وفد العتبة العباسية المقدسة يحضر زفاف المجاهد الشهيد عامر القريشي
30-12-2018
سجاد طال الحلو
وفد العتبة العباسية المقدسة
يحضر زفاف المجاهد الشهيد عامر القريشي
في مدينة النعمانية
ساروا في مضمار الحق على طريق سيد الشهداء عليه السلام غير آبهين بدواعش العصر وإجرامهم الوحشي, فهم صدقوا ما عاهدوا الله (جل وعلا) عليه من اجل اعلاء كلمة الحق ودحض كلمة الباطل, ليقضوا نحبهم تاركين وراءهم كل عزيز.. جنود الله في ميدان العز والشرف سقوا ارض العراق بدمائهم الطاهرة, لتشهد الآونة الاخيرة زفاف كوكبة من مقاتلي فرقة العباس القتالية الابطال الى جنات الخلد والنعيم بجوار سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين، كان آخرهم الشهيد السعيد عامر عودة القريشي.
توجه وفد العتبة العباسية المقدسة من اجل مواساة ذوي الشهيد وحضور مراسيم الفاتحة على روحه الطاهرة، وتقديم بعض الهدايا المعنوية والمادية لهم, فبدمائهم نسير على ارض الوطن الحبيب، ومن جملة الوفد المتوجه الى اهالي النعمانية في محافظة الكوت الابطال معاون رئيس قسم العلاقات الحاج قاسم العواد الذي بدأ حديثه بذكر الآية الكريمة قائلاً:
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً), لقد عاد الطف الحسيني من جديد وعاد النداء: أين احفاد حبيب وزهير فنادوا: لبيبك لبيك مولاي، وارخصوا المناحر في سبيل اعلاء كلمة الحق وحفظ الوطن والذود عن حياضه.
وقد حضرنا اليوم في مدينة النعمانية التي روت بدمائها الزكية ارض الوطن على مر السنين, وجئنا من اجل تقديم التهاني قبل التعازي الى عائلة الشهيد البطل ابي باقر الذي أبى إلا أن يكون في ركب الشهداء ويطرز اسمه في سجل حبيب بن مظاهر, ونأمل أن يكون لنا شفيع يوم القيامة.. وأسأل الله تعالى أن يرزقنا كما رزق الشهيد عامر القريشي.
الشيخ عامر القريشي ممثل فرقة العباس القتالية في مدينة النعمانية حدثنا قائلاً:
وفقنا الله (جل وعلا) في بداية صدور فتوى الوجوب الكفائي المقدس من مرجعية النجف الاشرف المباركة أن نتشرف ونرتبط بفرقة العباس القتالية، وقمنا برفع اسماء المجاهدين الابطال من مدينة النعمانية من اجل الذود عن الارض والعرض والمقدسات، وكان على رأسهم الأخ الشهيد أبو باقر الذي لبى نداء المرجعية العليا والتحق بركب المولى أبي الأحرار عليه السلام فهنيئاً له, كما ارحب بقدوم وفد العتبة العباسية المقدسة.
العز والتفاخر بدا واضحاً على محيا والد الشهيد الحاج عودة حمزة فلاح القريشي فحدثنا قائلاً:
وصلني خبر استشهاد ولدي عامر وأنا صائم، فحمدت الله (جل وعلا) على هذه النعمة الكبيرة التي حظينا بها والوسام العظيم الذي وسمنا به, فهو فداء للدين والوطن والمرجعية الدينية.. وأسال الله العلي القدير أن يجعله شفيعاً لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم, ولن نقف مكتوفي الايدي فأخوته الاربعة مشروع استشهاد من اجل تطهير ارض العراق الحبيب من دنس الارهابيين الجبناء ما دام فينا دم يسري وعرق ينبض.. ونسأل من الله (جل وعلا) أن يطيل بعمر سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله) فهو خيمة على رؤوس كل العراقيين.
وفي لقاء آخر مع النقيب عباس هاشم مساعد آمر لواء الكفيل في فرقة العباس القتالية بيّن موضحاً:
بإيعاز من فضيلة الشيخ ميثم الزيدي، وبدعم واسناد كبير من القوات العراقية والحشد الشعبي المتواجد على مشارف قرية البشير, قمنا بتشكيل فريق عمل بسرعة كبيرة من اجل تحرير القرية من دنس الارهابيين وتوجه ابطال الفرقة وعددهم (33 مجاهدا), وبعد مقارعة الدواعش الجبناء تم تحرير قرية البشير بالكامل, حيث قدمت الفرقة بعض الجرحى والشهيد عامر القريشي احد ابطال لواء الكفيل في فرقة العباس القتالية من مدينة النعمانية مدينة السيد قاسم شبر, ولن تقف صولات الفرقة المباركة، وذلك من اجل تحرير كل شبر من ارض الوطن الغالي، والذود عن الاعراض والمقدسات.
ولقاؤنا الأخير مع اخ الشهيد المحامي عباس عودة القريشي فتحدث قائلاً:
لا تعزونا بفقد الشهيد بل هنئونا بهذا العرس الكبير، فقد فاز اخي في الدنيا والاخرة والذي طالما كان خادما بمواكب عزاء سيد الشهداء عليه السلام ليلتحق بعد صدور فتوى الوجوب الكفائي المقدس وينضم الى ركب الابطال المجاهدين في فرقة العباس القتالية.
كان يردد دائما بدعائه الى الله (جل وعلا) طالبا منه الشهادة وها قد رزق بها ونال هذا الشرف العظيم والرفعة, فلا شك ولا ريب بأن للحياة نهاية وما اجمل النهاية اذا كانت في مضمار الشهادة، طريق الصراط المستقيم.
سمعت بخبر استشهاده المبارك وأنا في لبنان حينها راودني شعور الفرح والحزن, فرحت لأنه سعى لشيء وقد ناله, بينما حزني كان على فراقه الاليم.. وأسأل الله العلي القدير ان يتقبل منا هذا القربان في سبيل الدين والوطن والمرجعية المباركة.