مؤتمر الإمام الحسين عليه السلام السادس للشعائر والمواكب الحسينيّة
30-12-2018
احمد الحسناوي
بالتعاون مع ممثلية المواكب الحسينية في محافظة واسط
أقامت العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية
مؤتمر الإمام الحسين عليه السلام السادس للشعائر والمواكب الحسينيّة
تعد الشعائر الحسينية من الطقوس المهمة التي يؤديها الكثيرون من محبي اهل البيت عليهم السلام في مختلف بقاع العالم، ولكنها تختلف من الناحية الروحانية والولائية في مدينة كربلاء المقدسة، إذ يكون الموالي وجهاً لوجه أمام مرقد الامام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس عليه السلام ، فضلاً عما يثيره الخطباء والرواديد من خلال المنابر لجوانب تؤدي الى استحضار الواقعة الأليمة، وبالتالي استجلاب الدمعة واللوعة على ما حلّ بعيال النبوة في ظهيرة عاشوراء الأليمة.
من جانب آخر، فأن هنالك أموراً تعد من مسؤوليات المجتمع ككل ألا وهي الالتزام بالجوانب التنظيمية والأخلاقية التي تحافظ على نقاوة هذه القضية الخالدة، لذلك وجب وضع عدة أمور مهمة تصب في خدمة هذه الشعائر والحفاظ عليها، وهو ما دأبت عليه الامانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية خلال اكثر من عقد من الزمن بهدف خدمة القضية الحسينية وشعائرها، فكان مؤتمر الإمام الحسين عليه السلام للشعائر والمواكب الحسينية أحد الأعمال التي انطلقت ليكون المحرك والمنظم للشعائر والمواكب الحسينية.. فتحت شعار: (الخدمة الحسينيّة ملاحمُ فخرٍ سطّرتها سواعدُ الولاء) وبالتعاون مع ممثّلية المواكب الحسينية في محافظة واسط.. أُقيم المؤتمر السادس على قاعة الإدارة المحلية في المحافظة المذكورة بحضور ممثّليات محافظات الوسط والجنوب ضمن الاستعدادات الخاصّة باستقبال شهر محرّم الحرام.
استُهِلَّ المؤتمرُ الذي شهد حضور وفود العتبات المقدّسة العلويّة والحسينيّة والكاظميّة والعبّاسية، بالإضافة الى محافظي واسط وبابل، وعددٍ من القيادات الأمنية بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة؛ ترحّماً على أرواح شهداء العراق، جاءت بعدها كلمة العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية التي ألقاها السيد عدنان جلوخان الموسوي والتي جاء فيها:
في الواقع إنّ جامعة الطفّ التي وضع منهاجها رسول اللهصلى الله عليه واله وسلم وشيّدها وترأّسها أبو عبد الحسين عليه السلام وعيّن فيها مجموعةً عظيمةً من الأساتذة، فأستاذها الأوّل أبو الفضل العبّاس عليه السلام ، وكذلك علي الأكبر، وزهير بن القين، وحبيب بن مظاهر، وباقي الأصحاب الكرام، وهذه الجامعة فيها فروع وأقسام، ومن هذه الأقسام -أستطيع أن أقول-: قسم الجهاد في سبيل الله، وأنا ذكرت هذا الأمر أوّلاً حتى نستذكر في هذا الاجتماع أولئك الأبطال الذين يقفون في سوح الوغى، ويقطعون تلك الأيدي القذرة والأقدام النجسة، التي تريد أن تدنّس أرض عراقنا الحبيب وتنال من مقدّساتنا.. وكلّ قسم الجهاد هذا هو من نتاج هذه الجامعة.
أمّا القسم الثاني من أقسام جامعة الطفّ فهو قسم الخدمة الحسينيّة، وهذه الجامعة في الواقع لا يمكن أن يدخلها إلّا من يتمتّع بالولاء والحبّ والمودّة لأبي عبد الله الحسين وجدّه وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ، والخدمة تكون متنوّعة بالنسبة للموالين، فمنهم من يخدم على المنبر ومنهم من يكتب عن حياته الزاخرة عليه السلام بمختلف جوانبها، ومنهم من يخدم زوّاره، وهذه الخدمة أثرها وثوابها عظيم.. فهنيئاً لكم يا خدّام الحسين عليه السلام هذا الأجر العظيم.
