الصحن العباسي الشريف يشهد حفلاً بهيجاً وحضوراً كبيراً بمناسبة الحفل السنوي لعيد الغدير الأغر

30-12-2018
علاء سعدون
أهل البيت عليهم السلام عنوانٌ مُضيء في حياة الإنسانية، وعنوان شامخ في حركة التاريخ والمسيرة الإسلامية، نطق به الوحي الإلهي، ونطق به رسول الله J، ولهج بذكره المسلمون من جميع المذاهب، وهم أعلام الهدى وقدوة المتقين، وهم مأوى أفئدة المسلمين من جميع أقطار الأرض، عُرفوا بالعلم والحكمة والإخلاص والوفاء والصدق والحلم، وسائر صفات الكمال في الشخصية الإسلامية، فكانوا قدوة للمسلمين، وروّاد الحركة الإصلاحيّة والتغيرية في المسيرة الإسلامية.
وها هي اليوم عتباتهم المقدسة تشهد إقبالاً ليس له مثيل من كافة بقاع الأرض بغية التبرك والتقرب بهم إلى الله (جل وعلا)، وها هم شيعتهم ومحبوهم يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم، كما أشار إمامنا الصادق عليه السلام إلى صفات شيعتهم ومحبيهم في قوله: "رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا" (شجرة طوبى: ج1/ ص2).
انطلاقاً من هذا المفهوم، وابتهاجاً بمناسبة عيد الغدير الأغر العيد الذي أكمل الله تعالى به الدين للمؤمنين، وأتمّ نعمته عليهم بتنصيب مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وليّاً على العالمين، وخليفةً لرسوله الأكرم محمد الأمين J، أقامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة احتفالها السنوي بهذه المناسبة العظيمة.
شهد الحفل الذي أقيم في الصحن العباسي الشريف حضوراً كبيراً ومشاركات عدة من رواديد وشعراء كبار، بعد أن استهل بتلاوة عطرة مباركة لآيات من الذكر الحكيم بصوت السيد بدري ماميثة، أعقبتها كلمة طيبة وقيمة لفضيلة السيد (مضر القزويني) من قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة، بيّن فيها دلالات وقيم هذا اليوم العظيم ومعانيه السامية عند المسلمين عموماً وأتباع أهل البيت عليهم السلام خصوصاً، وحثّ الحاضرين بالسير على خطى أمير المؤمنين عليه السلام نصرةً للدين، وإعلاءً لكلمة الله (عزّ وجل)، متّخذين من هذه المناسبة نقطة تحوّل إيجابية يجب استثمارها وتوظيفها بالاتّجاه الصحيح.
فعيد الغدير للمسلمين جميعاً دون تمييز بين مذهب وآخر، وأمير المؤمنين عليه السلام هو إمامُ المسلمين جميعاً، ورمزٌ للوحدة الإسلامية في تلك الحقبة من الزمن، لاسيّما وأنّ حديث الغدير قد روي في مصادر معتبرة عند الفريقين، ولعلّه من مصادر الفريق الآخر، وقد روي بأكثر من سند، ورغم اختلاف المسلمين بعد الرسول J حول الخلافة، بقي الإمامُ يحرص ويمثّل الوحدة الإسلامية وصمام أمانها في كلّ حركاته وسكناته أثناء الخلافة في صدر الإسلام، فلنجعل من هذه المناسبة اليوم محطّةً للالتقاء ونبذ الأحقاد والعصبيّات، وإحياء آليّات الأخوّة والمحبّة والحوار والعفو والتّعاون والأمر بالمعروف.
تلت الكلمة مجموعة من الأشعار والقصائد والأهازيج والموشحات الإسلامية لبعض الشعراء والرواديد المعروفين (الشاعر محمد الاعاجيبي، الشاعر أبو محمد المياحي، الشاعر إيهاب المالكي، الرادود ثامر العارضي، الرادود حسين الزغير، الشاعر غسان القريشي، الرادود حمودي الموسوي).
وكان قد تخلل الحفل توزيع مجموعة كبيرة من ورود الزينة الطبيعية على الضيوف الحاضرين والزائرين الكرام؛ ابتهاجاً بهذه المناسبة العطرة.
صدى الروضتين أجرت بعض اللقاءات بهذه المناسبة المباركة، فكان أولها مع (الشيخ عادل محمد الشمري) من حوزة كربلاء المقدسة، وقد تحدث قائلاً:
نبارك للعالم الإسلامي أجمع ولاسيما الإمام المنقذ المنتظر صاحب الأمر والزمان f وعلمائنا العظام الكرام وعلى رأسهم المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني (دام ظله) بهذه المناسبة العطرة، ألا وهي مناسبة تنصيب أمير المؤمنين خليفة لرسول رب العالمين بأمر من الله العلي الأعلى في هذا اليوم الذي يعد من أعظم أيام وأعياد المسلمين عيد الغدير الأغر.
فنسأل من الله العلي القدير أن يكشف الغمة عن هذه الأمة، وعلى الخصوص شيعة أمير المؤمنين عليه السلام ، وأن ينصرنا على القوم الظالمين التكفيريين، ويجعل كيدهم في نحورهم، وأن يمن علينا بالثبات على ولاية أمير المؤمنين وسيد الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ويرزقنا في الدنيا زيارتهم، وفي الآخرة شفاعتهم، إنه سميع الدعاء.
الشاعر (محمد الأعاجيبي):
أزف أزكى التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب العصر والزمان والى مراجعنا العظام والى الأمة الإسلامية جمعاء، والى عراقنا الحبيب بمناسبة عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر، فهنيئاً لكل من بايع أمير المؤمنين في هذا اليوم، وكل من أحيى هذه المناسبة، وهنيئاً لكل خدمة العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية على هذه الجهود المباركة، ومن هذا المكان المقدس عند أبي الفضل العباس عليه السلام نسأل الله أن يثبتنا على ولاية أمير المؤمنين، ويسدد خطانا ويحفظ العراق الحبيب ويحفظ شيعة ومحبي أهل البيت عليهم السلام في كل مكان إنه سميع مجيب.
الشاعر (إيهاب المالكي):
في البدء أود أن أشكر العتبة العباسية المقدسة جزيل الشكر والامتنان على دعوتهم للمشاركة في مهرجان الغدير المبارك داخل الصحن العباسي الشريف بمناسبة عيد الغدير الأغر يوم تنصيب ومبايعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة لرسول الله J، دعائي بالتوفيق والسلامة لكل خدمة العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، ونأمل من الله تعالى أن نكون قد وفقنا ولو بالشيء القليل لخدمة أهل البيت عليهم السلام .
(أبو علي نصر الله) مهجر من محافظة الموصل:
نبارك لكم هذه المناسبة العظيمة وهذا الحفل الكبير يوم تنصيب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة ووصياً لرسول الله J، ونسأل من الله أن يمن على العراق والعراقيين بالأمن والأمان ببركة هذا اليوم، وبركة أنفاس محمد وآل محمد عليهم السلام .