اثنا عشر مليون زائر يحيون مراسيم زيارة الإمامين الجوادين عليهما السلام
30-12-2018
حيدر داوود
اثنا عشر مليون زائر يحيون مراسيم زيارة الإمامين الجوادين عليهما السلام
في الخامس والعشرين من رجب وجهود
استثنائية من خدام العتبة العباسية المقدسة
تتجه حشود الزائرين من محبي أهل البيت عليهم السلام صوب أضرحة الأئمة الأطهار، متحدين كل العقبات، مع ما يواجه بلدنا العزيز من تحديات أمنية.. فعند جنة الجوادين، نزلت قلوب العاشقين متضرعة الى الله سبحانه وتعالى، طالبة مرادها من باب الحوائج الإمام موسى بن جعفر في عليه السلام في ذكرى استشهاده، من جهة أخرى حيث تكاتفت جهود العتبة العباسية المقدسة من أجل تغطية كل متطلبات هذه الزيارة المليونية.
فقد سعت العتبة العباسية المقدسة لتقديم أفضل الخدمات لزائري المراقد المقدسة، وتشمل هذه الخدمات كل ما يتعلق براحة الزائر أثناء أدائه مراسيم الزيارة في المراقد المقدسة، فقد حرصت العتبة العباسية المقدسة على أن لا تدخر أي جهد في هذا المجال، فكانت لها بصمة واضحة في الخطة الخدمية الخاصة بذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام في الخامس والعشرين من شهر رجب الاصب.
وعي الهوية وفطنة الانتماء:
صدى الروضتين التقت بالسيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي فتحدث قائلا:
إن الزيارة مظهر حضاري وأخلاقي سام يتحتم على الجميع أن يتوجه إلى مغازه وجانبه الدقيق ليستفيد الجميع من هذه المواسم الإيمانية، ونرتقي بإنسانيتنا وبأخلاقنا إلى مستوى سيدي ومولاي كاظم الغيظ عليه السلام الذي نزوره، وعندما يقصد الناس إلى باب الحوائج موسى بن جعفر عليه السلام في ذكرى استشهاده لا بد للسائرين إلى حضرته أن يستذكروا حياة هذا الإمام المسموم المعصوم، ويرتشفوا من منهل سيرته العطرة.
موضحاً هذه الحركة البشرية تلقائية غير موجهة ببرامج حكومية ولا سياسية ولا حزبية، وإنما الناس توافدوا بشكل طوعي شوقاً واحتراماً وحباً، وأن هذه الزيارة تختلف عن غيرها؛ لأن أجواءها تسودها المحبة والخدمة التي تقدم للملايين، وهذا الأمر لا نجده في الاجتماعات البشرية المماثلة لأي مناسبة أخرى في الأرض.. لذا علينا أن نستغلها جميعاً لنرتفع برسالتنا وننهض بمستوى أخلاقنا إلى مستوى التعايش والاحترام المتبادل وما تدفق هذه الحشود الزائرة إلا دليل على أن أبناء شعبنا الكريم أناس يقودهم وعي الهوية وفطنة الانتماء لآل بيت النبوة التي يجتمع على وجوبها كل المسلمين، وهناك محاولات بائسة وفاشلة أراد من خلالها الإرهاب أن يزعزع ثقة الزائرين إلا أنها زادتهم شجاعة وإصرارا وتصميماً على المضي قدماً نحو إتمام الزيارة المباركة للإمامين الجوادين عليهما السلام .
(12 مليون زائر) (200 إعلامي) (46 محطة فضائية):
ذكر الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د. جمال الدباغ خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب انتهاء مراسيم الزيارة قائلاً:
تمت مراسيم الحزن والعزاء في هذا اليوم الأليم، ومما تميزت به الزيارة في هذه السنة هو التزايد الملحوظ في أعداد الزائرين، فقد بلغ عدد الزائرين هذا العام ما يقارب اثني عشر مليون زائر من بينهم (25) الف زائر من خارج العراق، وكان حساب أعداد الزائرين قبل أيّام الزيارة لحين بلوغ يوم الذروة ظهر هذا اليوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر رجب 1437هـ الموافق (3 آيار 2016م).
