الإعلام بين التوجيه والتضليل
30-12-2018
إيناس محمد حسين
الإعلام بين التوجيه والتضليل
يعيش العراق وأبناء شعبه منذ فترة طويلة حرباً نفسية وإعلامية كبيرة، وخطورتها تزداد يوماً بعد يوم.. وللأسف ساعدت كل الظروف المحيطة بأوضاع العراق في نمو واتساع مخاطر هذه الحرب، حتى تكالبت علينا الأعداء، وخاصة الحرب الإعلامية المضادة لبلدنا، وهناك من القوى ما تستطيع أن تصور لك الشمس ظلاماً بما تمتلكه من أدوات وتكنلوجيا متطورة.. حتى بتنا لا نفهم أين هي الحقيقة؟ ولماذا أصبح العثور عليها في الأخبار والكتب ووسائل الاعلام صعباً لدرجة كبيرة؟
يحتاج كل مواطن أن يصنع لنفسه جهاز تحكم خاص يحدد فيه وجهته؛ ليخرج نفسه من كل النزاعات والحروب الاعلامية؛ ليدرك أين هي الحقيقة، ويجب أن يذكر نفسه أنه عراقي سواء أ كان مسلماً أو مسيحياً أو ايزيدياً أو صابئياً.. فكل هؤلاء هم أبناء الوطن الواحد، ولهم حقوقهم المتساوية مع الجميع، ولايصح أن نقسم المناطق بطوائفها، ولا المحافظات، حتى لا تتشظى الولاءات، وننغمس في صراعات لا نهاية لها.. فالتفرقة والمسميات الطائفية هي أمور دخيلة على أبناء وطننا الأصلاء الطيبين.. لكن للأسف هناك قوى تعمل على زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.. قوى كبيرة لاتتمثل فقط في شخص، أو أفراد، أو مسؤولين كبار، أو دول، أو قنوات إعلامية كبيرة، ووسائل تواصل وتخريب اجتماعي.. بل كل ذلك معاً، ونضيف لهم ضعاف النفوس الذين يروجون لهذه الأفكار، ويدعمونها لمصالح مادية، وتحزبية، وإقليمية، وطائفية.. فالموصل، والأنبار، وصلاح الدين جزء من العراق، مثلما هي البصرة، والنجف، وكربلاء.. والمتطوعون من رجال الدفاع المقدس عن الوطن، هم أبناء هذه الأرض الذين يدافعون عن العراق، فهم يمثلون العراق، ويدافعون عن أعراضهم سواء كانوا من الشيعة أو السنة.. والاعلام يفترض أن يوجه المواطنين الى ضرورة التوحد في اتخاذ القرار، وضرورة التكاتف جيشاً وشعباً قلباً وقالباً.. كلنا عراقيون نحب هذا الوطن وننتمي إليه، ونقف صفاً واحداً في حربنا ضد الارهاب.
والجيش لن يكون منتصراً إلا بوحدة أبناء شعبه، ووعيهم بأهمية هذا الدور الذي يلعبه الاعلام في التفريق بينهم، وكيف يجب التصدي له بكل شجاعة.. إن حرب الاعلام أخطر من حرب داعش.. وإذا لم تكن هناك وقفة لمواجهتها، سيزداد الوضع سوءاً – لا سمح الله - أكثر مما هو عليه الآن...!