نشاطات

30-12-2018
احمد صالح
بخطوات متسارعة وجهود كبيرة يستمر قسم الشؤون الخدمية في العتبة العباسية المقدسة بمشروع تشجير شوارع مدينة كربلاء المقدسة
العمل والمثابرة من أهم ما يدعو اليه الدين الاسلامي الحنيف، فهو جانب يهذب النفس الانسانية، ويجعلها بمنأى عن التذلل لغير الله سبحانه وتعالى، وكسب الرزق الحلال بالعمل والجهد، فيجب على كل شخص أن يتبع هذا النهج الأمثل في حفظ كرامة النفس الانسانية، فالعمل الدؤوب والجهود الكبيرة التي يبذلها منتسبو قسم الشؤون الخدمية في العتبة العباسية المقدسة خير دليل على هذه الخصلة الحميدة التي أكد عليها الدين الإسلامي، فشعبة الزراعة التابعة لقسم الشؤون الخدمية في العتبة المقدسة بكوادرها العراقية التي اتخذت من عزيمة المولى أبي الفضل العباس عليه السلام نهجاً وسبيلاً نحو النجاح والتقدم من خلال تقديم النشاطات المختلفة التي تظهر مدينة كربلاء المقدسة بأبهى صورها الجمالية.
الطبيعة المدنية التي تمتزج بالقدسية الخاصة بمدينة كربلاء المقدسة، يجعلها تنفرد بخصوصية دون غيرها من المدن، فالطابع المدني له عدّة مقومات من أهمها الشوارع، وما يتخللها من الأمور التي تعتبر زينة تضفي الى اجواء المدينة مسحة من الجمالية الخلابة، وكذلك التزين بالحلل الفنية التي لها دور بارز في ارتقاء الواقع المدني؛ وذلك باتخاذ مجموعة من السبل المتبعة أبرزها التوسع في زيادة المساحات الخضراء المتمثلة بالأشجار الدائمة الخضرة والإزهار ذات الألوان الزاهية والرائحة الزكية التي تبعث في النفس الانسانية الراحة والطمأنينة، ومن جانب آخر تلطيف الجو وتنقيته، والسيطرة على التوازن البيئي والاعتدال الحراري، فمدينة كربلاء المقدسة شهدت حملات مباركة، وجهوداً فاعلة مكللة بالعزة من قبل ثلة خيّرة تنتمي الى قسم الشؤون الخدمية التابع للعتبة العباسية المقدسة التي بما تمتلك أقساما مختلفة الاختصاصات، وشعبا ووحدات تعمل ليلاً ونهاراً من أجل خدمة الزائرين، فأعمال منها ما تختص بالجوانب الهندسية، وأخرى تحرص على أمن الزائرين، وكذلك سواعد تقدم الخدمات المختلفة: كالتنظيف، وحفظ حاجيات الزائرين، وكذلك أحد الجوانب هو الاهتمام بالجانب الجمالي للمدينة وهو أمر بالغ الأهمية، فشعبة الزراعة ومن خلال كوادرها العاملة حرصت على اظهار مدينة كربلاء المقدسة متشحة بجمال اشجار الزينة التي تعطي النفس الانسانية الطمأنينة والراحة؛ كونها المتنفس الذي يلجأ اليه المواطن. نشاطات كثيرة تهدف من خلالها العتبة المطهرة الى النهوض بالواقع الجمالي، بما يتلاءم ومكانة هذه المدينة المقدسة وتطوراتها في السنوات الأخيرة بكل مفاصل الحياة المدنية من خلال الكوادر والاختصاصات المختلفة التابعة لها، والتي أصبحت العنوان الأبرز لكربلاء العزة والشموخ.
ونظراً لما تشهده المدينة المقدسة من حشود مليونية تؤمّها من مختلف أصقاع العالم، دأبت العتبة المطهرة على ان تكون الشوارع المطّلة على انظار زائري المدينة المقدسة تملؤها المساحات الخضراء، لينعكس بالإيجاب على النهضة التنموية التي تشهدها هذه الرقعة المباركة، فقد قام قسم الشؤون الخدمية بإطلاق مشروع تشجير مدينة كربلاء المقدسة، لتكون ذات جمالية تسر الناظرين.
