وفد من العتبة العباسية المقدسة يزور قطعات الحشد الشعبي

30-12-2018
زين العابدين ظنون
وفد من العتبة العباسية المقدسة
يزور قطعات الحشد الشعبي
في الموصل ومكحول ويدعمها لوجستياً
توجه وفد من العتبة العباسية المقدسة ضمّ عدداً من المشايخ والمنتسبين من أقسام: (الشؤون الدينية, والشؤون الفكرية والثقافية, والعلاقات العامة, والآليات) الى محافظتي صلاح الدين ونينوى من أجل تقديم الدعم اللوجستي الى أبطال الحشد الشعبي المقدس في جبال مكحول، وفي مطار تلعفر. وقد استمرت رحلة الوفد لمدة ثلاثة ايام، تمكن خلالها من زيارة عدد كبير من مناطق الموصل المعطرة برائحة النصر، والخالية من آثار داعش التي تلاشت بسبب سقوط أمطار غزيرة جداً – ولعل السماء عبرت عن فرحتها بهذه الأمطار -.
رحلة الوفد لم تخل من المخاطر، ولكنها ستبقى نقطة مضيئة في تاريخ كل من كان على متنها، سيما وأن وفد العتبة المقدسة ذهب الى ساحات الجهاد حاملاً معه عبق وأريج ساقي العطاشى، وقربة مليئة بالتضحية، اضافة الى كميات من المواد الغذائية والألبسة الشتائية والمستلزمات العسكرية.. صحيفة صدى الروضتين رافقت الوفد خلال هذه الرحلة المباركة، وتابعت أحداثها, فكانت لها هذه اللقاءات:
رئيس وفد العتبة العباسية المقدسة فضيلة الشيخ عادل الوكيل (دام توفيقه), تحدث قائلا:
هذه الزيارة كانت بتوجيهٍ من سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) من أجل ديمومة زيارة المقاتلين في جبهات القتال، والتواصل معهم.. ونحن على يقين أنّ كلّ ما يُقدّم للمقاتلين هو قليلٌ أمام ما يُقدَّم من قبلهم، ولا يُقارن بما يبذلونه، وبالأخصّ في هذه الظروف العصيبة.
وتوجهنا خلال هذه الزيارة الى مناطق متعدّدة في مكحول والموصل (المناطق القريبة من مطار تلعفر)، وكانت لنا لقاءاتٌ كثيرة مع المقاتلين، ووجدناهم ذوي عزيمة وإصرار غير مُبالين بكافّة ما يُحيط بهم لا من عدوّ داعشي ولا من ظروف جوية قاسية.. وإن همّهم الوحيد هو تحرير هذه الأراضي المغتصبة من زمر الشر والارهاب. وقد نقلنا لهم سلام وتحيّات العاملين في العتبة العبّاسية المقدّسة, ودعونا لهم بالنصر المؤزر على اعداء الاسلام.
وهذه الزيارةُ هي جزءٌ من واجبنا الدينيّ والأخلاقيّ اتجاه هؤلاء الابطال الذين ضحوا بكل شيء، وأصبحوا عنوانا للبطولة والتضحية متأسين بالإمام أبي عبد الله الحسين وأخيه المولى ابي الفضل العباس عليهما السلام .. وان شاء الله تعالى هم قاب قوسين او ادنى من ادراك النصر التام، وانتهاء المعركة تماماً؛ لأن عصابات داعش الاجرامية هي في الرمق الاخير، ولم يتبق منها سوى القليل, وان المسألة مسألة وقت لا اكثر وينتهي كل شيء.. نسأل الله تعالى ان يزيد مجاهدينا الابطال ثباتاً وسداداً ويتوجهم بالنصر, وان يمنّ على الجرحى منهم بالشفاء العاجل, ويتغمد الشهداء بواسع رحمته وجناته.
مقدم لواء انصار المرجعية وآمر قوة بيجي السيد مهدي العوادي, تحدث قائلاً:
النقاط التي يشغلها لواء انصار المرجعية في قاطع عمليات بيجي هي مدخل قضاء بيجي (السيطرة الرئيسية), والتلال المطلة على مصفى بيجي المحاذية للحراريات في جبال مكحول، اضافة الى 17 نقطة مرابطة منتشرة في مناطق مختلفة، حيث يبلغ عدد مقاتلي اللواء في بيجي 268 مقاتلاً, وان الوضع بصورة عامة تحت السيطرة وزمام الامور بيد ابطال الحشد المقدس, وجرذان داعش يلفظون انفاسهم الاخيرة في جميع مناطق العراق.
الجدير بالذكر ان قوة كبيرة تابعة الى لواء انصار المرجعية اتجهت صوب مطار تلعفر لتشارك في عمليات تحرير قضاء تلعفر، وسنردفها بقوة مثيلة بعد ايام قليلة لتكون لنا حصة في عمليات تحرير الموصل وإعادتها الى احضان الوطن.
