سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) يزور مدينة سامراء

30-12-2018
زين العابدين السعيدي
ممثل المرجعية الدينية العليا
سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)
يزور مدينة سامراء
ويتفقد قطعاتها العسكرية
سامراء مدينة مهمة من الناحية الجغرافية والتاريخية والتراثية، حيث تتمتع بموقع جغرافي ممتاز، وأراضٍ صالحة للزراعة، كما أنها من المدن التي تأسست قديماً، وذاع صيتها, ولا يخفى على الجميع ما تحتويه هذه المدينة من آثار كبيرة، وتراث ثر لا يستهان به، رغم أن معظمه لم ينقب لحد الآن.. وما زادها أهمية وشرفاً وعراقة وشرعية وخلود احتضانها لمرقد الإمامين المعصومين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام .
ونظراً لكل ما تتمتع به هذه المدينة من أهمية دينية وتاريخية ونسيج اجتماعي متلون، فقد اهتمت المرجعية الدينية العليا بها كثيراً, وحرصت على استتباب أمنها, ولا تزال تتابع كل مستجداتها باستمرار حتى زارها ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد احمد الصافي (دام عزه) مترئساً لوفد من العتبة العباسية المقدسة ضم عدداً من أعضاء مجلس الإدارة ورؤوساء الأقسام ومعاونيهم وعدداً من المستشارين في العتبة المقدسة.
وقد كانت المحطة الأولى للوفد في العتبة العسكرية المقدسة حيث التقى سماحته مع مدير العتبة العسكرية المقدسة سماحة الشيخ ستار المرشدي (دام عزه) وتباحثا حول الوضع الأمني والخدمي الخاص بالعتبة العسكرية المقدسة, ثم كان لقاء للسيد الصافي (دام عزه) مع قائد عمليات سامراء اللواء الركن عماد الزهيري، وقائم مقام قضاء سامراء الأستاذ محمود خلف احمد، وتم طرح كافة المعوقات والمشاكل الأمنية والخدمية التي يعاني منها القضاء خلال هذه الفترة. واستمر اللقاء حتى اتفق المجتمعون على مجموعة من النقاط التي يجب تنفيذها والاتفاق عليها مع الحكومة المركزية والقيادات الأمنية العليا, ولذلك تمت دعوة قائد طيران الجيش الفريق أول ركن حامد المالكي ودعوة السيد رحمن ممثلاً عن مجلس الوزراء، إضافة الى عدد من شيوخ ووجهاء قضاء سامراء من أجل عقد اجتماع موسع يضم كافة الأطراف ذات الشأن. وبالفعل تم عقد هذه الاجتماع، وتم التوصل الى مجموعة من الحلول التي تساهم باستتباب أمن سامراء بشكل كامل, وتصب في مصلحة أهالي المدينة بصورة عامة, وتساعد على زيادة الحركة التجارية فيها.. كل ما تقدم كان في أول يومين من الزيارة التي استمرت لمدة أربعة أيام.
أما في اليوم الثالث، فقد توجه سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) والوفد المرافق له لزيارة قطعات الدفاع المقدس المنتشرة في عموم قضاء سامراء, وأولى التشكيلات التي تمت زيارتها هي قوات الرسول صلى الله عليه واله وسلم النهرية التي تمسك مساحة شاسعة جداً من مياه نهر الفرات، حيث تمت زيارة أغلب نقاط هذه القوة بواسطة الطرادات المائية. ثم توجه الوفد الى مقر عمليات سامراء التابع الى هيئة الحشد الشعبي/ قوات بدر, والتقى سماحة السيد الصافي مع معاون قائد عمليات محور شرق دجلة والمسؤول الأمني فيه اللواء الركن وهاب المالكي (الحاج أبو غفران), ليتم بعد ذلك زيارة مقر سرايا السلام، حيث اطمأن سماحة السيد على أوضاعهم، واطلع على الوضع الأمني في المناطق التي يمسكونها في سامراء.. بعدها تمت زيارة قوة تابعة الى لواء العلقمي – فرقة العباس عليه السلام القتالية تمسك ارض في حدود سامراء باتجاه مطيبيجة, لتختتم هذه الجولة بزيارة مقر اللواء التاسع (كربلاء) في قضاء الدور. وفي جميع القطعات العسكرية التي تمت زيارتها، نقل سماحة السيد: (سلام ودعاء المرجعية الدينية العليا للمقاتلين, وذكر لهم بعض العبارات التي قالها سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) بحقهم, وأوضح لهم بأنهم أصحاب فضل كبير في هذه الفترة, وان وقفتهم مشرفة ولا يمكن أن تنسى).
