بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة هيأة الحشد الشعبيّ تكرم أبطال الدفاع المقدس
30-12-2018
حيدر داود
بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة
هيأة الحشد الشعبيّ تكرم جرحى أبطال الدفاع المقدس
تحت شعار (يوم الجريح... جرحانا فخرنا)، قامت هيأة الحشد الشعبي المقدس مديرية الشهداء والمضحين، بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة، والتنسيق مع مؤسسة تضامن، بتكريم جرحى أبطال الدفاع المقدس، وذلك على قاعة نصب الشهيد في العاصمة العراقية بغداد.
وخير ما افتتح به الحفل المبارك بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين القارئ الحاج سلام حسن زنكنة، واجلالاً وتقديراً لأرواح شهداء العراق وشهداء الدفاع المقدس، قُرئت سورة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، ثم بعدها عزف النشيد الوطني، ثم كلمة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها الشيخ صلاح الكربلائي رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة حيث استشهد فيها بمواقف أبي الفضل العبّاس عليه السلام في واقعة الطفّ الخالدة، ومن ثم نوه لكلمة المرجعية الدينية في النجف الاشرف المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله الوارف) التي قالها بحق المقاتلين وحميتهم: "الحمدُ لله الذي ليس لنا في الدنيا إلا هؤلاء الأحبّة نفخر بهم، فجزاهم الله خير جزاء المحسنين".
مضيفاً: بالرغم من كل ما يقدمه الإخوة المقاتلون الأبطال، فإننا نشعر بالتقصير، لذا يجب على أسرة كل شهيد وكل جريح أن تفخر بهذا العطاء في الدنيا، وإن شاء الله سيكون الفخر مضاعفاً في الآخرة بين يدي رب العزة؛ لأنهم امتداد لمدرسة كربلاء والنهج العاشورائي.
مبيناً: إن القصص التي نسمعها من الجرحى وعوائل الشهداء يجب أن تكتب بالذهب؛ لأنّ التاريخ يتشرف بذكر بطولاتهم التي ضربوا فيها مثالاً للتضحية والفداء، وجسدوا دروس النهج الإسلامي في الدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته.
مسك ختام الحفل كان لتكريم جرحى ابطال الدفاع المقدس الذين بلغ عددهم مائة وأربعين مجاهداً.
ومن أوسمة العز والشرف أوسمة الجراحات التي تحملوها، وهناك قصص وروايات وعبر فذّة تروي بطولات الدفاع المقدس ومآثرهم الكبيرة..
صدى الروضتين التقت بأحد ابطال الدفاع المقدس المقاتل الجريح محمد كامل سلمان الذي فقد بصره دفاعاً عن تربة هذا الوطن بعزة وكرامة، فبيّن لنا:
نحن نعلم عندما اتخذنا قرار المشاركة في الدفاع المقدس لمحاربة العصابات التكفيرية، أن هناك من سيفقد يداً أو قدماً أو عيناً.. الخ.. فكل هذا بسيط بالنسبة للدين والمذهب والأرض والعتبات المقدسة، بعد الفتوى المباركة من قبل سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، اشتركت في الدفاع عن البلد وتعرضت لإصابة في عمليات تحرير بيجي؛ بسبب انفجار عبوة ناسفة على إثرها فقدت عيني اليسرى، وتسببت بأضرار بسيطة في جسمي حيث كانت هذه أول إصابة لي، بعدها كنت أرى بعين واحدة فقط، فلم يقف هذا حاجزاً عني للمشاركة في تحرير ارضنا العزيزة، مما اضطررت الى المشاركة في عمليات تحرير جزيرة سامراء وغيرها الى أن أصبت الإصابة الأخيرة لي في جزيرة الخالدية التي فقدت على إثرها العين الثانية لي، مما أدى الى فقدان البصر من العينين، ففقدي لبصري فداء للدين والمذهب، وكذلك للإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ولأخيه ابي الفضل العباس عليه السلام الذي ضحى بكفيه وعينه من أجل نصرة أخيه ودين محمد صلى الله عليه واله وسلم ، فنحن اقتدينا بهم وتمسكنا بمبادئهم الحقة، وشعارنا شعار عاشوراء (هيهات منا الذلة) رغم أنوف الأعداء، فليس لنا خيار إلا النصر او الشهادة.
