العتبة العباسية المقدسة تسيّر قافلة من المساعدات الإنسانية واللوجستية
30-12-2018
طارق الغانمي
بتوصيات من قبل المتوليّ الشرعي
العتبة العباسية المقدسة تسيّر قافلة من المساعدات الإنسانية واللوجستية إلى القطعات العسكرية على محور جنوب الموصل
يلفظ تنظيم داعش أيامه الأخيرة في العراق، بتقدم القوات الأمنية العراقية وفصائل الدفاع المقدس نحو تحرير الموصل، أرض الثيران المُجنحة وباب الشمس، واستعادة أجزاء كبيرة منها من قبضة داعش على يد الجيش العراقي الباسل الذي كبد الغزاة هزائم مذلة لعناصره المرتزقة. معركة تحرير محافظة نينوى اثبتت توحيد الجهود في أرض الميدان تحت راية العراق لكل المكونات المسلحة من الجيش والشرطة وقوات البيشمركة وأبناء الحشد الشعبي المقدس، مما جعل الانتصارات تتوالى بشكل سريع جداً وتحرير أكثر من (60) مدينة أو قرية خلال أسبوع واحد فقط على بدء عمليات تحرير المدينة، مع الحفاظ على أهلها من الخروج بالرغم من الدعايات المغرضة والبائسة التي استخدمها العدو الجبان بتهويل وترهيب العوائل الأمنة.
عمليات التطهير هذه تحتاج لمزيد من الدعم والتمويل والإسناد سواء إلى القطعات العسكرية المقاتلة أو العوائل المحررة، ولإدامة زخم المعركة التي تعتبر واجباً وطنياً ودينياً مقدساً، زار وفد رفيع المستوى من العتبة العباسية المقدسة وبتوصيات من قبل المتولي الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، ويترأسه رئيس قسم الشؤون الدينية فضيلة الشيخ صلاح الكربلائي (دام توفيقه) بزيارة القطعات العسكرية المحررة للمدن التي تقع على محور جنوب الموصل، وإعادتها إلى أحضان الوطن من أيدي العصابات الإجرامية التكفيرية، وتقديم الدعم الإنساني والمعنوي واللوجستي والمادي لها.
ابتدئ منهاج الرحلة الذي استمر لمدة يومين، فجر اليوم الأول من شهر تشرين الثاني لعام 2016م، الموافق 30 من شهر محرم الحرام 1438هـ، متوجهاً إلى مدينة الموصل، وعلى مشارف مدينة بيجي تم استقبال جثامين اثنين من شهداء الحوزة العلمية في النجف الأشرف اللذين استشهدا في إحدى القرى المحررة من خلال كمين للمجرمين الدواعش، وهم الشهيد البطل السيد عبد الرضا الفياض، والشهيد البطل الشيخ جعفر المظفر التابعين إلى فرقة الإمام علي عليه السلام القتالية التابعة للعتبة العلوية المقدسة.
ومن ثم تم إجراء مراسيم توديعهم في مدن سامراء والكاظمية وكربلاء.. وأخيراً إلى النجف الأشرف.
ثم توجه الوفد إلى موكب العتبة العلوية المقدسة/ لجنة الإرشاد والتعبئة للدفاع عن عراق المقدسات في منطقة الركعي في ناحية القيارة، وتقديم المواساة والتعازي لهم باستشهاد أبطالها المذكورين آنفاً، إضافة إلى تقديم الدعم المعنوي واللوجستي كالملابس والغذاء وغيرها، والاطلاع على أهم الاحتياجات والمستلزمات لدعم المقاتلين.
بعدها توجه الوفد إلى قاعدة القيارة الجوية التي تبعد عن مركز مدينة الموصل بحوالي (60) كم، واللقاء بمسؤولي حركات قيادة فرقة الـ(15) التي تمسك أكبر محور في عمليات تحرير مدينة الموصل الذي يبلغ (56) كم، وايضاً زيارة مقر قيادة الشرطة الاتحادية في القاعدة، وتم التباحث معهم حول آخر ما وصلت إليه عمليات التحرير، وأهم الصعوبات التي واجهت القوات الأمنية مع الأعداء، والتطلع إلى أهم الاحتياجات والمتطلبات لديمومة زخم المعركة.