ومن أجل الوقوف على أهم المراحل التي وصل اليها هذا المشروع، صدى الروضتين التقت بالحاج (خليل مهدي هنون) رئيس قسم الشؤون الخدمية في العتبة العباسية المقدسة، ليتحدث قائلا:
يواصل مشتل العتبة العباسية المقدسة التابع لقسم الشؤون الخدمية فيها بمشروع تشجير محافظة كربلاء المقدسة والذي يهدف الى زيادة المساحات الخضراء للمدينة، وبطرائق فنية جميلة، وباستخدام شتلات ونباتات ذات ميزات تتلاءم والظروف الجوية والتي قام مشتل العتبة العباسية المقدسة بزراعتها وتكثيرها.
شمل مشروع التشجير الطرق الرئيسية والفرعية والأزقة والأفرع، بحسب خطة تم وضعها مسبقا، ابتدأت من مركز المدينة وأحيائها صعودا الى مداخلها الرئيسية وزراعتها بأنواع من الأشجار منها (البيزيه، والاكاسايا سورانتس، والكينو كاربس، والفكس البنغالي).
وأضاف الحاج خليل قائلاً: تم الانتهاء من تشجير منطقة العباسية الشرقية والغربية والمناطق المحاذية لمنطقة (الكراج الموحد)؛ كونها من المناطق التي تشهد مروراً للزائرين، وأن هذا المشروع مستمرّ وبخطوات ثابتة من قبل الكوادر العاملة، وبعون الله ستكون مدينة كربلاء المقدسة في هذا العام مكتملة من ناحية التشجير.
مبينا: العمل على زراعة كل شجرة يتطلب جهدا كبيراً ويكون من ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: تتضمن حفر مقتربات الطرق الرئيسة والفرعية على شكل مربعات ومستطيلات ورفع المقرنص. المرحلة الثانية: يتم من خلالها زيادة عمق تلك الحفر، وإزالة العراقيل التي تواجه النبتة أثناء الزرع. والمرحلة الثالثة: تتمثل بزراعة الشتلات والأشجار دائمة الخضرة، وإحاطتها بالنباتات والأوراد الموسمية، بعد ذلك يتم وضع الأسمنت حولها... والحقيقة العمل بالمشروع يجري حسبما خطط له والحمد لله، وهذا بفضل الاخوة المنتسبين والقائمين على العمل، وبمساندة الأهالي، وأصحاب الدكاكين.
وتابع هنون قائلاً: إن ما وجده ولمسه المواطن الكربلائي والقاصد لزيارة العتبات المقدسة من جدية في هذا المشروع والذي أعطى صوره خضرية جميلة للمدينة، فضلاً عن الاهتمام ورعاية ما تم زراعتها مسبقاً؛ كون المشروع لا يتضمن زراعة وحسب، وإنما عناية من ناحية السقي والتشكيل والتقليم الفني لما تم زرعه سابقاً، إضافة لتبديل التالف منها، لمسنا الاهتمام الذي يبديه أهالي المناطق التي تمّ تشجيرها، كذلك لمسنا حالة الارتياح المرسومة على وجوه أصحاب المحلات، وهم يتسابقون لتقديم شكرهم وامتنانهم لمبادرة التشجير.
مؤكداً: هناك بعض الشوارع قمنا بزراعتها جانبين لغرض تسقيف الشارع بالأشجار، وإن شاء الله بعد سنة الى سنتين تقريبا ستكون هذه الشوارع قد ظللت بهذه الاشجار، وسيجد الزائرون الراحة عند مرورهم بهذه الطرق؛ لأن هذه الاشجار ستقيهم حر الشمس، هذا بالنسبة لأشجار (البيزيه). أما الاشجار الاخرى كـ(الاكاسيا سورانتس المصرية) قمنا بزراعة بعض الشوارع بهذه الاشجار لإضفاء الجمالية للمنطقة وزيادة المساحات الخضراء لتحسين البيئة؛ كون كربلاء منطقة مغلقة وتحتاج الى فسحة كبيرة من الاوكسجين.
