بالتعاون مع الجمعية العراقية للصحة والسلامة المهنية العتبة العباسية المقدسة تقيم دورة لإعداد المدربين في مجــال الصحة والسـلامة المهنية
30-12-2018
احمد الخالدي
قطعت العتبة العباسية المقدسة أشواطا طويلة في مجال المشاريع العمرانية والاستثمارية، ولا يخفى على المتتبع حجم الاعمال التي تنفذها الاقسام الهندسية التابعة للعتبة المقدسة. كما اولت العتبة المقدسة اهتماما بجانب الصحة والسلامة المهنية؛ نظرا للحاجة الملحة التي ترافق هذه المشاريع، لذا جاءت دورة اعداد المدربين في مجال الصحة والسلامة المهنية، والتي يقيمها قسم التخطيط والتنمية البشرية التابع للعتبة العباسية المقدسة، لتنشر ثقافة السلامة المهنية، ولتوفر الحاجة الى مثل هذا التخصص في المشاريع التي تقيمها العتبة المقدسة، فضلاً عن اشراك عدد من منتسبي العتبات المقدسة الاخرى.
ولغرض معرفة تفاصيل اكثر عن هذه الدورة، التقت صدى الروضتين بالأستاذ (زمان فرج جاسم) مسؤول شعبة التنمية الصحية والتدريب الوقائي في قسم التخطيط والتنمية البشرية في العتبة العباسية المقدسة، فحدثنا قائلاً:
في البداية كان البرنامج يهدف الى تدريب مجموعة مختارة من قسم التخطيط والتنمية البشرية وبعض المهندسين الموجودين في العتبة العباسية المقدسة، ولكن بعد ان رفعنا الطلب الى الامين العام العام للعتبة المقدسة سماحة السيد الصافي (دام عزه) ارتأى ان يكون التدريب لبقية العتبات ايضا، لتعم الفائدة لجميع العتبات المقدسة الاخرى، لذلك تم ارسال دعوة مشاركة الى العتبة الحسينية المقدسة، والعتبة العلوية المقدسة، والعتبة الكاظمية المقدسة، لتختار كل من هذه العتبات المقدسة اثنين من المهندسين الذين تتوفر فيهم مواصفات خاصة، اهمها ان يكون لديه القدرة على القاء محاضرة، وايصال المعلومات الى الاخرين.
بدأت هذه الدورة يوم الاثنين (18/8) واستمرت لمدة (11) يوما بواقع اربع ساعات تدريبية لكل يوم. عدد المتدربين في الدورة (17) متدربا. اما اهم المفردات التي تتناولها الدورة فهي (مقدمة في السلامة المهنية, حوادث واصابات العمل, تقييم المخاطر, المناطق المحصورة, عزل الطاقة والوقاية من الحريق, والعمل على ارتفاعات عالية, معدات الوقاية الشخصية، والابلاغ عن الحوادث واعداد التقارير وغيرها...).
وقد خضع جميع المتدربين الى اختبارات تحريرية، بالاضافة الى تقييم اداء في إلقاء المحاضرات. كما تم تزويد المشارك بعد نهاية الدورة بشهادة مشاركة باللغتين العربية والانكليزية، صادرة من الجمعية العراقية للصحة والسلامة المهنية، بالاضافة الى شهادة صادرة من قسم التخطيط والتنمية البشرية.
وعن نوع المادة العلمية التي تضمنتها الدورة، حدثتنا الدكتورة (رفاه جميل احمد) عضو جمعية الصحة والسلامة المهنية، ومحاضرة في دورة السلامة المهنية قائلة:
ان ثقافة السلامة هي حاجة اساسية في المجتمع، ابتداء من العائلة الى الشارع الى مواقع العمل المتنوعة، وكل هذه المواقع هي مصادر للخطر، ولا بد من وجود ثقافة سلامة يتعلمها العاملون في هذه المواقع، ومن ثم يعلمونها الى زملائهم في العمل، وهذه الدورة هي لتدريب المدربين على قواعد السلامة المهنية، وهؤلاء المشتركون في هذه الدورة سيكونون مدربين في مجال السلامة بالنسبة للاقسام الهندسية والمشاريع او بالنسبة للجهات الاخرى التابعة للعتبة العباسية المقدسة، وسينقل هؤلاء المدربون ثقافة السلامة المهنية، وكل المعلومات المتعلقة بها الى العاملين في المشاريع التابعة للعتبة العباسية المقدسة بالنسبة لمنتسبيها وللعتبات المقدسة الاخرى من خلال بعض المشتركين من هذه العتبات المقدسة، وسيكون المتخرج من هذه الدورة مدربا على قواعد السلامة المهنية، وبإمكانه نقل هذه المعلومات الى اي مكان يحتاجها، حيث يتدرب المشترك في هذه الدورة على كيفية اكتشاف مصدر الخطر وتشخيصه وتقييمه ومن ثم على كيفية ازالة هذا الخطر او تقليله، وهذه المسؤولية ستقع على عاتق هؤلاء المدربين؛ لأنهم تعلموا هذه الاساليب وعلموها الى غيرهم، وهذه هي فلسفة هذه الدورة.
