تخرّج دورة النخبة الأولى لفرقة العباس عليه السلام القتالية

30-12-2018
علاء سعدون / عدسة: احمد الحسيني
بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها العراق في حربه ضد الإرهاب الذي يستهدف الإسلام الحق، الإسلام الذي يدعو إلى السلام والمؤاخاة وقبول الآخر، لا ما يدّعونه من الإسلام الذي أقاموه بالذبح والقتل والتفجير، ولهذا كان لا بد من التصدي لهذه الهجمات الشرسة...
وتلبية لنداء المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف بإعلانها (الوجوب الكفائي) دفاعاً عن العراق ومقدساته وشعبة، تم تشكيل فرقة العباس عليه السلام القتالية التابعة للعتبة العباسية المقدسة بالتنسيق مع الحكومة المحلية لمحافظة كربلاء المقدسة، ولجنة الحشد الشعبي، وبالإضافة للدورات الأولى التي تم تخريجها من الفرقة، والتي تشارك في القتال داخل المناطق الساخة، تم الإعلان عن تخريج (دورة النخبة الأولى) المسماة بدورة (ذو الفقار) بعد أن خاضت تدريبات مكثفة وخاصة ترتقي لمستوى الفرقة الذهبية في العراق، وهي تخرج اليوم باستعراض مهيب ومشرف، وبحضور عدد من مسؤولي العتبة العباسية المقدسة ورئيس مجلس محافظة كربلاء المقدسة الأستاذ نصيف الخطابي، ونائب المحافظ الأستاذ علي الميالي، وقائد فرقة الرد السريع اللواء الركن نعمان داخل، بالإضافة إلى عدد من ضباط فرقة العباس عليه السلام القتالية وقيادة شرطة كربلاء المقدسة.
جرى الاستعراضُ في شارع العباس عليه السلام قرب متنزّه الامام الحسينعليه السلام الكبير، حيث استُهلّ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشاب السيد (حيدر جلوخان)، لتأتي بعدها كلمة اللجنة المشرفة على فرقة العباس عليه السلام القتالية والتي ألقاها بالنيابة الشيخ (صلاح الكربلائي) رئيس قسم الشؤون الدينية في العباسية المقدسة، مستهلاً كلمته بآية مباركة من القرآن الكريم: "لَا يَستَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ غَيرُ أُولِي الضرَرِ وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَموَالِهِمْ وَأَنفُسِهِم فَضَّلَ اللَّهُ المُجَاهِدِينَ بِأَموَالِهِم وَأَنفُسِهِم عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحُسنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدِينَ أَجرًا عَظِيمًا" النساء: 95، ومعرجاً على ضرورة التصدي لهذه الزمر الإرهابية قبل أن تستفحل ويكبر ضررها داخل العراق.
مبيناً: إنّ الشعب العراقي قد عانى ومنذ ما يزيد على أربعة عقود شتى أنواع الظلم والطغيان، وعلى الخصوص شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وما تركته فيهم من مآس ومحن ومئات الألوف من اليتامى والثكالى، إلى أنْ منّ اللهُ علينا بالخلاص من تلك الحقبة المظلمة، وإذا بالظلام والجهل والاستكبار والمعاداة تعود من جديد وبلون آخر، وبلؤم أشد ولوغاً في دماء الأبرياء، على يد زمرة جديدة من الإرهاب والاجرام تهدف إلى إعادة حقبة الظلم على هذا الشعب الجريح، فمارست القتل والتفجير والتهجير بحقّ أبناء هذا الشعب على مختلف طوائفهم، ووصل الحدّ بهذه الزمر إلى أن تستبيح مدناً بكاملها وتهجّر أهلها، وتغيّر هوية وجغرافية هذا البلد. ولكن انقلب الأمر بعد أن أصدرت المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف فتوى الجهاد بـ(الوجوب الكفائي)، فتطوّع مئات الآلاف من أبناء هذا الوطن للدفاع عن العراق وشعبه، وما كان للعتبة العباسية المقدسة إلى أن تلبّي النداء، وتشكل فرقة من المؤمنين الشجعان تحت لواء ابي الفضل العباسعليه السلام وهي (فرقة العباس القتالية)، وها نحن نشهد اليوم تخرج دورتها الخاصة بعد أن شهدنا دورات سابقة، وإن شاء الله ستعقبها دورات أخرى تلبّي نداء الوطن.
ثم اعتلى المنصة العميد اسماعيل المريود للإيعاز ببدء الاستعراض، لتنطلق كراديس المقاتلين أمام المنصة، وهم يرددون قسم التخرّج الذي ألقاه آمر الدورة المقدّم حيدر كريم.
صدى الروضتين كانت حاضرة لتجري بعض اللقاءات مع السادة المسؤولين، فكان أولها مع الأستاذ (فاضل كيشوان) المشرف على دورة (ذو الفقار) الخاصة، والذي حدثنا قائلاً:
نشهد اليوم تخرج الدورة الخاصة لفرقة العباس عليه السلام القتالية، وهي دورة النخبة الأولى لها، والتي أطلق عليها اسم (دورة ذو الفقار)، بعد أن خاضت تدريبات خاصة ومكثفة لمدة خمسة وأربعين يوماً، منذ اليوم الأول لإعلان تشكيل الفرقة، وبحسب رأي المدربين المسؤولين، أن تدريباتها توازي تدريبات الفرقة الذهبية في العراق، وهي مجهزة بكافة المستلزمات من قبل العتبة العباسية المقدسة، حيث أشرف عليها خيرة المدربين والضباط الكبار في مجال التدريب العسكري، وبهذا الاستعراض نبث رسالة واضحة بأننا جاهزون ومجهزون وفي أي وقت من أجل خدمة العراق وشعبه ومقدساته.
وفي لقاء مع آمر الدورة المقدّم (حيدر كريم) تحدث قائلاً:
تم تدريب هذه الدورة على أعلى مستوى من القتال، على أسلحة مختلفة وحرب الشوارع وتأمين محاور المدن وعمليات الاقتحام والاشتباك القريب والبعيد، وكيفية التعامل مع العدو في كافة الظروف والمتطلبات، حيث تضم الدورة أصنافاً متعددة منها: القيادة والتخطيط، واقتحام وتفجير، والقناصة والاستخبارات، بالإضافة للتدريب على الأسلحة الثقيلة، وتعتبر هذه الدورة هي دورة النخبة الخاصة الأولى في فرقة العباس عليه السلام القتالية.