أما بالنسبة للإعلاميين، فقد بلغ عدد الإعلاميين المتواجدين داخل العتبة الكاظمية المقدسة خلال أيام الزيارة (200) إعلامي، وبلغت عدد المحطات الفضائية التي شاركت في بث مراسيم الزيارة والعزاء بلغت (46) محطة فضائية، وكانت التغطية في ثلاث قارات هي: (آسيا، وأوربا، وأفريقيا)، وعدد سيارات النقل المباشر التي تواجدت في مدينة الكاظمية المقدسة (25) سيارة.
وقد أثنى على الجهود الكبيرة والمضنية التي بذلتها القوات الأمنية التي عملت على حماية الزائرين وتيسير وصولهم سواء من داخل محافظة بغداد أو خارجها، وكذلك خدمة العتبة الكاظمية المقدسة خصوصا والعتبات المطهرة والمزارات الشريفة فضلا عن ديوان الوقف الشيعي بدوائره ومؤسساته المختلفة، وكذلك فرق المتطوعين الذين قدموا لخدمة الزائرين وحتى أن بعضهم قدم من المحافظات الجنوبية البعيدة ليشاركوا معنا بتقديم الخدمة للزائرين الكرام.
مضيفاً في خارج العتبة المقدسة كان هنالك الجهد الكبير والمميز للأجهزة الأمنية فضلا عن مؤسسات الدولة الأخرى والتي هي من الكثرة التي يصعب تعدادها بدقة، إذ لدينا خدمات الصحة والكهرباء وأمانة بغداد ووزارتي النقل والتجارة والقائمة تطول بالمؤسسات التي بذلت جهودا مضنية منذ أيام كثيرة؛ استعداداً للزيارة وتقديم الخدمات للزائرين، مؤكداً: إن هذا كله لم يكن ليحصل لولا الوقفة الشجاعة من قبل القوات الأمنية والدفاع المقدس في جبهات القتال، ونحن مدينون لهم لسلامة هذه الزيارة.
أما عن المعوقات التي رافقت الزيارة وضح قائلاً:
إن الزيارة ليست جديدة، فالزيارات المليونية أصبحت سمة بارزة للمناسبات الدينية للعتبات المقدسة في أنحاء محافظات العراق المختلفة والخبرات تتراكم سنة بعد أخرى وتوظف في سبيل خدمة الزائرين، فالحمد لله تعالى لم تكن هنالك مشاكل تذكر في هذه الزيارة.
إمضاء انتمائنا:
جهد كبير ومبارك ملحوظ من أغلب أقسامها وشعبها ووحداتها لإنجاح الزيارة المليونية للإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام من خلال المساهمة الفاعلة والعمل المتواصل للعتبة العباسية المقدسة خلال مراسيم الزيارة المباركة، حيث توزعت هذه الجهود على عدة جوانب منها: الجانب الخدمي من خلال تهيئة أسطول من عجلات نقل الزائرين، بالإضافة إلى القيام بأعمال تنظيف وغسل الشوارع المحيطة بالعتبة المقدسة، كما عملت الكوادر على تقديم الطعام والماء للزائرين الكرام وغيرها من الخدمات.
فقد بين رئيس قسم الشؤون الخدمية في العتبة العباسية المقدسة الحاج خليل هنون لصدى الروضتين أن زيارة سيدي ومولاي موسى بن جعفرعليه السلام تأتي من حيث الأهمية ومن حيث زخم الوافدين على الزيارة بعد زيارة الأربعين وعاشوراء، ممّا حدا بالعتبة العبّاسية المقدّسة أن تقدّم في هذه الزيارة ما تقدمه في الزيارة الأربعينية.
