فرقة الإمام العباس عليه السلام القتالية تكرم مراكز التدريب التابعة
30-12-2018
طارق الونداوي
فرقة الإمام العباس عليه السلام القتالية
تكرم مراكز التدريب التابعة لها ممن ساهموا
في إنجاح الاستعراض المركزي الكبير في البصرة
أقامت فرقة الإمام العباس عليه السلام القتالية، وهي أحد تشكيلات الحشد الشعبي المبارك ووزارة الدفاع العراقية، حفل تكريم عدد من ممثليات قسم الشعائر والمواكب الحسينية في المحافظات الذين دعموا وساندوا فرقة الإمام العباس عليه السلام القتالية في افتتاح عدد من مراكز التدريب الخاصة بالفرقة، والمنتشرة في عموم محافظات العراق، وممن ساهموا في إنجاح الاستعراض المركزي الذي أقيم في محافظة البصرة الفيحاء.
وقد أقيم الحفل في صحن المولى أبي الفضل العباس عليه السلام الذي شهد حضوراً فاعلاً من قبل مقاتلي الفرقة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الدينية والسياسية.
واستهل الحفل المبارك بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ مصطفى الحمداني، بعدها عزف النشيد الوطني العراقي، ونشيد العتبة العباسية المقدسة (أنشودة الإباء)، وقراءة سورة الفاتحة إلى أرواح الشهداء الأبرار، لتأتي بعد ذلك كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة التي ألقاها الأمين العام سماحة العلامة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وقد بين فيها:
من دواعي الفخر والبهجة أن نكون في خدمة إخوة لبوا نداء الحق، وهبوا للدفاع عن الوطن، فلولا الجهود الكبيرة التي تبذلونها ويبذلها الإخوة المرابطون الآن في جبهات القتال لكان حال العراق غير ما هو عليه الآن، وهذا إن دلّ على شيء دلّ على أنكم رسمتم التاريخ بشكل رائع، استلهاماً من سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ، وخصوصاً نحن نعيش هذه الأيام ذكراه الأليمة.
مضيفاً: إن معركتنا مع الإرهابيين هي معركة وجود، وهي من أقدس وأشرف وأنبل المعارك، فلا يفت في عضدكم أي معوق كان، ولا تضعف الهمم برغم كل المشاكل والصعاب التي تمرون بها، ولا يغرنكم من يهاجر من البلد تاركاً المواقف؛ لأن لا قدرة له على تحمل المواقف، هؤلاء انهزموا قبل ساعة النزال، وأنتم ذهبتم إلى المعركة وقاتلتم أشرف قتال، ولا يغرنكم كل ما يقال وكل ما يلوح من حياة ظاهرية فإنها عبارة عن سراب، وسرعان ما سيندم هؤلاء ويعودون وهم ناكسو الرؤوس.
موضحاً: هذا البلد هو بلد التضحيات، وهذا البلد هو بلد الأبطال والشجعان، نحن لا نريد أن نصادر جهد أحد، ولا نريد أن نلقي ألقاباً عليكم، وأنتم غير مستحقيها، بالعكس نخجل من البطولات الكبيرة والعظيمة التي تؤدونها اليوم، وإن شاء الله تعالى بهذه العزيمة القوية سيندحر كل الأعداء.
كما وجه سماحته رسالة إلى الحكومة العراقية، قائلاً: أوجه من خلالكم كلاماً للمسؤولين، الأولوية الآن والاهتمام هو للمعركة، ولا توجد أي أولوية أخرى خارج نطاق المعركة، ولابد أن يدعم كل غيور وشريف ومخلص سواء في القوات الأمنية أو الحشد الشعبي لابد أن يدعم بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، الناس الذين يعيقهم عائق عن الالتحاق بجبهات القتال تطوعوا للخدمة وقد نجحوا في ذلك، بمالهم وجهدهم، ولكن الجهد الأكبر يبقى على الدولة، فهناك بعض المفاصل جهد الدولة فيها خجول إن لم يكن معدوماً، فاليوم نشهد حالة مهمة يجب على الدولة أن تلتفت لها.
إن الشعب الذي هبّ استجابة لنداء المرجعية هو الآن يدافع عن الدولة، وهذه مسألة من النوادر، وهذا يؤشر مؤشراً أن بعض المؤسسات في الدولة عليها أن تكون بمستوى المسؤولية، نتيجة مشاكل الفساد المالي والإداري، بحيث خرجت من الصراع قهرا لعدم قدرتها على ذلك، فجاء الشعب الكريم ليدافع عن الدولة، فلابد أن تكون الدولة محافظة على هذا الزخم ولا تحوله إلى مؤسسة غير ناجحة؛ لأننا سنمر بمشكلة شبيهة لما مر قبل عشر سنوات.
مؤكداً: على الدولة أن تلاحظ بكل موضوعية وبكل قوة أن من وقف وحماها هم هؤلاء الإخوة الأعزاء سواء ممن كان بعمر السبعين عاماً أو خمسة عشر عاماً، وما بينها من الأعداد الغفيرة الكثيرة، لذلك عندما نطالب في أكثر من مناسبة الدولة أن توفر دعماً سواء براتب أو غيره، فإننا لا نستجدي من الدولة، بل ننبه الدولة إلى مسؤوليتها الحقيقية، فكيف إذا كانت الإشارة تلو الإشارة، والاستجابة ضعيفة جداً..!