وفي اليوم الثاني للزيارة، انطلق الوفد إلى مركز عمليات التحرير، وصولاً إلى المرفق الرئيسي الذي يبعد عن مركز المدينة (14) كم، والذي يربط بين حمام العليل من الجهة الشرقية وقرية عين الجحش من الجهة الغربية، وتقديم المساعدات العينية والغذائية لكل القطعات المرابطة على هذا الطريق، وايضاً زيارة القرى المحررة على ذلك الطريق كقرية أبو فشكة، وقرية بوير حمد، والخوين، وقرية الشج والشورة وتل طيبة وعين الجحش، وزيارة أهلها الذين لم يخرجوا من بيوتهم بسبب توصيات من الجيش العراقي الذي طالبهم بعدم الخروج، ومطمئنين على أحوالهم واحتياجاتهم وتقديم المساعدات اللازمة إليهم.
كما كانت هناك كلمة توجيهية ونصائح أخلاقية وتحفيزية قدمها فضيلة الشيخ صلاح الكربلائي (دام توفيقه) في كل محطة يتم توزيع المساعدات فيها سواء إلى القوات الأمنية، أو فصائل الحشد الشعبي، أو عوائل المناطق المحررة، تحث المقاتلين والمرابطين على ضرورة التلاحم ونبذ العنف للحفاظ على اللحمة الأخوية بين مكونات هذا البلد العزيز على القلوب.
مؤكداً لهم: إن الصور الإنسانية التي قدمتموها في المعارك في كيفية التعامل مع أهالي المناطق المحررة هو نابع من شدة ارتباطكم الوثيق بمدرسة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته عليهم السلام ، وإن العفو أمر ضروري، والتسامح مقوّم أساسي لكل مجتمع إنساني.. وفي نفس الوقت متمنياً للعوائل الموصلية المحررة الاستفادة من الدرس الذي تعرضوا له خلال الفترة السابقة، وحثهم للمحافظة على وحدة العراق، ويجب أخذ الحيطة والحذر من الجهات التي تريد تمزيق وحدة أبناء هذا البلد.
من جانبهم أشادت القوات الأمنية والقطعات العسكرية بدور العتبة العباسية المقدسة في تقديم الدعم الضروري لتحرير العراق من براثن العصابات الإجرامية التكفيرية المدعومة بأجندة دولية خارجية.
ومن المفارقات الجميلة التي شاهدناها في مدينة الموصل تسابق مواكب خدمة المجاهدين مع دبابات البرامز العراقية وتوفير المواد الغذائية للمقاتلين، ورأينا الروح المعنوية عالية جداً للمجاهدين، فهم يتسابقون للقتال، ويستأنسون بالمنية كأصحاب الإمام الحسين عليه السلام .
صحيفة صدى الروضتين رافقت القافلة، وقامت بتوثيق محطات بطولية رائعة سطرها الغيارى من أبناء هذا البلد، وكان لها عدة لقاءات بدءاً بمسؤول الوفد ورئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة المقدسة الشيخ صلاح الكربلائي (دام توفيقه) الذي تحدث قائلاً:
الكل يعلم أن قضية مدينة الموصل وأهميتها في استقرار كل العراق، وتعتبر المحطة الأخيرة إن شاء الله لتحرير العراق من الطغمة الإجرامية التكفيرية المتمثلة بما يسمى داعش، وحسب توجيهات المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) بالتهيئة لزيارة مدينة الموصل، حيث تم تشكيل وفد من قسم الشؤون الدينية، والشؤون الفكرية والثقافية، وفرقة الإمام العباس عليه السلام القتالية، لزيارة محور جنوب الموصل من ناحية القيارة، ووصولاً إلى المفرق الفاصل بين حمام العليل وعين الجحش.