وكان استقبال المقاتلين لسماحة السيد الصافي (دام عزه) والوفد المرافق له استقبالا رائعا يدل على مدى حبهم لمرجعيتهم الدينية وتمسكهم بها, وقد ألقوا أهازيج تترجم هذا الحب وهذا التمسك, وتشير الى العزيمة والقوة التي يتمتعون بها.
وفي اليوم الرابع والأخير من هذه الزيارة، تمت زيارة مرقد السيد محمد ابن الإمام علي الهادي عليه السلام , وتباحث السيد الصافي (دام عزه) مع الأمين الخاص لمرقد السيد محمد حول مراحل الإعمار في المرقد, والإجراءات الأمنية الجديدة المتخدة بعد التفجير الإرهابي الأخير..
صدى الروضتين رافقت الوفد طيلة الأيام الأربعة, وأجرت عدة لقاءات, فكانت كالآتي:
المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه), تحدث قائلاً:
من توفيقات الله تعالى أن وفقنا الى زيارة سامراء المقدسة وزيارة الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام , وكان لنا لقاء مع وجهاء هذه المدينة العزيزة, وبعض القوات الأمنية والجهات الخدمية, وجميعهم أشادوا بالوضع الأمني في سامراء, ووجدناهم على اهبة الاستعداد لكل طارئ, وقد لمسنا تطوراً كبيراً في الوضع الامني, وان نسبة الاختراق لا يعتد بها, ومع ذلك فأن الاخوة القائمين على المدينة يسعون دائماً الى المزيد من التحصينات, وأيضاً يسعون الى فتح هذه المدينة بعد ان استتب بها الأمن.
كما وفقنا (جل شأنه) لزيارة أبنائنا وإخواننا الأعزاء المجاهدين في ساحات القتال, وما لمسناه منهم هو تلك الروح القوية والمعنوية العالية.. حيث ذكر لنا احد الإخوة أن هناك بعض الواجبات تتطلب عشر نفرات فقط, ويهب أكثر من ثلاثين نفراً لتحقيقها..
وهذه الصفات ليست غريبة على الشعب العراقي النبيل الذي ضحى بفلذات أكباده من اجل أن يبقى حياً وقوياً ومنيعاً, وأن هؤلاء المجاهدين الذين لبوا نداء المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف).
ولم يثنهم البرد ولا الحر ولا الظرف الصعب عن البقاء في ساحات الوغى هم مصدر عزيمتنا وقوتنا, ونحن ندعو دائماً أن يجعلنا الله تعالى معهم, ونطلب منهم الدعاء وهم على هذه السواتر يدافعون عن هذا البلد.. فيا ليتنا كنا معهم فنفوز فوزاً عظيماً.. ولا يفوتني أن أشير الى أن هؤلاء الأبطال يكتبون تأريخ العراق الحالي بالدم والتضحيات, وعلى الإخوة المعنيين أن يوثقوا كل ما يحصل, فنحن في كل يوم نسمع قصصاً غريبة وفريدة تدل على سمو هذه النفوس الطيبة، فلابد من توثيق هذه الأشياء ولابد من تسجيلها حتى لا يسرق التأريخ كما سرق سابقاً.
ومن هنا نوجه دعوة الى جميع المؤسسات الإعلامية وأصحاب الأقلام الحرة أن يعطوا هذا الموضوع أهمية كبيرة جدا, ومستقبلا ستقرأ الأجيال ما فعله هؤلاء الأبطال من اجل أن يبقى العراق على ما هو عليه، ويزداد قوة ومنعة.
وأود أن أبين أن الإخوة المجاهدين هم في عيون المرجعية الدينية العليا, وقد وصلتني اليوم رسالة من مكتب سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) مفادها: (ليس لدينا شيء نفخر به إلا هؤلاء الأحبة)..
في الختام نسأل الله تعالى أن يحفظ المجاهدين، ويثبت أقدامهم وينصرهم, ويرحم الشهداء الأبرار بواسع رحمته.