جاءت بعدها كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي التي ألقاها بالنيابة عنه الشيخ حيدر السهلاني والتي بيّن فيها:
إنّ الاهتمام بقضيّة الإمام الحسين عليه السلام ونهضته لهو من أساسيّات المذهب الحقّ وطريقة أهل البيت عليهم السلام ، حيث نجد الروايات الكثيرة التي تحثّ على إقامة العزاء عليه وذكر مصائبه وما جرى عليه وعلى أهل بيته وعياله، كما نجد سيرة علمائنا القدماء والمحدثين قائمةً على ذلك، فضلاً عن تصريحهم بلزوم الاهتمام بشعائر الحزن على سيد الشهداء، حيث طوّر أتباع أهل البيت عليهم السلام في مختلف البلاد التي يتواجدون فيها أساليب العزاء بما يتناسب مع ظروف بلادهم ومجتمعاتهم حتّى أصبحت الشعائر اليوم مظهراً لفخرهم وعزّتهم وهيبتهم، وأصبح منبر الإمام الحسين عليه السلام المدرسة الأكثر انتشاراً والأبلغ تأثيراً في كافة المجتمعات.. لذلك فإنّنا اليوم أمام مسؤولية عظيمة تتطلّب منّا الحفاظ على هذه الشعائر وتقويتها تحت ظلّ المرجعيّة وتوجيه الفقهاء.
لتأتي بعدها كلمةٌ ترحيبيّة لممثّلية المواكب في محافظة واسط ألقاها مسؤول الممثّلية الحاج صبيح العيساوي جاء فيها:
أيّها الحضور الكرام نرحّب بكم أجمل ترحيب، وإنّه من دواعي سرورنا أن تحتضن محافظةُ واسط هذه الجموع الحسينيّة في هذا المؤتمر المبارك الذي يهدف الى تنظيم الشعائر الحسينيّة باعتبارنا مقبلين على شهر محرّم الحرام وصفر الخير، وإن شاء الله تعالى نأمل أن يتمخّض هذا المؤتمر بتوصياتٍ تخدم القضيّة الحسينيّة من خلال إقامة العديد من اللّقاءات وورش العمل، نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لهذه الخدمة المباركة.
جاءت بعدها العديد من الكلمات منها كلمة محافظ واسط مالك خلف الوادي بين فيها:
المحافظة شرعت بإعداد خطة امنية متكاملة لحماية المواكب وقوافل الزائرين يتم تطبيقها اعتباراً من الاول من محرم وحتى نهاية شهر صفر.. كما تم اعداد خطة صحية يتم من خلالها استنفار جميع الكوادر الطبية والصحية، اضافة الى توفير وسائط نقل للزائرين القادمين من دول الجوار خلال الزيارة الاربعينية، خاصة وان واسط استقبلت العام الماضي ما يقارب مليوني زائر ايراني عبر منفذ زرباطية الحدودي.
بعدها جاءت كلمة محافظة كربلاء ألقاها بالنيابة معاون محافظ كربلاء المقدسة عادل هاشم الموسوي قال فيها:
نحن نطالب الحكومة الاتحادية بإطلاق مبالغ البترو دولار، اضافة الى اهمية قيام وزارة النقل بإنشاء سكة قطار ومحطات فورية لنقل الزائرين من المحافظات المجاورة، اما في الجانب الأمني، فإننا نسعى الى تطبيق خطة امنية متكاملة مع التأكيد على عدم السعي الى عسكرة الزيارة، واخفاء المظاهر المسلحة الى اقل درجة ممكنة من خلال المراقبة الامنية عن بعد باستخدام المناطيد والكاميرات الحديثة، وتفعيل العمل الاستخباري والأمني.
فيما اوضح محافظ بابل صادق مدلول السلطاني قائلاً:
بابل تعد محوراً لالتقاء جميع المواكب المتجهة الى كربلاء خلال شهر محرم، لذا المشاكل التي تعاني منها المحافظة لا تختلف عن بقية المحافظات، ومن أهمها مشكلة النقل التي باتت من المشاكل المستعصية نتيجة زيادة عدد الزائرين.. اما مشاكل التغذية وتوفير الاسعافات الاولية والارشادات الدينية فقد تكفل بها اصحاب المواكب والهيئات الذين يقدمون اضعاف ما تقدمه الجهات الحكومية.
