صورة رسمها الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم في الإمام الحسين عليه السلام
30-12-2018
الحاج سهيل عبد الزهرة الزبيدي
صورة رسمها الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم
في الإمام الحسين عليه السلام
انفرد آل البيت عليهم السلام بمنزلة عند الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم والمسلمين، بقيت وقفاً عليهم دون غيرهم من الصحابة والمؤمنين منزلة خلقت لهم وحدهم، وخلقوا لها وحدهم، فنالوها بأحقية وجدارة، وليس هناك سواهم من كان جديراً بها، ولو كان هناك من هو جدير بها، لحدثنا عنه التأريخ، ولقرنت معه، ولذكر أسماءهم أيضاً.
ومن الثابت الذي لا نزاع فيه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم لا يأخذ حق أحد، ولا يقدره فوق قدره، أو يضعه فوق منزلته، أو يحط من شأن أحد - وحاشا للرسول صلى الله عليه واله وسلم أن يكون كذلك - فالأحاديث النبوية الشريفة التي تصور أهل البيت عليهم السلام لا يتسنى لأي إنسان مهما كانت موهبته العقلية والعلمية أن يجاريها أو يقاربها ولو لبعض الشيء؛ لأن الصورة التي يرسمها الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم هي صورة من وحي السماء، ووحي السماء له الكمال المطلق، فالصورة تعكس كماله على الناظرين، وأحاديث الرسول صلى الله عليه واله وسلم ملأت المجلدات من كتب السيرة والتأريخ بوصفه للإمامين الهمامين الحسن المجتبى والحسين الشهيد عليه السلام حيث قال صلى الله عليه واله وسلم :
1- "الحسنان ولداي".
2- "الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا".
3- "حسين مني وأنا من حسين".
4- "أحب الله من أحب حسينا".
5- "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا".
6- "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
7- " أما الحسن فإن له هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فإن له شجاعتي وجودي". صدق رسولنا الأعظم صلى الله عليه واله وسلم . (بحار الأنوار – العلامة المجلسي: ج43/ ص263).
هذا غيض من فيض لأحاديث الرسول صلى الله عليه واله وسلم في الإمامين الهمامين الكريمين عليهما السلام ، لكن المسلمين سلوا سيوفهم لقتلهما، ولم يحترموا وصية الرسول صلى الله عليه واله وسلم في أهل بيته عليهم السلام ، ووقف الإمام الحسين عليه السلام يوم الطف مخاطباً الجيش الضال قائلاً: "ويلكم علامَ تقاتلونني؟ على حقٍّ تركته؟ أم على شريعة بدّلتها؟ أم على سنّة غيّرتها؟" فقالوا: نقاتلك بغضاً منّا لأبيك، وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين. (فاجعة الطف: ج1/ ص28).
وهل هذا سبب يجعل أهل الكوفة أن يتجمعوا لقتال ابن بنت نبيهم؟ إن هذا لأمر عجاب..! لأن أمير المؤمنين عليه السلام لم يقتل أحداً من العرب واليهود إلا من أراد قتل النبي صلى الله عليه واله وسلم والقضاء على الاسلام الجديد ذي القبس البهي.. ومن البديهي أن على المسلمين الذود عن نبيهم ودينهم.. لكن جيش الضلالة أصرّ على موقفه المخزي لقتله.
ولكن أبا عبد الله الحسين عليه السلام لم يرهبه ذلك الجيش الذي تقدر جميع المصادر أنه أكثر من ثلاثين ألف مقاتل.. بل وقف سيد الشهداء وبطل كربلاء وأبو الضيم، والسبط المنتجب، وأبو الأحرار.. مشعلاً وهاجاً ينير طريق المسلمين في مدلهمات الصعاب، فهو ملاذنا الذي به نحتمي به من عاديات الدهور.. وصروف المحن.. فسلام على الحسين يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حياً.. ذلك هو الامام الحسين ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .