استعراض عسكري مهيب لفرقة العباس القتالية

30-12-2018
اعلام الحشد الشعبي
استعراض عسكري مهيب
لفرقة العباس القتالية عليه السلام
في محافظة البصرة

بعد المواقف البطولية الرائعة التي سطرها مقاتلو فرقة العباس عليه السلام القتالية في كثير من مدن وطننا الحبيب، واحتفاء بالمجهود التضحوي الذي قدمته محافظة البصرة التي زفت المئات من شبابها للانضواء تحت خيمة قمر العشيرة عليه السلام ، أقامت فرقة العباس عليه السلام القتالية بعد ظهر يوم السبت 12 ذو الحجة 1436هـ والموافق لـ26 ايلول 2015م استعراضاً عسكرياً مركزياً، شارك فيه عدد من الخريجين من المراكز التدريبية التي افتتحتها قيادة الفرقة في عموم محافظات العراق.
وقد حضر هذا الاستعراض الذي شهد تغطيةً إعلاميةً واسعة، وفدٌ مثّل العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية، ورئيسُ مجلس محافظة كربلاء المقدّسة الأستاذ نصيف الخطابي، وعددٌ كبير من الشخصيات الدينية والسياسية والعسكرية في محافظة البصرة.
ثمّ بُثّ تسجيلٌ صوتيّ لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) الذي كان قد أعلن فيه فتوى المرجعية الدينية العُليا بالجهاد الكفائيّ.
بعدها أقيم مسيرٌ عسكريّ جنائزي حُمِلت فيه نعوشٌ رمزيّة لشهداء الفرقة تتقدّمهم كوكبةٌ من السادة خَدَمَة المولى أبي الفضل العباس عليه السلام وهم يحملون الصولجانات.
وجاء في مقدمة كلمة العتبة العباسية المقدسة التي ألقها نائب الأمين العام المهندس بشير محمد جاسم في حفل انطلاق فعاليات الاستعراض المركزي العسكري قوله تعالى:
((وَأَعِدُّوا لَهُم ما استَطَعتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن ربَاطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرِينَ مِن دُونِهِم لاَ تَعلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعلَمُهُم وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لاَ تُظلَمُونَ)) (الأنفال/60)، هذه الآية هي دعوة صريحة لمنازلة العدو في كل زمان ومكان، ويجب أن يكون هناك تحضير ميداني عملي فكري لمقاتلته، واليوم ونحن في هذه المدينة العزيزة البصرة الفيحاء، نجتمع من أجل تطبيق ما ورد في هذه الآية الكريمة.
وأضاف: شكلت العتبة المقدسة فرقة العباس عليه السلام القتالية بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، وكان الدور المطلوب من هذه الفرقة في بداية الأمر هو الواجب الدفاعي عن محافظة كربلاء المقدسة، حيث أن العدو كان في مناطق قريبة جداً من الحدود الإدارية لهذه المحافظة المقدسة، ولكن بعد فترة كلفت الفرقة بمهام قتالية هجومية؛ لأن الهجوم خير وسيلة للدفاع.
مضيفاً: كان هناك دور كبير لقوات الفرقة بمختلف صنوفها في عدد من المناطق العراق، ومنها جرف النصر، وبلد، والدجيل، وسيد غريب، حيث ساهمت وبشكل فعال في تطهيرها من دنس الإرهاب.
مؤكداً: هناك غايتان من هذا الاستعراض:
الأولى: هي إخبار للشعب العراقي العظيم بأن هناك رجالاً أشداء مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس القتال من أجل الدفاع عنه وعن أرضه.
الثانية: هي رسالة للعدو؛ لكي يعلم أن هناك أبطالاً لا يكلون ولا يملون لمنازلته في كل زمان ومكان.
موضحاً: العدو الذي نواجهه ليس له أي قيم، بل هم امتداد لتلك العصابة التي حاربت الإمام الحسين عليه السلام ، لذا فالمستعرضون اليوم هم يلبون نداء الإمام عليه السلام حين قال: ألا من ناصر ينصرنا.
وفي ختام كلمته أثنى على كل من شارك أو ساهم في إقامة هذا الاستعراض.
وقد بيّن المشرف العام على فرقة العباس عليه السلام القتالية الأستاذ ميثم الزيدي في كلمته قائلاً:
إنّ المشاركين في هذا الاستعراض هم ممّن تخرّجوا من مراكز التدريب التي افتتحتها الفرقةُ في مختلف محافظات العراق؛ تلبيةً لنداء المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف.
مؤكّداً: إنّ المراكز التي خرّجت هذه الأعداد هي (120) مركزاً، وتخرّج من خلالها أكثر من (25) ألف مقاتل على أتمّ الجاهزية، وقد أشرف عليها عددٌ من المدرّبين العراقيّين، وستُشارك ثلّةٌ منهم في هذا الاستعراض.
