبير توجيهي بهدم آثار الإسلام، لذلك وكما قيل: إنهم توجهوا إلى الأثر الباقي من باب خيبر فهشموها قطعةً قطعة.
فالاعتداء والتجاوز على معتقدات أي شخص من أي دين أو طائفة، إنما هو تجاوز واستهانة بمشاعر الأديان والمذاهب والأمم والشعوب، فضلاً عن الاستهانة بالدين الإسلامي، فما بالك بالتجاوز على حرمة خاتم الرسل والأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم .
هذه الجرائم تمثل إحدى أهم الحلقات التي ترتكبها الزمر الإرهابية لزرع الفتنة وتفريق صف الأمة، والتي كانت نتيجتها فتح باب البلاء على هذه الأمة، وأوصلتها إلى حالة من الذل والهوان، وانتشار الفساد في الأرض، واستباحة دماء الأبرياء.
لكن الله تعالى سيطفئ نار حربهم ودمارهم التي أشعلوها, وسيحمي دينه الذي ارتضاه بالرغم من أنف الدين الوهابي القذر.