مدير العتبة العسكرية المقدسة سماحة الشيخ ستار المرشدي (دام عزه), تحدث قائلاً:
نرفع لمقام مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف أحر التعازي بمناسبة شهر محرم الحرام, سائلين الله تعالى أن تمر هذه المناسبات بأمان وسلامة لجميع زائري العتبة العسكرية المقدسة, ولا ننسى في هذه الأيام أيام التضحية والفداء أولئك الأبطال الذين يقفون على ساتر الجهاد, وقد احرزوا العزة والفخر والشرف لهذا البلد.
أما بالنسبة لحركة الزائرين في العتبة العسكرية المقدسة فهي جيدة جدا خلال ايام شهر محرم الحرام, والأوضاع مستقرة والأمن مستتب بفضل الله تعالى, وان زيارة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) للعتبة العسكرية المقدسة هي زيارة مهمة جداً؛ لما تختص به العتبة العسكرية من أهمية.
ولله الحمد تم التباحث حول مجموعة من الأمور المهمة من اجل تطوير العتبة المقدسة والحفاظ على أمنها بصورة خاصة، وأمن سامراء بصورة عامة, وهذا امر يهم الجميع..
سائلين الله تعالى أن يوفقنا لخدمة أهل البيت عليهم السلام , وزائريهم الكرام.
قائم مقام قضاء سامراء الأستاذ محمود خلف احمد, تحدث قائلاً:
خلال الاجتماعات التي عقدت على مدى يومين مع سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) توصلنا الى أن أمن مدينة سامراء لا يتم إلا بمساندة الأهالي وبمشاركة الجميع (امن العتبة المقدسة, القوات الأمنية, فصائل الحشد المقدس).
وأصبحت لدينا رؤية متكاملة لمستقبل سامراء, وقدمت العديد من المشاريع والمقترحات, وكل الرؤى كانت متطابقة ما عدا بعض الجزئيات, وان شاء الله تعالى سنعقد اجتماع مشترك في بداية الأسبوع القادم بين المجلس البلدي وقيادة العمليات ووجهاء المدينة لوضع الخطوات النهائية، وإتباع خطة أمنية جديدة تفتح من خلالها أبواب المدينة القديمة أمام الزائرين الكرام..
وأيضاً هناك رغبات لافتتاح مطار ضمن الحدود الإدارية لمدينة سامراء, ونأمل أن تأتي هذه الزيارة وهذه الاجتماعات بثمارها في القريب العاجل.
قائد طيران الجيش الفريق الأول الركن حامد المالكي, تحدث قائلاً:
اليوم ومن خلال لقائنا بسماحة السيد احمد الصافي (دام عزه), وسماحة الشيخ ستار المرشدي, والسيد معاون الأمين العام لمجلس الوزراء, والسيد قائد عمليات سامراء تم وضع خطة أمنية رصينة لحماية محيط المرقدين المطهرين, ومحيط مدينة سامراء بالكامل بمساندة طيران الجيش, وهذه الخطة هي ليست جديدة، ولكن تم إحكامها أكثر وإضافة بعض النقاط عليها, وان شاء الله تعالى ستكون رصينة ومحكمة، ولا يحصل أي خرق امني.
عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة الأستاذ المهندس جعفر الخياط, تحدث قائلاً:
إن هذه الزيارة تأتي من أجل التواصل مع الإخوة في العتبة العسكرية المقدسة, وقد تم خلالها عقد عدد من الاجتماعات مع مدير العتبة العسكرية المقدسة, إضافة الى اجتماعات أخرى عقدت مع قائد عمليات سامراء وقائم مقام سامراء, ووجهاء المدينة, وتمت مناقشة بعض الأمور التي تخص المدينة ومنها إيجاد مداخل جديدة للمدينة القديمة وللصحن الشريف, وسيناقش هذا المقترح في المجلس البلدي للقضاء, وتقريبا هناك إجماع عليه من قبل الجميع.
كما تمت مناقشة امور اخرى تخص الخدمات وتطويرها ومنها انشاء شبكات ماء وشبكات كهرباء.. فضلاً عن هذا كله تم رفع احتياجات ومتطلبات هذه المدينة الى مجلس الوزراء من اجل الموافقة عليها بأسرع وقت ممكن.. وإذا توفرت المتطلبات ونفذت المقترحات ستصب في مصلحة الجميع، وسيكون لها مردود ايجابي كبير.