وأضاف: لقد شكلنا غرفة عمليات أمنية موسعة لتسهيل عملية النقل والسيطرة على الوضع الامني؛ باعتبار بابل الطوق الامني الاول لمحافظة كربلاء، ومن خلال هذا المؤتمر نطالب مجلس النواب بإقرار تشكيل هيئة خاصة ترعى شؤون الزائرين للمراقد المقدسة في المناسبات الدينية على غرار هيئة الحج والعمرة وتخصيص ميزانية مالية لها تمكنها من توفير جميع الخدمات المطلوبة، واظهار المراقد المقدسة وموسم الزيارة بأجمل صورة خاصة أمام الزائرين الأجانب.
هذا وتخلّلت الحفلَ العديد من المشاركات الشعريّة، وأنشودة قدمتها فرقة إنشاد العتبة الحسينيّة المقدّسة، بيّنت جميعها شرف خدمة القضيّة الحسينيّة وعظيم أجرها، ليُختتم المؤتمر بتوزيع الدروع والشهادات التقديرية على العاملين والمشاركين فيه.
كما أُقيمت على هامش المؤتمر العديد من ورش العمل لممثّليات المواكب، حيث قسمت الورش الى مجاميع هي: (ورشة عمل ممثّليات مواكب المحافظات، ورشة عمل استحضارات زيارة الأربعين، ورشة عمل شعائر خارج العراق، ورشة عمل الإعلاميّين) وتناولت جميعها الاستعدادات الخاصّة بالزيارات المباركة في شهري محرّم الحرام وصفر الخير.
اليوم الثاني
استُهِلَّ حفلُ الختام بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، جاءت بعدها كلمةُ العتبتين المقدّستين التي ألقاها السيد علاء الدين الحسني جاء فيها:
إنّ الفكرة المهمّة والضرورية جدّاً لإنجاح الزيارات المليونيّة هي إشراك الزائر في المناسبات والزيارات في شهري محرّمٍ وصفر، فهذا المستوى الراقي من التفكير هو الذي يُنجح هذا العمل المبارك الذي تطأطئ أمامه رؤوسُ دول، فهي زيارةٌ مليونيّة في وقتٍ ومكانٍ واحد، وكلّ هذا بفضل الله تعالى وهمّة القائمين عليها.
كما علينا أن نسعى نحن كزائرين الى المطالبة في الشروع بتنفيذ مطار الفرات الأوسط الذي سيسهم كثيراً في انسيابيّة حركة النقل ودخول أعدادٍ كبيرة من الزائرين، نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفّقنا لخدمة الحسين عليه السلام وزائريه الكرام.
جاءت بعدها كلمةُ اللّجنة التحضيريّة للمؤتمر ألقاها الحاج رياض نعمة السلمان رئيسُ قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينيّة في العراق والعالم الإسلاميّ والتي بيّن فيها:
إنّ من أهمّ نتائج النهضة الحسينيّة المباركة هي تمهيد الطريق للأمّة؛ لكي تنال حقوقها وحريّتها في التغيير والتعبير واختيار طريقها نحو الرقيّ والتقدّم والإصلاح، وبما أنّنا نتحدّث عن التاريخ وتعريف المواكب والشعائر الحسينيّة.. هنا أودّ أن أشير الى أنّ الحديث عن تاريخها وتأسيسها لا يُراد منه المعنى الاصطلاحي الشائع الذي يُعبّر عن تاريخ ظهورها وتأسيسها بعد كذا سنة من واقعة الطف، فإنّ التاريخ الحقيقيّ الذي أتحدّث عنه هو يوم العاشر من محرّم سنة (61هـ) وما رافقته من أحداث، لذلك يجب التأكيد على استمرار الشعائر الحسينيّة باعتبار أنّ مدينة كربلاء المقدّسة كانت ولا زالت مدرسةً لهذه الشعائر.
واختُتِمَ المؤتمرُ بقراءة جملةٍ من التوصيات تخص جوانب عدة منها الخدمية والصحية والأمنية وغيرها.. بعد ذلك تم توزيع الدروع والشهادات التقديرية على المشاركين فيه، كذلك أُقيمت على هامش المؤتمر ورشةٌ للخطباء والشعراء والرواديد نوقشت فيها جملةٌ من الأمور، منها: كيفيّة المحافظة على استمراريّة الشعائر الحسينيّة والتصدّي لبعض الأفكار والأساليب الدخيلة التي تُحاول التأثير عليها وتشويه صورتها، مؤكّدين على ضرورة التصدّي لمثل هذه الأفكار والحدّ منها.