وان زيارة العتبة العباسية المقدسة هذه هي ليست الاولى، وأنا على يقين بأنها لن تكون الاخيرة, وكل كلمات الشكر والعرفان قليلة بحق القائمين على العتبة العباسية المقدسة؛ لأنهم وقفوا معنا وقفة حقيقية منذ انطلاق الفتوى وحتى هذه اللحظة.. نسأل الله تعالى ان يوفقهم ويأخذ بأيديهم لما يحبه ويرضاه.
المقاتل مالك محمد من أهالي الناصرية – مديرية امن الحشد الشعبي, تحدث قائلاً:
كل الشكر والتقدير والامتنان الى وفد العتبة العباسية المقدسة على هذه الزيارة التي قدمت دعماً معنوياً كبيراً للمقاتلين، فضلا عن الدعم المادي.. نسأل الله تعالى ان يجزي القائمين على هذه المبادرة خيراً، ويسدد خطاهم.
ولا يفوتني ان ابين لكم ان الوضع في الموصل تحت السيطرة تماما، ولم يبق سوى اسابيع قليلة على تحريرها بالكامل من سيطرة عصابات داعش الإجرامية بإذن الله تعالى.
المقاتل جابر مارد مغيفير من أهالي الديوانية – الهندسة العسكرية:
ابطال الهندسة العسكرية في كافة قواطع العمليات وجميع المحاور تخطوا حدود الخيال في الشجاعة والتضحية، وتحدوا الموت، وانتصروا عليه مرارا وتكرارا, فهم يتنقلون بين العبوات على مدار الساعة؛ لكي يدفعوا خطرها عن الاخرين مضحين بأنفسهم لغيرهم, وقد قدموا الكثير من الشهداء منذ انطلاق فتوى الدفاع المقدس وحتى هذه اللحظة.. اما بخصوص زيارة العتبة العباسية المقدسة الى قطعات الحشد في الموصل فهي مهمة واكثر من جيدة, وتحفز المقاتلين على الثبات والاستبسال.
المقاتل السيد حيدر بهلول من محافظة السماوة – لواء انصار المرجعية, تحدث قائلاً:
اعتدنا على كرم ورعاية الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة منذ انطلاق الفتوى المباركة, فقد زارتنا عشرات المرات, وقدمت لنا الكثير والكثير, وهذا يدل على ان قلوب القائمين عليها مع أبطال الحشد المقدس دائما, ودعواتهم لهم مستمرة.. وبالنسبة للوضع الأمني في جبال مكحول فهو مستقر تقريبا رغم وجود بعض الدواعش الجرذان في الجهات المقابلة, ونحن على قدر المسؤولية ولن نفارق الساتر حتى تفارقنا أرواحنا.
المقاتل داخل هاتف غازي من محافظة السماوة - لواء أنصار المرجعية, تحدث قائلاً:
نعاهد مرجعيتنا الدينية (ادامها الله تعالى) بأننا سنبقى جنودا اوفياء لها نضحي بالغالي والنفيس من اجل اعلاء كلمتها كلمة الحق واستعادة اراضي العراق الحبيب, ونحن كنا ولا زلنا رهن اشارتها الكريمة وطوع امرها, وان كل ما لدينا من قوة وعزيمة وثبات فهو مستمد من فتواها وتوجيهاتها ونصائحها لنا.
اما زيارة وفد العتبة العباسية المقدسة هذا اليوم فهي وجه من وجوه دعم المرجعية للمقاتلين ووقوفها معهم, ونحن نتشرف ونفتخر بهذه الزيارة المباركة؛ لأن هذا الوفد يحمل اسم ساقي عطاشى كربلاء المولى العباس عليه السلام ويمثل المرجعية الدينية العليا.
المقاتل الحاج أبو حمزة المنصوري – هندسة الميدان, تحدث قائلاً:
اتقدم بجزيل الشكر والتقدير الى وفد العتبة العباسية المقدسة على هذه الزيارة التي رفعت معنوياتنا، وجعلتنا نلمس اهتمام العتبات المقدسة بالمقاتلين, واشكر الله تعالى؛ لأنه شرفني بلقاء هذا الوفد المبارك.. ومن خلالكم اود ان ابين للعراقيين بأن جميع المقاتلين في الجبهات يتمتعون بروح معنوية عالية وثابتين، ولن ينثنوا حتى تحرير آخر شبر من أرض العراق العظيم أرض الأئمة والمقدسات من دنس عصابات داعش الاجرامية.
الجدير بالذكر أنّ المواد التي تمّ إيصالُها للمقاتلين هي من صناديق دعم الحشد الشعبيّ المنتشرة في حرم أبي الفضل العبّاس عليه السلام ، وفي المناطق القريبة من الصحن الشريف، وفي منطقة ما بين الحرمين الشريفين التي يُشرف عليها قسمُ الشؤون الدينيّة في العتبة المقدّسة.