كما التقينا بالجريح البطل طالب هداب ليروي لنا قصته فقال:
الحمد لله اني توسمت بوسام لا ارتقي به لما قدمه اخواني المقاتلون في سوح القتال، واليوم أنا أقف صاغراً بينهم رغم كبر سني، شاركت في المعارك منذ ان اطلق المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) فتوى الوجوب الكفائي بالدفاع عن الوطن وعن عتباتنا المقدسة.
وما ان أتت اللحظة التي كان العراق ينادينا ويقول: ألا من ناصر ينصرنا، وبفتوى الوجوب الكفائي التي استنهضت بنا الهمم والروح الوطنية والولائية، فكنا نستمد الروح والعزيمة من شهداء الطف الذين بذلوا ارواحهم من أجل الامام الحسين عليه السلام فنحن اليوم نبذل ارواحنا من اجل عراقنا الحبيب، وقد تعرضت لإصابة في قدمي اليمنى، والحمد لله اني مستمر الى أن انتصر او اتوسم بوسام الشهادة.
كما التقينا بالدكتور إبراهيم القريشي مدير مديرية الشهداء المضحين في هيأة الحشد الشعبي ليبين لنا قائلاً:
إن الجرحى لا يختصون بجهة معينة او بدائرة من دوائر الدولة او بأي طبقة معينة في المجتمع، بل انهم يخصون جميع فئات المجتمع العراقي وجميع فئاته وطبقاته، فالجريح قدم كل ما يستطيع او أقصى ما يستطيع انسان أن يقدمه في سبيل مذهبه ووطنه، وأي تكريم يقدم للجرحى هو دون ما نطمح اليه ودون استحقاق الجريح، فالإنسان لا يمكن له أن يستبدل أي شيء من جسمه، فكيف بإنسان فقد عينيه او فقد قدميه او يديه او اكثر من ذلك او اقل بمختلف الدرجات، فنحن لا نستطيع أن نوفي ما قدمه من تضحية.. وهذا المشروع بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة حيث نسعى الى تقديم افضل ما لدينا لما يستحقه الجريح.
مضيفاً: عدد الجرحى الذين تم تكريمهم هم مائة جريح، حيث اخترنا من كل لواء من ألوية الحشد الشعبي، ودعونا جزءاً من جرحانا، فجرحانا اكثر من ذلك بكثير ويستحقون التكريم في قادم الأيام.. أسأل الله العلي القدير ان يوفقنا لتقديم افضل ما لدينا لجرى ابطال الدفاع المقدس.
والتقينا بالأستاذ معين الكاظمي - قيادي في الحشد الشعبي، فبين لصدى الروضتين:
اليوم تكريم الجرحى يحمل ثلاث رسائل: الرسالة الأولى الى هيئة الحشد الشعبي لا بد لها أن تواصل هذا المسير بالاهتمام بالمضحين من ابطال الدفاع المقدس سواء بعوائل الشهداء او الجرحى. والرسالة الثانية لنفس الجرحى المضحين بضرورة الثبات والبقاء على هذا الطريق، والمحافظة على التضحيات التي قدموها. والرسالة الثالثة لأبناء الشعب العراقي المحافظة، والاهتمام بعوائل الشهداء والجرحى باعتبارهم المضحين والذين حققوا الانتصارات، وأبقوا على هذا النصر بذلك يكون الانتصار الكبير.
مضيفاً: أقول للجرحى: إن أجركم وثوابكم أكثر من الشهيد؛ لأن الشهيد ذهب الى ربه وأسكنه الله فسيح جناته، أما الجريح فقد تحمل الآلالم الشديدة.. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعطيهم الصبر، وأن يشافي جميع جرحى ابطال الدفاع المقدس.. اليوم وما نقدمه من تكريم لهذه الثلة المؤمنة من الجرحى لا تساوي قطرة دم من هذه الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن المقدسات وعن ارض العراق ووحدته.