محاورة أكاديمية لمنشور في صدى الروضتين

30-12-2018
خاص صدى الروضتين
محاورة أكاديمية لمنشور في صدى الروضتين
محاورة أي منشور ثقافي أكاديمي، يعتبر متابعة مهمة لخصائص الثقافة التدوينية، واحتواء بحث التخرج الجامعي لمنشور صادر في صدى الروضتين يعد مساهمة مهمة لبث الوعي الاعلامي عند الطلبة؛ ليكونوا قريبين من العمل التطبيقي، وقراءة منجز مدون في صدى الروضتين حمل طعم الجهد الجماعي لملف الانتفاضة الشعبانية، ومنها استذكار (على روابي الانتفاضة) الذي نشر في العدد الخاص بالانتفاضة الشعبانية، فكان جواب صدى الروضتين، أن هذا الاستذكار عبارة عن مشاهدات معاشة عند البعض الكثير من تفاصيل هذ الاستذكار معروفة عند الذين ساهموا بالانتفاضة المباركة، فكان الاستذكار جزءاً من مذكرات غيرية تتحدث عن بطولات أهالي كربلاء، والفعل القصدي هو نقل معايشة فكرية الانتفاضة للناس.
رؤى مثقفة تناقش وتحاور، وشخوص تتجادل من أجل مصير بلدها العراق، لكون هذه الانتفاضة لم تنل ما تستحق الى اليوم؛ كونها انتفاضة تحمل سمات شعب بعفويته، وبيقينه الانساني، وهي لم تتبع لأي منهجية تحزبية، ولا تتبع لتيار سياسي سوى لقيادات المرجعية الدينية المباركة والتي تشكل انتماء ايمانياً انسانياً، ولهذا هي غايرت المعاني المعدة اليوم تحزبياً لاحتواء الانتفاضة معنوياً، وجعلها في بوتقة الانتماءات الضيقة. وأما ما عانته هذه الاستذكارات وما لاقته من صعوبة نشرها في كتاب؛ كونها اذا طبعت ككتاب سينظر الى المادة باعتبارها مادة توثيقية، ويتم مطالبتها بالتوثيق الشامل باحتواء اسماء جميع الشهداء وجميع المقاتلين، وسنحتاج الى جهد توثيقي يؤدى من قبل لجان، ولا اعتقد أن أحداً ما سيقتنع اذا ما اجبناه انها مشاهدات، وكان هناك سؤال لمحاورة اخرى عن السبب الذي دعا صدى الروضتين إلى اصدار العدد الخاص بالانتفاضة، فأجابت برؤيتها المتمكنة من أن جميع المحافظات خلدت انتفاضاتها، واقل المحافظات كانت حصة كربلاء..!
بعض الكتاب المهمين اقدموا على الكتابة عن الانتفاضة الكربلائية، وكل كاتب برؤيته وصدى الروضتين قدمت اكثر من رؤية وحكاية؛ لأن الانتفاضة تعني عند صدى الروضتين المصير، والمصير الانساني يستحق فسحة من التأمل من الفكر، عراقية كربلاء لا تريد الوقوع تحت نير أي سلطة كانت..
هذا هو الحلم، وكانت الانتفاضة هي المعبر الحقيقي عن هذا الامل، ليس هناك في الانتفاضة تحزبات او تيارات فلا نعتقد من حق احد ان يدعيها لحزبه، فهي كانت ثورة جماهيرية عارمة، أعطتنا الكثير من الدروس التي يمكن الآن ان نبحث في مضامينها، مثال امس يقال: ان الفلوجة ثارت ضد السلطة، هذا التشخيص لا علاقة له في احقية هذا الشغب العارم ام لا، لكن ما يهم لصدى الروضتين انها قتلت الناس بحجة الانتفاضة، قتلت من لا علاقة له بسياسة السلطة، قتلت عابري سبيل، وحجاج بيت الله الحرام، وزائري العتبة الزينبية، وفجرت اطفالا ونساء، وانتهكت حرمات، وبيعت نساء في مزادات النخاسة، ولم يسلم احد لمجرد انتمائه العقائدي..!
في الانتفاضة الشعبانية كربلاء تم منح الامان للجميع، ويكذب من يقول: إن جنديا واحدا قتل لأنه سني المذهب، او يزيدي الدين، لم يقتل احد سوى من قتل من المهاجمين العسكر الذين هاجموا كربلاء من صنوف البطش، لذلك كان الشعور السائد بأن هذه الانتفاضة بحاجة ماسة الى توثيق وبعدة رؤى، وفي الصدى المباركة تم معاملتها كانتفاضة عراقية وليست مذهبية.
لكربلاء قدرات تتنامى، ولكربلاء طموح الى الحرية والتحرر، ولكربلاء مواقف عشق منذ التاريخ الاول لصرخة الطف الحسيني، ولهذا كانت هذه اللا المنتفضة حسينية، وهذه الشفرة فك رموزها العدو قبل الصديق، وإلا لو تأملنا في تهديد المجرم حسين كامل حين دخل كربلاء بعدما ذبحها لم يقل: انا وانتم ايها الكربلائيون والزمن طويل كما يقال في التهديدات، ولم يقل: انا انا وانتم اينكم؟ بل قال قولته المشهورة باللعنة والخبث: انا حسين قائد العسكر، وانت حسين قائد الانتفاضة، وها انا اذبح الانتفاضة فقم لتنصرها، اقف بباب دارك منتصرا..! اي انه ربط الانتفاضة الشعبانية بقائدها الفعلي هو الحسين بن علي عليهما السلام .
ومن هنا ترى صدى الروضتين ان الانتفاضة ما كانت مشيدة على تعصب كالذي حدث في شغب بعض المحافظات: كالفلوجة أو تكريت أو الموصل.. ولم تكن الانتفاضة الشعبانية انتفاضة قبلية ولا طائفية، بل جاءت ضد الحروب المستمرة التي انهكت قوى الشعب تلك الحروب التي زج بها الشعب العراقي.
ومنذ العشق التدويني الاول لصدى الروضتين، كانت ترى ان الكتابة مشاعر، ولابد ان تصقل بلغة شعرية شعورية تدفع الجملة الادبية الى التعالق الشغوف مع روح التلقي، ولا اسلوب يمكن له ان يتفاعل مع القراءة والتعايش اكثر من جمالية الاستعارات، فالاستذكار كتب بعفوية التطبع والتي تعني اللغة ذات المستويات البيانية المتعددة التأويل تراكيب جملية وصياغات انزياحية عبارة عن تشبيهات واستعارات وهي من ذات السبيل، فألف محبة لكل خطوة اكاديمية تحمل الالفة مع صدى الروضتين، وهي على اعتاب ذكرى يوبيلها الذهبي الثالث، متمنين لكل الجهود الخير والتقدم والنجاح.