مضيفاً: وبالرغم من سوء الأحوال الجوية خلال تلك الليلتين إلا أننا استطعنا الوصول وتغطية أغلب القطعات العسكرية المنتشرة على طول هذا الطريق، ولأول مرة نقوم بزيارة مقر قيادة عمليات تحرير الموصل الرئيسية في القيارة، وزيارة قادة فرقة الـ(15)، وكذلك قيادة الشرطة الاتحادية، والاطلاع على آخر مستجدات القضية، والمراحل الفاصلة لتحرير مدينة الموصل.
كما زرنا مقر كتيبة تجهيز الصواريخ المسؤولة عن تجهيز جميع فصائل الحشد الشعبي بالصواريخ، وأشير إلى نقطة جداً مهمة كان هناك إتصال وإشراف ميداني متواصل ومباشر من قبل سماحة السيد المتولي الشرعي (دام عزه) بالرغم من رداءة الاتصال وصعوبتها.
موضحاً: كان التواصل كبيراً.. ولاحظنا المعنويات التي لا توصف والهمم العالية للمقاتلين الأبطال، وأيضاً لاحظنا كثرة المواكب التي تقدم الخدمات المجانية لكل المقاتلين، وأنت على بعد (14) كم عن مركز مدينة الموصل.. فشاهدنا ما شاء الله السيارات المدنية والناس ذاهبة إلى أشبه بمناطق سياحية وترفيهية يتجولون بها، وكانت الفرحة على وجوههم كفرحة الأطفال الذين يذهبون إلى المدن الترفيهية، وهذه من النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا، وبث فينا الروح العالية في خوض المعارك.
وواصل الشيخ صلاح الكربلائي (دام توفيقه) حديثه قائلاً: كما قام الوفد بزيارة العوائل في المدن المحررة، ولاحظنا كيف كانوا مغرراً بهم، وشعروا بصدمة كبيرة عندما شاهدوا تعامل القوات الأمنية الموجودة بينهم، والاهتمام بهم، ورعايتهم، وفسح المجال لهم، وهذا دليل على تطبيق وصايا المرجعية الدينية في التعامل مع الناس الآمنة، وعدم التعرض إلى المدنيين.
كما لاحظنا في بعض القرى حتى شبابهم موجودون، ورجالهم ونساؤهم وأطفالهم، وحتى مواشيهم موجودة لم يتم التعرض إليها، ولاحظنا حتى الذي يرعى الغنم في القرية، وهو يرعى قطيعه بشكل طبيعي من دون مضايقات.
مشيراً: إن التفاؤل موجود في حسم قضية الموصل عن قريب إن شاء الله تعالى، وداعش أيامه معدودة ولن يبقى طويلاً، ولا مكان له بالعراق، ما دام الغيارى موجودين فيه، والغريب في القضية أن موضوع تحرير القرى كان سريعاً جداً، فإحدى الفصائل خلال يومين حررت ثلاثة قرى، وأيضاً شاهدنا همة ضباط القوات الأمنية عالية جداً وهم متفائلون بحسم القضية عن قريب إن شاء الله تعالى، كذلك تعجبت بالتفاعل الكبير جداً ما بين قطعات الحشد الشعبي والتنسيق العالي ما بينهم وبين قيادة القوات الأمنية المشاركة في المعركة.
المجاهد السيد رياض العناوي من لجنة الإرشاد والتعبئة للدفاع عن عراق المقدسات في منطقة الركعي في ناحية القيارة:
لجنة الإرشاد والتعبئة للدفاع عن عراق المقدسات في العتبة العلوية المقدسة مكونة من مجموعة فضلاء الحوزة العلمية في النجف الأشرف، تقوم منذ بداية الفتوى المباركة بمشاركة القوات الأمنية العراقية وفصائل الحشد الشعبي المعارك التي يخوضونها في ميادين تحرير المدن المغتصبة من قبل الزمر الإجرامية الداعشية.
