100 كوكب في سماء الإبداع
30-12-2018
صادق مهدي حسن
100 كوكب في سماء الإبداع
في كربلاء الشهادة.. ومنذ سنوات تسع، ومع إطلالة كل هلال في الأفق، يبزغ من أفلاك الكفيل عليه السلام كوكب بديع يأسرُ الرائي بسحر وميضه الأخاذ، مكلّلاً بأزاهيره اليانعة العطرة بنسمات الولاء، هو كوكب من وريقات طاهرة نيّرة تزخر بفيض من الهدى والتقى، بالفكرة والتذكرة، بالخاطرة المخلصة والكلمة الندية، هي رياضٌ نضِرةٌ ذات بَهجة.. وارفةٌ بظلال اليقين بما عند الله من أجر رفيع، أضحتْ كبَحر زاخر بنفيس الكنوز، تتلألأ بين أمواجه أروعُ معالم الإبداع ودُرر الفِكْر تُسطّرها يراعاتٌ أوقفتْ سعيها لله سبحانه وتعالى و(ما كان لله ينمو).
هي كَلِمٌ طَيِّبٌ على صفحات من ألَق يَجد المتأمل في أسطرها أفئدةً نبضُها ولاء للنبي الأكرم وآله الطاهرين عليهم السلام .. ومشاعلَ إيمان تستمدُّ من الزهراء والحوراء C قبساً من نور يضيء آفاق الإصلاح، وما أروعه من جهاد بالكلمة و(الكلمة الطيبة صدقة) كما قال النبي الأكرم J.. وهكذا شهراً فشهراً تتوالى الكواكب التي ترنوا إليها عيون المتيمين بوجد كبير لتبحر في أنهار عذبة من المداد الذي سطر أبهى صور التألق.. فيسجد القلب مؤتمَّاً بالفكر على سجادة ملكوتية محاكة بأنوار عشق محمد وآله الطاهرين عليهم السلام ، تلك هي مجلتنا المباركة (رياض الزهراء).
يشكل الإعلام الواعي الجاد والملتزم بمبادئ الرسالة المحمدية المباركة جانباً أساسياً ومهماً في تلبية الصرخة الحسينية الخالدة: "هل من ناصر ينصرنا؟" لإصلاح الأمة، فللإعلام دور هائل وفعال في التوعية والتذكير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل جوانب الإصلاح، وتعد (رياض الزهراء) – بحمد الله تعالى - من أهم الإصدارات الإعلامية الرائعة والمؤثرة التي تناولت ضمن مسيرتها أدق النواحي الأسرية والاجتماعية، لاسيما تلك التي تختص بالمرأة باعتبارها المربي الأول للأجيال، والركن الذي يشكل نصف المجتمع.
ولا يخفى على المتتبع لمسيرة هذه المجلة الرائعة منذ أعدادها الأولى وحتى الآن مدى عظمة الجهود المباركة التي تحرص على إخراجها بأسلوب يجذب المتلقي من عدة نواحٍ، فمواضيعها الرصينة الجزلة الهادفة إلى خدمة المجتمع منتقاة بحرفية راقية من قبل كادر تحريرها المتميز.
ومن الواضح أن تنوع الطرح وتعدد الرؤى في أغلب المواضيع واختلاف الطرائق والمناهج الكتابية مع وفرة المساهمين في الكتابة قد جعل من المجلة منبراً من منابر الوعي، فكل كلمة فيها تأبى إلا أن تأخذ بالألباب، كما أن تصميمها وإخراجها الفني المتميز والذي يتماشى مع أغلب الأذواق جعلها واحة من واحات الجمال التي يقف القارئ مزهواً أمام رونقه.. وما أروع أبيات الأستاذ علي الصفار:
هِيَ الرِّياضُ فَأربِعْ في مَغانِيهَـــــــــــــا
وَاسْتَنْشِقِ العِطْرَ وَانْهَلْ مِنْ مَعانِيهَا
هِيَ الرِّياضُ مِنَ الزَّهْراءِ حُلَّتُهـَــــــــا
مَنْ ذا يُعارِضُهَـا، أوْ مَنْ يُدانِيهَــا(1)
ومع إشراق الكوكب الـ(100) من هذه المجلة المباركة، مزهراً في آفاق الرقي والإبداع الثّر، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يبارك جهود جميع القائمين على إخراجها بهذا الشكل المتفرد بكل محتوياته ومضامينه وفقراته المنوعة النافعة، ونسأله تبارك وتعالى أن تكون (رياض الزهراء) واحة إعلامية غنّاء لخدمة محمد وآله الطاهرين عليهم السلام ، ونشر فكرهم ورسالتهم ومناقبهم الغراء.
كما نقف وقفة إجلال واحترام لأخواتنا الفُضليات كادر المجلة؛ لما قدَّمن ويُقدِّمن من عطاء سخي، مبتهلين إلى الله (عز وجل) أن يسدِّد خُطاهن، ويبارك في جهودهن الكريمة الساعية لخدمة الإسلام والمذهب الحق، وكفى بذلك شرفاً ورِفعةً وكرامة في الدنيا والآخرة ((وَسَوفَ يُؤتِ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ أَجرًا عَظِيمًا)) (النساء/146).
(1) من قصيدة منشورة في مجلة رياض الزهراء العدد 97