نحن نذكر هذا لنفرق بين جهات تتقاعس عن الخدمة، وبين من يدافع باستماتة عن كيان الدولة، وهو لم يستفد أي شيء، بل العكس الكثير من الإخوة قد غرق بالديون وهم من عوائل وطبقات فقيرة، وعلى المسؤولين في الدولة دعم عوائل الشهداء؛ لأنهم جادوا بأعزّ ما يملكون وهي دماء أبنائهم، والدولة لا زالت مقصرة في ثلاثة مفاصل:
المفصل الأول: دعم عوائل الشهداء.
المفصل الثاني: دعم الجرحى من القوات الأمنية والحشد الشعبي.
المفصل الثالث: دعم الإخوة المرابطين في ساحات القتال.
والعراق منذ زمن ينزف ويعطي الشهداء بأعداد كثيرة، ففي العقود السابقة أعطى خيرة شبابه في سياسات حمقاء ونزوات شخصية، واليوم العراق ينزف من أجل كرامته.
مختتما كلمته: عليكم أنتم أيها الأبطال أن توثقوا كل عمل تقومون به، ولابد أن تسطروها جميعاً في القراطيس؛ لأن دماءكم اليوم تكتب تاريخاً مجيداً لهذا البلد، والتاريخ إن كتب بالدماء هو تاريخ لا يزور، ستؤشر حالة صحية في تاريخ العراق أن كهول العراق وشباب العراق ونساء العراق قد هبوا؛ نصرة وانقياداً لمراجعهم، وحفاظاً على أرضهم ومقدساتهم، ووقفوا سداً منيعاً بوجه هذه الهجمة الشرسة، وإن شاء الله ستكون الكرة عكس ذلك، وسيكون الهجوم بعد الهجوم من أجل طرد هؤلاء الإرهابيين من بلادنا، فقد رأينا سواعد مؤمنة دافعت عن العراق، ولا زالت تدافع والنصر سيكون معقوداً بهم.
أعقبتها كلمة المشرف العام على فرقة الإمام العباس عليه السلام القتالية الأستاذ ميثم الزيدي مبيناً فيها:
أقيم هذا الحفل تثميناً لجهود الإخوة الذين ساهموا ودعموا مراكز التدريب التي افتتحت في بعض محافظات العراق، وإنما جاء هذا التكريم بعد النجاحات الكبيرة والمتميزة التي ظهرت في الاستعراض المركزي الذي أقيم في محافظة البصرة مؤخراً.
موضحاً: فرقة العباس عليه السلام القتالية شكلت بأمر مباشر من الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة تلبية لنداء المرجعية الدينية العليا، وتعتبر الآن ضمن تشكيلات وزارة الدفاع العراقية، وهي تضم ثلاثة ألوية منتشرة على حدود محافظة كربلاء المقدسة وقضاء النخيب، أيضاً هناك قوات لها في منطقتي بلد والدجيل، كما ساهمت في العديد من الواجبات القتالية في مختلف مناطق العراق.
مؤكداً: تستعد الفرقة الآن للاشتراك في العملية الكبرى التي ستجرى في بيجي قريباً، وإن شاء الله تعالى ستكون نتائجها مرضية ومفاجئة في حسم المعركة هناك، ومن ثم بإذن الله تعالى سيكون التحرك نحو تحرير الموصل.
مضيفاً: افتتحت الفرقة خلال شهر رمضان المبارك المنصرم (120) مركزاً للتدريب انتشرت في عموم المحافظات العراقية، وقد تخرج منها ما يقرب (30) ألف مقاتل، وكان هناك دور بارز لممثلي المرجعية الدينية العليا في تلك المحافظات، وكذلك ممثليات قسم الشعائر والمواكب الحسينية التابع للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية.
بعدها جاءت كلمة مراكز التدريب التي ألقاها السيد علي وتوت مسؤول هيأة أبطال الفتوى، جاء فيها:
نبارك لكم وأنتم على مشارف انتهاء الدورة الأولى من التدريب الذي كان استجابة رائعة لتوجيهات المرجعية الدينية العليا، وليس غريباً على الشعب العراقي بمختلف قومياته ومذاهبه أن يتفاعل مع توجيهات المرجعية الرشيدة، خصوصاً أن القاصي والداني يشهد لها بالحكمة والحنكة والوطنية، فكم من القرارات التي صدرت منها وأنقذت العراق في حين عجز الآخرون عن تقديم شيء يذكر.
مبيناً: إن هذه الفتوى التاريخية يراد لها مستوى أكبر، فهي قطعاً ليست بهذه المحدودية، بل يجب الإلمام بجميع أبعادها، وهذا يقع على عاتق كل من استجاب للفتوى.
بعدها اختتم الحفل بتوزيع الهدايا والدروع والشهادات التقديرية على عدد من الحاضرين والمشاركين.