المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تجدّد دعوتها الى زيادة التكاتف لمحاربة الإرهاب
30-12-2018
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تجدّد دعوتها الى زيادة التكاتف والتنسيق بين الأطراف المساهمة في محاربة الإرهاب وتطالب القوى السياسية بترك الخلافات وتكريس الجهود لدحره..
أصدرت المرجعيّةُ الدينيةُ العُليا جملةً من التوصيات للمجاهدين المقاتلين في الجبهات من جهة وللزائرين خلال مسيرتهم الى كربلاء المقدّسة؛ لإحياء زيارة الأربعين من جهة أخرى، كما جدّدت دعوتها جميع الأطراف المساهمة في محاربة الإرهابيّين الى زيادة التكاتف والتنسيق وترك التوتّر والاصطدام فيما بينها، الذي سيستفيد منه الإرهابيون الذين يتربصون بالجميع، ولن يفرّقوا بين طرف وآخر في ظلمهم وإجرامهم، مطالبةً القوى السياسية العراقية بأن توحّد خطابها ومواقفها في هذه القضية المصيرية وأن تكرّس الجهود والإمكانات كلّها لدحر الإرهاب الداعشيّ وتخليص البلد منه.
جاء هذا أثناء الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (14صفر 1437هـ) الموافق لـ(27تشرين الثاني 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وممّا جاء فيها:
إخوتي أخواتي أعرض على مسامعكم الكريمة أمرين:
الأمر الأوّل: في الظروف العصيبة التي يعيشها بلدنا العراق والمنطقة برمّتها وهي تُواجه الإرهاب الداعشيّ تمسّ الحاجة أكثر ممّا مضى الى مزيد من التكاتف والتنسيق بين جميع الأطراف المساهمة في محاربة الإرهابيّين والقضاء عليهم، إنّ التوتّر والاصطدام بين هذه الأطراف ممّا لا يستفيد منه إلا الإرهابيّون الذين يتربّصون بالجميع ولن يفرّقوا بين طرف وآخر في ظلمهم وإجرامهم، والقوى السياسية العراقية مطالبة بأن توحّد خطابها ومواقفها في هذه القضية المصيرية، وتترك جانباً خلافاتها في قضايا أخرى.
إنّ تكريس الجهود والإمكانات كلّها لدحر الإرهاب الداعشيّ، وتخليص البلد منه هو الهدف الأهمّ الذي لابُدّ أن يسعى الجميع الى تحقيقه في أقرب وقت، ولكنّه بحاجة الى توفير مزيدٍ من الدعم للقوّات المقاتلة بشتّى صنوفها وتشكيلاتها، والى وضع خطّة تحظى بمساندة الأهالي في المناطق التي لا تزال ترزح تحت ظلم وجور الإرهابيّين؛ ليكون لهم دورٌ أكبر في تخليص مناطقهم، ومن ثم إعادة إعمارها والعيش فيها بكرامة وطمأنينة متساوين مع بقية العراقيّين في الحقوق والواجبات.
الأمر الثاني: في هذه الأيّام العظيمة، حيث يشارك الملايين من محبّي الإمام الحسين عليه السلام من مختلف أنحاء العالم في الزيارة الأربعينية لمرقده الطاهر.. نودّ أن نوضّح الأمور التالية:
أ. على الإخوة المقاتلين الذين يقفون عند السواتر الأمامية، ويخوضون حرباً ضروساً مع الإرهابيّين، والذين يرابطون في الأراضي المحرَّرة، ويحمون ثغور البلد أن لا يتركوا مواقعهم للتوجّه للزيارة، فإنّهم ببقائهم فيها سيحضون بثوابٍ أكبر هو ثوابُ الدفاع عن الأرض والعرض والمقدّسات، بالإضافة الى أنّ عشرات الآلاف من الزائرين والزائرات سيشركونهم في مثوبة زياراتهم، فتجتمع لهم مثوبةُ القتال في سبيل الله تعالى، ومثوبةُ زيارة الإمام الحسين عليه السلام ويا له من حظٍّ عظيم.
ب. على الإخوة الزائرين والأخوات الزائرات أن يولوا هذه المناسبة الدينية أهميّة خاصّة، ويحاولوا استثمارها بأفضل وجه في تكميل نفوسهم وزيادة إيمانهم، فإنّ المشروع الإصلاحي الذي خطّه الإمام الحسين عليه السلام وأحيى به دين جدّه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم وتمّ التأكيد عليه في روايات الأئمّة الأطهار عليهم السلام .
وقد شاء الله تعالى له الاستمرار والديمومة إنّما يهدف بالدرجة الأساس الى إصلاح الإنسان، فلابُدّ لمن يسير في طريق الحسين عليه السلام أن يهتمّ بحصوله على زيادة من المعارف الدينيّة الحقّة والتحلّي بمزيدٍ من الفضائل الأخلاقية، وحضور الإخوة من فضلاء وطلّاب الحوزة العلمية في أماكن معلَّمة ومشخَّصة في الطرق المؤدية الى كربلاء المقدّسة فرصةٌ مناسبة للاستفادة منهم في هذا المجال.
ج. إنّ من الأمور المهمّة التي ينبغي أن تلتفت اليها أنظارُ السائرين في طريق الإمام الحسين عليه السلام هو ضرورة الاجتناب عمّا يثير الفرقة والاختلاف في صفوف المؤمنين، وعدم استغلال هذه المناسبة الحزينة للترويج للجهات التي ينتمون اليها دينيةً كانت أو سياسية أو غيرهما.
والأهمّ من ذلك الابتعاد عن بعض الممارسات المستحدثة التي لا تنسجم مع قدسيّة هذه المناسبة الحسينية، والاقتصار فيها على الشعائر التي توارثها المؤمنون خلفاً عن سلف في إقامة عزاء سيد شباب أهل الجنة والحزن والجزع عليه وإحياء أمره وأمر الأئمّة من ولده (عليهم الصلاة والسلام).
د. لمّا كان من دأب الإرهابيّين السعي في إزهاق أكبر عددٍ ممكن من الأرواح البريئة باستهداف التجمّعات البشرية الواسعة، فالمطلوب من العاملين في الأجهزة الأمنية المكلّفة بحماية الزوّار أن يبذلوا قصارى جهدهم في الحفاظ على الزائرين الكرام وتوفير الأجواء الآمنة لهم لأداء مراسيم الزيارة مع تحقيق انسيابية وصولهم الى مقاصدهم ذهاباً وإياباً.