ومن الجدير بالذكر أنّ العتبة العباسية المقدسة تبنّت مشروع التشجير، وتقوم بتنفيذه من قبل كوادرها العاملة حصراً، حيث أنّ أغلب الشتلات المزروعة هي من إنتاج مشتل العتبة المقدسة وهي بدورها تتكفل بسقيه.
وفي لقاء آخر كان مع (رعد مطيمش هزيران) مسؤول وحدة التشجير في مشاتل العتبة المقدسة ليتحدث قائلا:
قامت كوادر وحدة التشجير بأعمال تشجير شوارع منطقة العباسية الشرقية بما يقارب ثلاثة آلاف شجرة، حيث التمس الدعم لهذا المشروع من قبل الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، وأيضا الحافز من قبل رئيس قسم الشؤون الخدمية في العتبة المقدسة.
وأضاف قائلاً: تم زراعة مجموعة من الاشجار التي تمتاز بتحملها للظروف الجوية في فصلي الشتاء والصيف من هذه الانواع هي اشجار (الاكاسيا سورنتس، والكينو كارس، والبيزيه) اذ تعتبر هذه الانواع من اجود انواع اشجار الزينة الموجودة في مشاتل العتبة المقدسة، بالإضافة الى اشكالها التي تعطي جمالية من خلال ازهارها، وتمتاز بأنها تزهر في فصلي الخريف والربيع.
مؤكداً: العمل جار من اجل اكمال هذا المشروع الذي بادرت به العتبة المقدسة، ليكون اضافة جمالية لمدينة كربلاء المقدسة. والملاحظ أن هنالك تعاونا كبيرا من قبل الاهالي، حيث ابدوا اهتمامهم وتعاونهم بهذا المشروع، وقدموا كل التسهيلات من اجل سير هذا العمل، وان شاء الله يتم تشجير جميع شوارع المدينة المقدسة.
وعن انطباع الاهالي ورأيهم بهذه المبادرة، صدى الروضتين وفي جولتها في شوارع منطقة العباسية الشرقية، التقت ببعض الأهالي، وكان اولهم (الشيخ فاضل الخفاجي الكربلائي) من سكنة المنطقة، ليتحدث قائلا:
نبارك للجهود التي تقدمها العتبة العباسية المقدسة، وهي تسعى بكل جهودها وامكانياتها الى خدمة مدينة كربلاء المقدسة، فكثيرة هي المشاريع التي تبنتها العتبة العباسية المقدسة، والتي أخذت صيتا واسعا في الاوساط داخل مدينة كربلاء المقدسة وخارجها، ونحن نشاهد هذه الكوادر التي تعمل كخلية نحل من اجل انجاز مشروع له اهمية كبيرة؛ كونه يعكس الجانب الجمالي لمدينة كربلاء المقدسة ألا وهو تشجير الشوارع بأشجار الزينة التي حرصت مشاتل العتبة المقدسة ان تكون من اجود الانواع وأكثرها تحملا للظروف الجوية... لا يسعنا في هذا المقام إلا ان نقدم الشكر الجزيل الى القائمين على ادارة العتبة المقدسة، ونبارك لهم هذه الجهود، ونسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناتهم.
وفي لقاء آخر كان مع الأخ (ابو كرار) من سكنة المنطقة، لينقل لنا انطباعه عن هذه المبادرة فتحدث قائلا:
المبادرة التي قدمتها العتبة العباسية المقدسة بتشجير شوارع مدينة كربلاء المقدسة من المبادرات الجيدة؛ كونها سوف تجعل من شوارع المدينة مزينة بالأشجار ذات الاشكال الجميلة والتي تحمل زهورا بألوان زاهية تعطي للمنطقة رونقا وجمالية تسر الناظر، ونحن كأهالي من سكنة منطقة العباسية الشرقية نتقدم بالشكر والامتنان للكوادر العاملة في العتبة المقدسة والتي نلاحظها تعمل بجهود كبيرة دون كلل او ملل من اجل الانتهاء من هذا المشروع، وهذا ليس بالشيء الجديد على خدمة المولى ابي الفضل العباس عليه السلام ، اذ انهم يستمدون عزيمتهم وإصرارهم على انجاز العمل في فترات قياسية من عزيمة المولى أبي الفضل عليه السلام .