أكاديمية الكفيل للإسعاف الحربي تحتفل بتخرج الدورة الرابعة
30-12-2018
زين العابدين ظنون
أكاديمية الكفيل للإسعاف الحربي
تحتفل بتخرج الدورة الرابعة
(مخيم الإمام علي عليه السلام )
أكاديمية الكفيل للإسعاف الحربي تعد من التشكيلات الفتية في العتبة العباسية المقدسة، ولكنها حققت انجازات كبيرة بزمن قياسي جداً، حيث حصلت على اعتراف رسمي من قبل أكاديمية الأمن الوطني الأوربي، وأصبحت معتمدة دولياً, وكذلك أقامت العديد من الدورات التدريبية للمقاتلين بمختلف صنوفهم، حتى وصلت الى الدورة الرابعة (مخيم الإمام علي عليه السلام ) والتي شارك فيها عدد من المقاتلين التابعين لقوات الشرطة الاتحادية (ضباط ومراتب) والتدخل السريع وقوات بدر.
وقد اختتمت الدورة بحفل بهيج حضره عدد من القادة العسكريين والمسؤولين المحليين، إضافة الى مجموعة من القنوات الإعلامية والوكالات الإخبارية.. واستُهِلَّ الحفلُ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة؛ ترحّماً على أرواح شهداء العراق، بعدها تمّ الاستماع للنشيد الوطنيّ العراقي، ونشيد العتبة المقدّسة (لحن الإباء), لتأتي بعد ذلك كلمة العتبة العبّاسية المقدّسة التي ألقاها بالنيابة فضيلة الشيخ داخل طعمة، وأشار فيها الى موضوع الجهاد في سبيل الله تعالى، وفضل المجاهدين، وما أعدّ الله لهم، وأضاف:
بالجهاد تُحفظ النفوس وتُصان الكرامات، وما قدّمه المقاتلون الملبّون لنداء المرجعية الدينيّة في الدفاع عن العراق ومقدّساته من تضحياتٍ، جديرٌ بأن نقف معهم ونسندهم بكلّ ما يحتاجونه، وما هذه الدورة إلّا واحدةٌ من وسائل الدعم لهؤلاء المقاتلين الأبطال، وإنّ هذه المعلومات التي تلقّاها المتدرّبون نأمل أن يكونوا قد استفادوا منها، فمن خلالها يستطيعون أن يُنقذوا إخوانهم من الجرحى وإسعافهم..
ثم أتت كلمةُ الأكاديمية التي ألقاها مشرفُها الطبّي الدكتور أسامة عبد الحسن, وقال فيها:
حاجةٌ ملحّة لإقامة مثل هكذا تشكيل، ففي الوقت الحاضر، العراق يخوض معارك الدفاع عن حرمة هذا البلد، وهناك جرحى وشهداء، ونتيجةً لهذا تمّ تشكيل هذه الأكاديميّة التي أصبحت فرعاً من الأكاديميّة الأوربية، وهذه الدورة تميّزت بتنوّع المشاركين من الشرطة الاتّحادية وفوج المغاوير والردّ السريع وفرقة العباس عليه السلام وقوّات بدر، فكانت دورةً مكثّفة بخمسة أيّام نظريّة تحت إشراف كادرٍ متخصّص.
ونحن في الأكاديميّة لدينا رغبة بتدريب أكبر عددٍ ممكن، ونطمح بأن يكون هناك اهتمامٌ أكبر في مجال الطبابة والإسعاف الفوريّ، ونأمل من جميع التشكيلات العسكرية بصورة عامة العمل على إدخال مقاتليها بهذه التدريبات التي تعمل على تقليل الخسائر..
أعقبتها كلمةُ المتخرّجين التي ألقاها نيابةً عنهم المقاتل النقيب حيدر عبد المجيد من قيادة قوّات الشرطة الاتّحادية والتي بيّن فيها:
إنّ اكتساب المهارات الطبّية وكيفيّة التعامل مع الجرحى خلال المعارك هو من المهارات المهمّة التي يجب على كلّ مقاتل أن يكون ملمّاً بها، ويجب الاهتمام بها، فأهمّيتها لا تقلّ عن المهامّ القتالية الأخرى، وإنّ عدداً كبيراً من الجرحى والشهداء كان بالإمكان أن يُسعفوا أو يُقلّل الضرر من إصابتهم، لذلك ارتأت قيادة الشرطة الاتّحادية أن تُدخل مقاتليها في هذه الدورة.
وقد تمّ رفدنا بمعلوماتٍ ذات قيمة، فقد كان أسلوب الشرح شيّقاً، وذا فائدة بشقّيه النظري والعملي، والمتخرّج من هذه الدورة يحمل صفتين: مقاتلاً ميدانيّاً ومسعفاً حربيّاً.. ليتمّ بعد ذلك عرضُ فيلمٍ صوريّ يتضمن مجموعة من صور التدريب اليومي النظري والعملي, اضافة الى التمارين الميدانية, وفيلم فيديويّ يوضح الممارسات الميدانية التي قام بها المتدربون, ثم قام مجموعة من المدربين والمتدربين بتقديم مشهد تمثيلي يخص الدورة, ويوضح كيفية اسعاف المصاب, ومراحل الاخلاء..
