مشاهدات صحفي في ضحى المعايشة

30-12-2018
اعلامي من صدى الروضتين
مشاهدات صحفي في ضحى المعايشة
شكلت المعايشة في ذهنية كل إعلامي من اعلاميي العتبة العباسية خزيناً مستقبلياً لكتابة تدوينية، يتمخض عنها الكثير من عوالم الوعي المتميز، بوجوب نقل هذه الثورة العارمة في صدور أبناء الحشد المبارك.
نقل تلك الثورة الروحية المشتاقة الى المواجهة وتسليط الأضواء عليها، لتكون قرينة فكر قارئ صدى الروضتين، فضول متأنق بالحرص على التقاط دقائق الأمور، وخاصة عندما تكون فسحة الرؤية أياماً معدودة، وليست ساعات، لنرى صباح الحشد وهو يطل على هذه الصحراء الواسعة الممتدة من معنى تصغير اسمها النخيب الى قوة التعالق الروحي مع كل أرض عراقية؛ لكي ندفع عنها شرور التخبط السلفي الساعي الى العتمة.
دخلنا النخيب، ونحن نرصد هذا الهدوء الملغوم بالترقب، وأنا أقرأ على جبين جميع مقاتلي الحشد إصراراً مميزاً للمواجهة، لا وجود للخوف في قاموس هؤلاء الرجال، لا أعرف ما الذي جعلني أقرا العلاقة المترابطة بين مقر اللواء الذي يحمل اسم لواء العلقمي، والذي يرتبط بمكونات التواشج مع عتبة أبي الفضل (عليه السلام)، وبين الموقع وهو الجامع الذي يمثل الجذر الإيماني، كدلالة من دلالات الرؤية المكونة للواء يدل اسم الفضيلة والتقى.
سؤال يكبر في الروح، كيف لهذا المكان البعيد عن المدينة وصخب الحياة والذي من المفروض انه يبعث السكينة والهدوء، أن يكون قادراً على أن يحفز فينا فوران الحماسة الثائرة، وهو يحرض على المقاومة والمواجهة وتصدي الشرور، جميعهم أعرفهم صحبي وأغلبهم أعرف طباعه، لكني الآن أراهم على هيئة أكثر جمالاً، وهم يعيشون لحظات تحمل المسؤولية، مسؤولية أن يكونوا وطناً في داخل هذا الوطن، ويتحملوا مسؤولية الحفاظ على انسانية الحياة.
وفي ذات صباح، رأيت الركب القادم من كربلاء، أعضاء مجلس الادارة، وبعض رؤساء الأقسام، يصحبهم السيد نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة الأستاذ بشير محمد جاسم الربيعي، وفد جاء ليطمئن على مجريات المساندة، ولينمي الروح المعنوية عند مقاتلي الحشد، كنت أراهم وهم يسعدون بلحظات هذا اللقاء المتألق الذي جاء ليتحدى نباح الرصاص الداعشي، جاء ليلتحم مع هموم المقاتل، جاء ليشعر بغبطة التصدي والمقاومة وترجمة (يا ليتنا كنا معكم)، وهذا هو معنى النصر الحقيقي في عرف الرجال.
وفي صباح يوم العودة، رفعت يد الذاكرة وعداً بأني سأكتب أجمل ما عشت من أيام بهية، جئت لأقول: سلاماً كربلاء؛ كوني مطمئنة آمنة، فعلى الحدود رجال يضحّون لعينيك بأغلى ما يملكون.