ونحن نقوم بإعطاء هذه الدورات الى العاملين في القطاعين الحكومي والخاص، وهناك طلب كبير على مثل هذه الدورات؛ لأن هناك مفاهيم جديدة ومتطلبات جديدة ظهرت في العصر الحديث حيث اصبحت ثقافة السلامة المهنية عنصرا اساسيا في تنفيذ المشاريع، وذلك تابع لتطور فهم الواقع على عكس ما كان في السابق.
وحيث اننا اليوم انفتحنا على الشركات الاجنبية، وانتقلت الينا التكنلوجيا، رأينا ان هذه الثقافة اصبحت حاجة لتعلقها بحياة البشر، فحياة العامل الذي يعمل في المشاريع ومواقع العمل المختلفة غالية، ولا بد من المحافظة عليها، فضلاً عن كون هذا العامل قد تدرب على نوع من العمل، وحصل على خبرة معينة في المجال الذي يعمل فيه، وليس من السهل خسارته وتعويض الخسارة التي تلحق بالمشروع ككل اذا اصيب بعوق او فقد حياته؛ لأن تعرضه لأي حادث سيؤثر على مسار العمل.
اضافة الى ان ثقافة السلامة المهنية لابد ان تكون من ضمن الثقافة العامة التي قد تحتاجها في بيتك او في الشارع او في اي مكان اخر، ولابد من توصيلها الى الاخرين لكي يستفيدوا منها.
كذلك التقت صدى الروضتين ببعض المتدربين لتتعرف على انطباعاتهم حول الدورة، ومدى استفادتهم منها، فكانت هذه اللقاءات:
المتدرب المهندس (حسن عبد الصاحب مهدي) من قسم الشؤون الهندسية في العتبة الكاظمية المقدسة:
جاءت الدعوة للاشتراك بدورة الصحة والسلامة المهنية موجهة الى العتبة الكاظمية المقدسة من قبل الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، لترشيح اثنين من المهندسين للاشتراك بهذه الدورة، وهدف الدورة هو اعداد مدربين في الصحة والسلامة المهنية، فتم ترشيحي وزميلي المهندس محمد علي من قبل الامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة.
اقيمت هذه الدورة بالتعاون مع الجمعية العراقية للصحة والسلامة المهنية، وتضمنت جوانب نظرية تمثلت بالمحاضرات التي القاها علينا بعض الاساتذة في هذا المجال، وهناك جوانب عملية ميدانية حيث زرنا مركز ترميم المخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة، وتعرفنا على اجراءات الحفاظ على المخطوطات والمراحل التي يمر بها المخطوط بدءا من فحصه احيائيا، مرورا بترميمه، فضلا عن اجراءات السلامة التي يمكن اتخاذها بالنظر الى ان هذه العمليات تتطلب استخدام المواد الكيمياوية، وهناك تأثيرات بايلوجية.
وستكون لدينا زيارة ميدانية اخرى الى موقع عمل مستشفى الكفيل التابع للعتبة العباسية المقدسة، لنتعرف كذلك على اجراءات السلامة المعمول بها في الموقع, وبانتهاء هذه الدورة ومحاضراتها النظرية والعملية سنكون مدربين مجازين على اجراءات الصحة والسلامة المهنية.
المتدرب المهندس (رعد ابراهيم) من قسم تنفيذ المشاريع في العتبة العلوية المقدسة:
ان موضوع الصحة والسلامة المهنية موضوع حساس ومهم في كل دائرة ومؤسسة؛ لأن كل مشروع فيه مخاطر بشكل او باخر، وبعض هذه المشاكل يوجد لها حلول والبعض الاخر قد لا تنتبه لها، الا اذا تعرضت لها، فتترك هدفك الاساس وهو تنفيذ المشروع وتبدأ بحل المشكلة او المشكلات التي تصادفك خلال العمل.