ليُختتم الحفل بتوزيع شهادات التخرّج على المتدرّبين، وهي شهاداتٌ معتمدةٌ دوليّاً؛ باعتبار أن أكاديمية الكفيل للإسعاف الحربي معتمدة لدى أكاديمية الأمن الوطني الأوربي، وهي أعلى أكاديمية في العالم..
صدى الروضتين تابعت الدورة، وحضرت حفل الختام, وأجرت عدداً من اللقاءات, فكانت كالآتي:
المشرف الطبي على أكاديمية الكفيل للإسعاف الحربي الدكتور أسامة عبد الحسن, تحدث قائلاً:
أقامت أكاديمية الكفيل للإسعاف الحربي هذا الحفل بمناسبة تخرج الدورة الرابعة التي تحمل اسم (مخيم الإمام علي عليه السلام ), وقد تميزت هذه الدورة باشتراك مكثف للأجهزة الأمنية من قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع، إضافة الى بعض تشكيلات الدفاع المقدس.. الغاية من إقامة هذه الدورات هي تقليل الخسائر البشرية في أرض المعركة، وإنقاذ أكبر عدد من المقاتلين الذين يتعرضون للإصابات, وان شاء الله تعالى ستبقى هذه الدورات مستمرة وفعالة لحين الاكتفاء.
المدرب الدولي في أكاديمية الكفيل للإسعاف الحربي الأستاذ أزهر ألركابي, تحدث قائلاً:
برعاية الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة تم ختام الدورة الرابعة التي استمرت لمدة خمسة أيام بواقع 12 ساعة تدريبية يوميا, ورغم عدد الساعات التدريبية الكبير ورغم قساوة التدريب كان تفاعل المتدربين أكثر من جيد مع المادة المقدمة لهم؛ لأنها بعيدة عن الكلاسيكية، ومحدثة ومعتمدة عالمياً لدى أكاديمية الأمن الوطني الأوربي.
وقد تم اختصار هذه الدورة على مدى خمسة أيام وليس عشرة؛ بسبب وجود هجوم على إحدى المناطق, والمتدربون الموجودون لديهم انذار في وحداتهم وهم مضطرون للالتحاق, وبذلك تعتبر هذه الدورة دورة ذهبية، وأتت في وقت أكثر من مناسب.. الجدير بالذكر أن عدد المتدربين بلغ 46 متدرباً بينهم ضباط برتب مختلفة (نقيب, ملازم اول, ملازم).
في الختام.. أتمنى أن يسلط الضوء بقوة على مسألة الإسعاف الحربي؛ لأنها قضية في غاية الأهمية، وتتعلق بحياة الإنسان, وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لتقديم المزيد والمضي قدما في هذا الطريق.
المدرب الدولي في أكاديمية الكفيل للإسعاف الحربي الأستاذ علي عبد الحمزة, تحدث قائلاً:
خلال هذه الدورة تم تعليم المتدربين مهارات طبية عديدة، وأهمها كيفية إيقاف النزيف الشديد، إذ إن معظم المصابين يفقدون حياتهم بسبب النزيف, وكذلك كيفية فتح مجرى الهواء التنفسي، وهي حالة مهمة أيضاً, وكل المهارات التي تم إعطاؤها للمتدربين هي مهارات آنية أولية تحافظ على حياة المصاب لحين إيصاله الى المستشفى الميداني، إذ إن أغلب الوفيات تحدث بين الساتر والمستشفى.. ونحن بفضل الله تعالى وببركة المولى أبي الفضل العباس عليه السلام سنستمر بإقامة هذه الدورات للمقاتلين وسنطور عملنا أكثر.
المتدرب المفوض عزيز سلمان من فوج القيادة الآلي – شرطة اتحادية, تحدث قائلاً:
أنا أعمل مع القوات الأمنية العراقية منذ 13 سنة, ودخلت العديد من الدورات في مجالات مختلفة, ولكن هذه الدورة تختلف جداً من ناحية المعلومات المقدمة فيها, وآلية التدريب المتبعة من قبل المدربين جيدة وجديدة.. وقد كنا متذمرين منها في بادئ الأمر؛ كونها في غير اختصاصنا، ولكن تفاعلنا معها بسرعة؛ لأنها تتعلق بإنقاذ أنفسنا وإنقاذ من حولنا.
ولذلك نتقدم بجزيل الشكر والامتنان الى القائمين على هذه الدورة والراعين لها, وكذلك الى الإخوة المدربين الذين بذلوا جهوداً كبيرة في سبيل إيصال اكبر قدر من المعلومات للمتدربين خلال أيام الدورة.