موضّحاً: إنّ الفرقة تتكوّن من أربعة ألوية منتشرة في عدد من محافظات العراق، ومنها حدودُ محافظة كربلاء المقدّسة، وبلد، والدجيل، وبيجي، وآمرلي، وتنتمي إداريّاً إلى وزارة الدفاع العراقية، وهي تتّبع الأوامر الصادرة منها، ومن قيادات العمليات المشتركة.
كما ألقى قائد عمليات البصرة اللواء الركن سمير عبد الكريم جاسم كلمة بالنيابة عن وزارة الدفاع العراقية، جاء فيها:
انطلاقاً من فتوى المرجعية الدينية الرشيدة التي لها الدور الفعال في الحفاظ على وحدة وتماسك أبناء شعبنا، هذه الفتوى التاريخية التي أعطت بتكليفها مسؤولية حماية الأرض العراقية، ومسؤولية الشباب إزاء هذه الأمة في ظل الظروف الصعبة التي مر بها العراق، وأعطتنا الفرصة لكسب كل الطاقات الفذة التي نراها اليوم باستعداد تام، ومن أجل التضحية بكل ما تملك للحفاظ على أرض العراق، أرض الأنبياء والأوصياء والأئمة الأطهار عليهم السلام من دنس المجاميع الإرهابية المتمثلة بعصابات داعش الإرهابية.
تنطلق اليوم وبعون الله تعالى من أرض البصرة الفيحاء فرقة العباس عليه السلام القتالية، باستعراض مهيب لتثبت للعالم أجمع أن أبناء شعبنا العراقي هم يد واحدة ضد الإرهاب، وأن الحشد الشعبي الذي أصبح جزاً لا ينفصل من قواتنا المسلحة هو الظهير القوي من أجل أن تتضافر مبادئ الشجاعة والتضحية، لتتحد ضد عدو لا يعرف سوى لغة الدم والدمار والقتل والتهجير.
إننا اليوم ونيابة عن وزارة الدفاع العراقية وأبناء قواتنا المسلحة، نقدم دعمنا ومساندتنا لأبنائنا من قوات الحشد الشعبي الذي قدم التضحيات، وحقق الإنجازات التي تستحق منا كل الثناء والتقدير، ومازال يرفد قواتنا المسلحة بالمجاهدين الأبطال الذين لهم الدور الفعال في تلقين عصابات داعش الإرهابي الضربات الموجعة.
ونعاهد أبناء شعبنا أن قواتنا المسلحة من الجيش والشرطة وأبطال الحشد الشعبي سيكونون صفاً واحداً لتحرير أرض المقدسات، وسنلاحق الإرهاب أينما يكون لتحقيق النصر النهائي، وعودة البلاد شامخة بأبطالها، آمنة مستقرة بجهود الخيرين من أبناء هذا الوطن الغالي، وطن التراث والمجد والتضحية.
فسلاماً لكم أيها الأبطال في ميادين القتال ميادين المجد والتضحية، ونسأل الله تعالى أن يتغمد شهداءنا الأبرار الرحمة والمغفرة، ويسكنهم جنات الخلد، وفقكم الله تعالى لتأدية الأمانة، وسدد خطاكم في تحقيق النصر الموعود، وما النصر إلا من عند الله (عز وجل)، إنه نعم المولى ونعم النصير.
أما محافظ البصرة، فقد شارك بكلمة ألقيت بالنيابة عنه جاء فيها:
تشرّفت محافظة البصرة باستقبالها لفرقة العباس عليه السلام القتالية من أجل إقامة هذا الاستعراض المهيب، فمرحباً بهم في مدينتهم. وقد شُكّلت لجنة شاركت فيها كافّة الدوائر الخدمية والأمنية من أجل تقديم التسهيلات اللازمة لإقامتها هذا الاستعراض.
ثمّ كان ختام الكلمات لرئيس جامعة البصرة الأستاذ الدكتور ثامر الحمداني التي أوضح فيها:
لا يسعنا إلّا أن نقدّم كلّ الاحترام والتقدير إلى المجاهدين الذين يقفون سدّاً منيعاً للدفاع عن حياض الشعب العراقيّ العظيم، أمّا المجاهدون في فرقة العباس عليه السلام فهم قد جسّدوا أروع المعاني التي يحملها اسمُها الذي يعود لحامل لواء الحسين أبي الفضل العباس عليهما السلام .
وقد شهدَ الاستعراضُ عدداً من الفعّاليات منها: قفزٌ مظلّيّ حمل علم العراق ورايةَ الفرقة، واستعراض للفنون القتالية، وفعّالية اقتحام المباني الافتراضية التي يتحصّن فيها الإرهابيّون.