هذا العمل يتنوع على عدة مهمات منها: المشاركة في جبهات القتال، وحمل السلاح مع المقاتلين ورفع معنوياتهم، وأيضاً تقديم الدعم اللوجستي، فمنذ انطلاق عمليات تحرير الموصل، نحن متواجدون والمشاركة مع الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع في المحور الغربي لتحرير الموصل.
كما شاركنا معهم وقدمنا التضحيات والدماء الطاهرة، وآخرها السيد عبد الرضا الفياض، والشيخ جعفر المظفر اللذان استشهدا في قاطع الغربي للموصل، وإن شاء الله الفرج قريب سيتم تحرير كل شبر مغتصب من مدينة الحدباء العزيزة علينا وعلى قلوبنا.
الصحافي سيف الخياط مراسل قناة العراقية في قاعدة القيارة العسكرية:
منذ انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل ما أنجز من حركات عسكرية أدى إلى تحرير مساحات واسعة، ونقاط مهمة، ومفارق طرق استراتيجية بالنسبة للحكومة العراقية. اليوم نتحدث عن مراحل ظهور الدولة في المناطق التي تحررت وارجاع الأمن وعودة الطرق السالكة للمواطنين، والقوات العسكرية بدأت تأخذ مواضعها الثابتة في المدن.
هذا الجهد الاستثنائي جاء بشكل أساسي تلبية للنداء المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، وأيضاً إصرار العراقيين وايمانهم بترابهم ومقدساتهم وبشرفهم، وهذا الإصرار من صيف عام 2014م إلى هذا اليوم تم تحرير آلاف الأميال بدءاً من جرف الصخر، ونحن الآن على جرف الموصل، وإن شاء الله تعالى أيام قليلة سيعلن تحريرها بشكل تام.
شهدت معركة تحرير الموصل تغطيات بشكل مميز من الناحية الإعلامية؛ لكون المؤسسات الإعلامية خلال السنتين الماضيتين اكتسبت الكثير من الخبرة كتعلم أساليب الحرب النفسية، وتعلم كيفية حماية النفس أثناء المواجهات، وتعلم كيفية إرسال التقارير التي تكون ساندة وحيادية لإظهار الحقيقة في ساحات الشرف والعز والكرامة، وهذا مما جعل في عمليات تحرير نينوى إطلاق التحالف الإعلامي الوطني، وإصدار نشرة صحفية مشتركة مع الكثير من القنوات العراقية للبث من أرض المعركة.
وهنا في قاعدة القيارة العسكرية يوجد مركزان: مركز للإعلام العراقي والعربي، وهو تجمع كبير للصحفيين، ومركز آخر مخصص للإعلام الأجنبي، مما جعل وجود المراسلين بكم هائلاً لنقل الصورة من أرض المعركة، وتوضيحها إلى المتلقي سواء في داخل العراق وخارجه.
العميد الركن نصر حسن إبراهيم رئيس أركان فرقة الـ(15):
تشرفنا في هذا اليوم بزيارة وفد العتبة العباسية المقدسة إلى مقر قيادة الفرقة في قاعدة القيارة العسكرية، وهذا ليس بغريب عليهم، فقد واكبوا جميع مراحل التطهير والتحرير منذ إطلاق الفتوى المباركة إلى يومنا هذا، وهم دائماً حاضرون أمامنا في مواقع القتال، ونحن جنود أوفياء إن شاء الله تعالى للمرجعية الدينية وللوطن.
فرقة الـ(15) تشارك في معركة تحرير الموصل، وتمسك بأكبر محور عمليات وهو محور الجنوب الذي يبلغ (56) كم، وشاركت في تحرير ناحية القيارة بفترة قياسية جداً، وهي أول بشارة تزف للشعب العراقي بتحرير محافظة نينوى الحبيبة.