وقد توزعت الخدمات على عدّة جوانب، فبدءاً قمنا بجلب سيارات لنقل الزائرين التي بلغت 40 عجلة قسّمت على محاور مدينة الكاظمية من أجل نقل جميع الزائرين الذين يتوافدون إلى العتبة المقدّسة وإيصالهم إلى مناطق القطع، حيث تكفلت العتبة العباسية المقدسة بذلك بالتعاون مع بقية العتبات المقدسة، بالإضافة إلى المساهمة الكبيرة للعتبة العبّاسية في جانب النظافة، فقد قمنا ولله الحمد بالتعاون مع العتبة الكاظمية المقدّسة ومركز الكاظمية ومسجد آل ياسين بتوزيع خمس عجلات نوع (كابسات) للنفايات مع أكياس النفايات وتوزيع منتسبينا مع متطوعي مدينة الكاظمية لتنظيف الشوارع المحيطة بالعتبة المقدّسة ورفع النفايات منها أثناء أداء المؤمنين للزيارة وبعدها، حيث قمنا بالإضافة إلى ذلك بتوفير حاويات لغسل الشوارع المحيطة بالعتبة المقدسة إضافة إلى تلك الخدمات فقد قمنا بفرش (الكاربت) الجديد لأداء الصلاة الموحدة بالتعاون مع طلبة الحوزة العلمية، ومبيت الزائرين في الأماكن القريبة من العتبة المقدسة.
مضيفاً: فيما يخص مأكل ومشرب الزائرين، فقد قمنا بجلب سبع شاحنات محملة بمادة الثلج إضافة الى شاحنتين محملة بمياه (ro) من شركة الكفيل، وتم توزيع بحدود ثلاثمائة ألف قدح ماء على المدخلين الرئيسيّين في مدينة الكاظمية، بالإضافة إلى توزيع حافظات الماء (الترامس) على المواكب القريبة من العتبة المقدسة، إضافة إلى رفد العتبة الكاظمية المقدسة بمنتسبي حفظ النظام الذين تم توزيعهم على جميع الأبواب والمداخل المحيطة بها بالإضافة إلى منتسبي رعاية الحرم الذين عملوا على تنظيف وتعطير الصحن الشريف، كما قدم مضيف العتبة العبّاسية خدمات جليلة في هذه الزيارة منها قيام فرن الصمون المتحرك بتوزيع مئات الآلف من الصمون مع شاورما اللحم والدجاج.
كذلك قمنا بالتعاون مع قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة بتوعية الزائرين من خلال طبع عشرة آلاف نسخة من كتيب عن حياة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، حيث وزعت بالتنسيق مع طلبة الحوزة العلمية الذين عملوا على توزيعها بين الزائرين، لذلك نستطيع أن نقول: إن أغلب أقسام العتبة العباسية المقدسة تقريباً قد ساهمت في هذه الزيارة المليونية وما هي إلا إمضاء لانتمائنا لسيد الجود والكرم قمر العشيرة أبي الفضل العباس عليه السلام في خدمة الزائرين.
جهود مباركة:
الزائر محمد غني من كربلاء المقدسة تحدث لصدى الروضتين قائلاً:
هذه الزيارات المليونية المباركة لعتبات أهل البيت عليهم السلام قد تلألأ نورها من الأرض إلى السماء، وأصبحت نوراً وهاجاً يضيء الدرب لكل الأجيال، وهذه الحشود المليونية التي تأتي من كل فج عميق من داخل العراق ومن خارجه ما هي إلا مسيرات تأييد وتضامن تؤكد دوماً على الولاء لأهل البيت عليهم السلام ولم يختلف المنظر عما شاهدناه في زيارة الأربعين الخالدة، فالخدمات الكبيرة التي تقدم للزائرين والجهود المباركة من قبل العتبات المقدسة لاسيما العتبة العباسية المقدسة لا ينقصها شيء فمن مأكل ومشرب ومبيت وأماكن للراحة وسيارات نقل الزائرين التي أينما ذهبت وجدتها حقاً إنها مميزة وعلى أعلى المستويات.
شكراً للعتبات المقدسة:
الزائرة أم حسن من أهالي محافظة بغداد تحدثت لجريدة صدى الروضتين:
نشكر العتبة العباسية المقدسة وباقي العتبات المطهرة على هذه الجهود الكبيرة التي يقدمونها من أجل خدمة الزائرين القاصدين الى الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ونحن قادمون إلى هذه الزيارة المباركة لم نجد إلا الخدمة الجيدة من طعام وأماكن للراحة، فضلاً عن وسائل النقل التي شاهدناها بشكل كبير خصوصاً المركبات الخاصة بالعتبة العباسية المقدسة.. نسأل الله تعالى أن يحفظ خدمة العتبات المقدسة وأن يوفقهم لهذه الخدمة المباركة.