لذا، فموضوع الصحة والسلامة المهنية يجب ان يفعل في كل مجالات العمل؛ لأن مثل هذه المشاكل قد تؤخر انجاز العمل، وقد تلحق السمعة السيئة بالمشروع، فإذا كان القائم على العمل غير مهتم بإجراءات السلامة المهنية، قد يحسب مقاولاً فاشلاً او مهندساً فاشلاً، وقد يخسر المهندس او المقاول اعماله بسبب عدم اهتمامه بهذا الجانب. اما بالنسبة للدورة التي تم اشراكنا فيها، فهي غنية بالمادة العلمية، حيث توزعت على مجموعة مباحث وفصول منها: كيفية كتابة اجراءات الطوارئ، وكيفية تسلسل هذه الاجراءات حسب تعلقها باجزاء المشروع, وكذلك كيفية الابلاغ عن المشكلة...
ومع الاسف، نحن نفتقد ثقافة الابلاغ عن المشكلات، ونعتبرها حالة سلبية، بينما هي حالة ايجابية؛ لأن المسؤول عن العمل حين يبلغ عن حالة، فهو يوثقها ويصنفها لغرض اتخاذ اجراء السلامة المناسب لها، حتى لا تتكرر تلك الحالة.
وكذلك نحن نعتبر العامل طاقة، ويجب ان نحافظ عليها لنستفيد منها, لذا لابد من اتخاذ اجراءات لكي نبقي على هذا الكيان بكامل طاقته, وهذا ينقسم الى جانبين مهمين: الاول يتعلق بالجانب العضلي للعامل، والجانب الثاني يتعلق بالجانب النفسي، اذ من المهم ان يشعر العامل بأهميته وقيمته من خلال ما يخصص له من خدمات على الجانب الشخصي, لذا فأن مثل هذه الدورات التي تتعلق بالصحة والسلامة المهنية مهمة لكل مدير مؤسسة او مشروع، لا بل حتى على مستوى العائلة يجب ان يكون لدينا ثقافة صحية.
وقد وجدنا ان الشباب في قسم التخطيط والتنمية البشرية قد بادروا بفكرة اوسع من وجود مسؤول عن السلامة المهنية في اقسام المشاريع، اذ اوجدوا شعبة لقيادة هذه العملية، وكان عملهم على شقين: الاول هو التدريب على اجراءات السلامة المهنية، والشق الثاني هو الاشراف الميداني على اغلب مواقع العمل التابعة للعتبة المقدسة، حيث تم تخصيص (فولدر) لكل مشروع تابع للعتبة المقدسة، مع ادراج اجراءات السلامة الخاصة بهذا المشروع، وبعد ذلك يرفعون توصياتهم للامين العام للعتبة المقدسة.
المتدرب (محمد علي عبد الكريم) شعبة التنمية الصحية في قسم التخطيط والتنمية البشرية في العتبة العباسية المقدسة:
اقيمت هذه الدورة لغرض نشر ثقافة الصحة والسلامة المهنية، وكانت الدورة جيدة جيدة من ناحية المحاضرين الذين القوا محاضراتهم ضمن هذه الدورة، ومن ناحية المادة العلمية الرصينة.
تضمنت الدورة جوانب نظرية متمثلة بالمحاضرات، وجوانب عملية متمثلة بالزيارة الميدانية لبعض مواقع العمل التابعة للعتبة العباسية المقدسة، حيث زرنا مركز ترميم المخطوطات، وموقع مستشفى الكفيل التابعين للعتبة المقدسة، وتابعنا ميدانيا الجوانب الايجابية والسلبية، حيث يتضمن كلا الموقعين مخاطر من نوع معين، تقابلها اجراءات سلامة تناسب نوع العمل.
اما هدفنا كمنتسبين في قسم التخطيط والتنمية البشرية فهو تدريب اكبر عدد من المنتسبين ممن يعملون في اقسام المشاريع والصيانة التابعة للعتبة المقدسة؛ كي نضمن ان في كل مشروع من المشاريع هناك منتسب مختص بموضوع الصحة والسلامة المهنية، وبالتالي سوف نقلل من الخسائر البشرية والمادية، اضافة الى المحافظة على عنصري الوقت والخبرة، وكذلك للمحافظة على الروح المعنوية للعاملين.
وقد اشترك في هذه الدورة من منتسبي العتبة المقدسة اكثر من عشرة منتسبين من بينهم خمسة من قسم التنمية البشرية، سيكونون مستقبلاً مدربين على اجراءات الصحة والسلامة المهنية، وسيكون هناك دورات في هذا الجانب في المستقبل القريب لزيادة عدد المدربين المختصين في هذا المجال.
ونطمح ان يكون في كل قسم من اقسام العتبة المقدسة ما لا يقل عن ثلاثة منتسبين مدربين على اجراءات السلامة المهنية... علما أن المتدرب في هذه الدورة سيمنح شهادة من الجمعية العراقية للصحة والسلامة المهنية، وكذلك شهادة في نفس الموضوع من قسم التخطيط والتنمية البشرية التابع للعتبة المقدسة.