المشرف العام على فرقة العباس ( عليه السلام القتالية) الأستاذ ميثم الزيدي, تحدث قائلاً:
فرقة العباس عليه السلام القتالية، ومنذ أشهر تمسك في عدة قواطع في مدينة سامراء الحبيبة, وتحديداً في الجانب الشرقي من المدينة تنتشر قطعاتنا بواقع لواء وهو لواء العلقمي, واليوم تشرفنا بزيارة وكيل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) لقطعات فرقة العابس عليه السلام القتالية, واجتمع بالمقاتلين واطلع على أحوالهم, وقد كان المقاتلون في غاية السعادة للقاء سماحة السيد, وهذه الزيارة لم تقتصر على قطعات الفرقة بل شملت مختلف فصائل وتشكيلات الدفاع المقدس, وان الغاية من هذه الزيارة هي الاطمئنان على أوضاع المقاتلين وتقديم الدعم المعنوي لهم.
قائد قوات الرسول صلى الله عليه واله وسلم النهرية الحاج عبد الرسول الغزي, تحدث قائلاً:
تلبية لنداء المرجعية المقدسة, ونظراً لجهادنا السابق في أهوار العراق ضد ازلام النظام السابق, ونتيجة لتواجد الدواعش في المسطحات المائية في سامراء وفي القواطع الأخرى, ارتأت قيادة الحشد الشعبي تشكيل قوة تخصصية (قوة قتال أهوار) لمواجهة العدو في بحيرة سامراء, فتم تشكيل هذه القوة ببركة دعاء المرجعية ووقفة سماحة السيد احمد الصافي معنا مادياً ومعنوياً, ودعم العتبة العلوية المقدسة, وبفضل دماء الشهداء الأبرار, وبدأت عملها الجهادي في بحيرة سامراء بعد أن كان العدو يستهدف العتبة العسكرية من خلالها بصواريخ القاذفات والكاتيوشا وقنابر الهاون. أما الآن فتم تطهير بحيرة سامراء ومسكها من قبل قواتنا بالكامل رغم ان مساحتها تبلغ 78 كم2, وان قوانا منتشرة في بحيرة الثرثار وناظم الثرثار, وناظم التقسيم, وفي نهر دجلة قرب منصة حادثة سبايكر.. واليوم تشرفنا بزيارة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) والوفد المرافق, وزادتنا هذه الزيارة عزيمة وإصراراً؛ لأن هذا الوفد يحمل أنفاس وعطر وسلام وتحيات المرجعية.
معاون آمر اللواء التاسع – كربلاء الحاج ابو علي البديري, تحدث قائلاً:
زيارة ممثل المرجعية الدينية العليا الى مقرنا أسعدتنا كثيرا وشحذت هممنا, لذلك نتقدم بجزيل الشكر والامتنان الى سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) على هذه المبادرة وهذه الزيارة.. ونعاهده بأننا سنبقى جنوداً أوفياء لمرجعيتنا الدينية ورهن إشارتها, ونقدم أرواحنا فداء لها.
المشرف على لواء العلقمي في فرقة العباس عليه السلام القتالية الحاج أبو علي الاشتر:
لواء العلقمي متواجد الآن في قاطع عمليات سامراء, ويشمل هذا القاطع العتبة العسكرية المقدسة ولدينا قوة تضم 200 مقاتل قرب العتبة المقدسة, إضافة الى مطيبيجة وبلد ودجيل حيث يبلغ عدد مقاتلي لواء العلقمي المتواجدين في قاطع عمليات سامراء هو 1017 مقاتلاً.. أما بالنسبة لزيارة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) للقواطع التي نمسكها فهي زيارة مباركة وتعني الكثير بالنسبة لنا, وتركت أثراً طيباً في نفوس جميع المقاتلين.
نائب الأمين الخاص لمرقد السيد محمد الحاج عماش الشيخ هادي, تحدث قائلاً:
الوضع الأمني قرب مرقد السيد محمد مستقر تماماً, وأعداد الزائرين كبيرة جدا, وحركة البناء والاعمار مستمرة بدعم من العتبة العباسية المقدسة حيث تكفلت بتذهيب المنارات, وعمل باب جديد للمرقد بدلاً من الباب القديم الذي تضرر بسبب التفجير الإرهابي الأخير.. واليوم ناقش سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) مراحل الإعمار واحتياجات المرقد, وطلبنا منه دعمنا بالمواد الغذائية من اجل تقديم وجبات طعام للزائرين.