كما شهد الاستعراض العسكريّ المركزي الإعلان عن فريق طبيّ متخصص بمعالجة الهجمات الكيماوية، يعمل ضمن كادر آمرية طبابة الفرقة.
وقد شارك هذا الفريق الطبّي الأوّل من نوعه في تشكيلات قوّات الحشد الشعبيّ التي شُكّلت بعد صدور فتوى الجهاد الكفائيّ، مجهّز بالتجهيزات الطبية اللازمة لهذا العمل، ليكون على أتمّ درجة من الاستعداد للتحرك في أيّ وقت... كما بين ذلك آمر طبابة فرقة العباس عليه السلام القتالية الدكتور أسامة عبد الحسن مؤكداً اشتراك طبابة فرقة العباس عليه السلام القتالية في الاستعراض العسكريّ المركزيّ بعدد من آلياتها ومعدّاتها الطبية، ومستشفاها المتنقّل المتكوّن من آليات متخصّصة لكافة الاختصاصات.
صدى الروضتين كانت حاضرة، والتقت المشرف العام على فرقة العباس عليه السلام القتالية الأستاذ ميثم الزيدي، فتحدث قائلاً:
إن سبب إقامة هذا الاستعراض في البصرة، هو أن البصرة منجمُ الرجال، وهي العمود الفقريّ لأيّ مشروع جهاديّ مبارك، فقد رفعت لواء التضحيات عالياً بما قدمته من شهداء شكلوا الشريان النابض لمشروع متطوّعي الجهاد المقدّس.. لهذا، فإنّ إقامة هذا الاستعراض على أرضها هو جزءٌ بسيط من ردّ الجميل لهذه المدينة العزيزة، بالنظر لما قدّمته وتقدّمه من تضحيات لأبناء العراق جميعاً من الشمال الى الجنوب، مع اعتزازنا بالمحافظات العراقية الأخرى.
مؤكداً: إنّ جميع مراكز التدريب التي افتتحتها الفرقة في عموم محافظات العراق أشرف على تدريباتها مدرّبون عراقيّون أكفاء؛ إيماناً بما تمتلك الكفاءة العراقية من خزين ثر من التجارب والخبرة في هذا المجال، فهي من أفضل الكفاءات، كما هو حال المقاتل العراقيّ الذي يعدّ من أفضل المقاتلين.
موضحاً: إن الفرقة سعت إلى تهيئة قوّات احتياطية في المحافظات؛ تحسّباً لأيّ طارئ؛ كي لا يرتبك الوضعُ في جبهات القتال، وهذه القوات تتحرّك إن دعت الضرورة على ضوء أوامر القيادات العسكرية في محافظاتها.
كما التقت صدى الروضتين مدير إعلام فرقة العباس عليه السلام القتالية الأستاذ الحاج أمين العلي، فتحدث قائلاً:
إن هناك غايتين مهمتين جعلتنا نسعى لإقامة مثل هذا الاستعراض: الأولى هي رسالة اطمئنان الى الشعب العراقي العظيم، بأنهم يمتلكون أبناء أشداء، وسواعد فتية مؤمنة تدافع عن الأرض والعرض، ومستعدة للتضحية بالغالي والنفيس. والرسالة الثانية هي رسالة تحد للعدو؛ كي لا يتوهم فيظن بنا الكلل أو الملل يوماً، فهناك أبطال يستمدون عزيمتهم من قائد رمزهم العباس عليه السلام ، ومن عزيمته المباركة.
صدى الروضتين: ما الذي حققه هذا الاستعراض؟
الحاج أمين العلي: حقق هذا الاستعراض التأكيد على يقينية الجهاد، وإدامة توثيق الهوية التابعة للحكومة المركزية، ووزارة الدفاع، وتفنيد مزاعم بعض الجهات بما امتلك الاستعراض من رعاية تضمنتها كلمة وزير الدفاع التي ألقاها بالإنابة قائد عمليات البصرة اللواء الركن سمير عبد الكريم جاسم.
وختاماً.. أثمر الحفل والاستعراض المهيب في ترجمة العزيمة والإصرار التي يتحلى بها المقاتل العراقي المتسلح بالإباء والثبات اللذين ورثهما من أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام ، فكانت الجموع المتجحفلة تزلزل الأرض بإيمان راسخ وعقيدة لا تلين، لتقول للعالم: إننا شعب الكرار.. شعب علي والحسين.. شعب أبي الفضل العباس الذي أبكى النهر بإيثاره العظيم، وذوده عن الدين وحرماته.. وإن النصر والظفر سيكون حليف الصابرين المرابطين بإذنه تعالى.