وإن شاء الله تعالى مدينة الموصل باتت بين قوسين أو أدنى من تحريرها بالكامل من الإرهاب، وأيام قليلة ويعلن خبر التحرير، حيث أغلب القطعات العسكرية المشاركة هي على أبواب مدينة الحدباء، وأصبح العدو منكسراً ومنهاراً ومعنوياته بالحضيض، بينما قواتنا الأمنية البطلة تواصل الزحف بهمة عالية جداً، وتتسابق في القتال لدحر العدو.
وأثبتت معركة الموصل وحدة كافة الفصائل من الجيش والشرطة والبيشمركة والحشد الشعبي التي تقاتل بيد واحدة ضد العدو المشترك، وهذه سابقة لم تتواجد طيلة السنين الماضية.
المقدم فلاح حسن علي الركابي آمر البطرية الثانية في فرقة النخبة/ الشرطة الاتحادية:
نحن بصفتنا مدفعية ميدان الشرطة الاتحادية، وحين صدرت الأوامر بالتوجه لخوض معركة تحرير مدينة الموصل العزيزة من دنس الإرهاب الداعشي توزعنا على جانبين: الجانب العسكري والجانب المدني.. وقمنا بإسناد القطعات المتجحفلة من قاعدة القيارة باتجاه نينوى، ولله الحمد فتح لنا الله (عز وجل) فتحاً مبيناً ونصراً عزيزاً، خلال فترة وجيزة، انهزم الأعداء أمام قطعاتنا الباسلة، وكان الإسناد أيضاً من فصائل الحشد الشعبي والمرجعيات الدينية والمؤسسات المجتمع المدني.
نحن الآن نقاتل على مشارف حمام العليل، وإن شاء الله تعالى التقدم مستمر ومعنوياتنا عالية جداً، ونتعامل مع المناطق المحررة بشكل أخلاقي كبير حسب توصيات المرجعية الدينية العليا، وحسب ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته الكرام عليهم السلام ، لذا يكون تقدمنا بطيئاً جداً؛ لأننا نراعي الجهد المدني حسب التوصيات التي وجهت لنا بمراعاة المواطنين الأبرياء.
نشكر كثيراً وفد العتبة العباسية المقدسة على مشاركته القطعات العسكرية المتقدمة في عمليات التحرير مدينة الموصل، وتقديمه الدعم اللازم لديمومة المعركة، فالوفد يعتبر المرشد الأبوي الأول لنا ونحن نتبرك بهم؛ لكونهم يحملون أنفاس حامل لواء الحسين المولى أبي الفضل العباس عليهما السلام ، وهو شرف لنا بأن المرجعية الدينية تدعو لنا بالنصر المؤزر والتوفيق والسداد.
العميد الركن ناصر حربي حسين مدير عمليات فرقة المغاوير النخبة في الشرطة الاتحادية:
الفرقة مكلفة بمقاتلة الأعداء وسحقه على محور جنوب الموصل، فتم بعون الله (عز وجل) تحرير كل المناطق والقرى المطلة على هذا المحور، وصولاً إلى مرفق حمام العليل وعين الجحش، ونحن مستقرون الآن على مشارف هذا المرفق إلى حين بدء المرحلة الثانية لتحرير باقي المدينة.
كما نلاحظ معنويات المقاتلين عالية جداً في تحقق الانتصارات بفضل الله تبارك وتعالى، وهمة قياداتنا والغيارى من أبناء هذا البلد، ونحن مستعدون لخوض المعارك وصولاً لتحرير كل شبر مغتصب من الزمر التكفيرية.
وزيارة وفد العتبة العباسية المقدسة إلى جبهات القتال تزيد من همتنا وترفع المعنويات في الاستمرار بالمعركة، وهم مشكورون على الدعم الذي نعتبره هدية من سيدنا الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام .
المجاهد يوسف معيوف عبد آمر السرية الثانية/ الفوج الرابع/ اللواء الخامس:
هذا الفوج يسمى بفوج الإمام الحسن العسكري عليه السلام الذي تأسس في بداية الفتوى المباركة، وهو الذي أعطى أول شهيد في جبال مكحول بعد الفتوى المقدسة، ونحمد الله ونشكره حيث نمر بمعنويات عالية جداً، ونحن نسطر أروع الانتصارات في ساحات الجهاد والعز منذ أكثر من سنتين، وها هو اليوم نقف مرابطين على محور جنوب الموصل في قرية (الشِج) حيث تمتاز قواتنا بأنها قوى هجومية ضاربة، تحرر الأرض، ومن ثم تتحرك إلى الأمام لمواصلة باقي العمليات القتالية.
ومثل ما تلاحظون بأعينكم أن أهالي القرية متواجدون فيها، ومنعناهم من الخروج، وهم الآن يمرون بصحة جيدة من دون انتهاك أو اعتداء على أحدهم؛ لأننا جئنا محررين لا أكثر، وتستطيعون أن تلتقوا بهم وتتعرفوا على رأيهم بخصوص قواتنا الموجودة في ديارهم.
كما نتشرف بزيارة وفد العتبة العباسية المقدسة واطلاعهم على أمورنا، وهم مواكبون لساحات القتال منذ إطلاق الفتوى المباركة سواء في الفلوجة وبيجي والصقلاوية وجبال مكحول وغيرها.. وجزاهم الله خير الجزاء فقد بذلوا جهداً استثنائياً في دعم المسيرة الجهادية.
الحاج عماد أبو ناصر من أهالي قرية الشِج المحررة:
نشكر القوات الأمنية العراقية البطلة على تحريرها المدن والقرى الموصلية، وتخليصنا من جبروت داعش الإرهابي، والله لقد أذاقونا مرارة العيش، فقد حرمونا من الأكل والمشرب، وسبوا نساءنا وقتلوا شبابنا وهجرونا، ولغاية هذه اللحظة اخذوا منا الكثير من الرجال والنساء والأطفال بشكل اجباري لوضعهم بشكل دروع بشرية في مركز الموصل، نحمد الله تعالى ونشكره أن خلصنا منهم، وأعادنا إلى ربوع الوطن، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم علينا جيشنا العراقي الباسل فوق رؤوسنا.
داعش استخدم معنا أسلوب التهويل والتكذيب في قلب الحقائق، حيث قال لنا: إن ميليشيات إيرانية سوف تأتي إليكم وتقتلكم وتذبحكم وتغتصب نساءكم وتشرد اطفالكم، لكن اليوم رأينا عكس ذلك، فقد رأينا الروح الأبوية والأخوية العالية من قبل الجيش العراقي في التعامل معنا،.. والآن بعد عودة شبكات الاتصال، قمنا بالتواصل مع المغرر بهم ووضحنا لهم الحقيقة وقلنا لهم بأننا نعيش في نعيم، ولا أحد يعتدي علينا وكل تلك الأبواق والتهويلات التي أطلقها داعش هي عبارة عن أكاذيب مدفوعة الثمن.
القائد أبو جعفر أمر كتيبة الصواريخ المركزية في هيئة الحشد الشعبي:
تقوم كتيبة الصواريخ بتجهيز وتمويل وإسناد كافة فصائل الحشد الشعبي والقوات المسلحة العسكرية والشرطة الاتحادية بالصواريخ في معركة تحرير الموصل، واشتركنا لحد الآن في كل معارك تحرير الموصل.
لدينا تنسيق عال مع الأجهزة الأمنية الحكومية ولا يوجد تعارض في العمل، وهذا هو سر الانتصارات السريعة في محور جنوب الموصل، وسنستمر إلى تحرير باقي المدينة من الدواعش التكفيرين.
كما نتشرف بزيارة وفد العتبة العباسية المقدسة إلى مقر كتيبتنا، ونشكرهم على الدعم اللامحدود إلى كافة القطعات العسكرية، وهذا ليس بغريب عليهم فهم سباقون في كل المعارك بإسناد المقاتلين.