فضلاء الحوزة العلمية المرابطين في ساحات القتال يتشرفون بزيارة العتبة العباسية المقدسة

30-12-2018
زين العابدين السعيدي
فضلاء الحوزة العلمية المرابطين في ساحات القتال
يتشرفون بزيارة العتبة العباسية المقدسة
طلبوا العلم وجدّوا في طلبه, وتركوا كل شيء في سبيله؛ لأنهم يعلمون جيداً بأن لا حياة دون علم، ولا انسانية دون دين.. وعندما أطلقت المرجعية الدينية العليا فتوى الوجوب الكفائي للدفاع عن العراق والمقدسات، هبوا ملبين لها، وطالبين للشهادة، كطلبهم للعلم, ومنهم من نالها والتحق بالرفيق الاعلى, ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. وحتى هذه اللحظة التي تشرفوا بها بزيارة المولى ابي الفضل العباس عليه السلام ، هم مرابطون في ساحات القتال، داعمون وموجهون، وساندون للإخوة المقاتلين تاركين درسهم الحوزوي – وهذا امر صعب جدا على طالب العلم – ولكن ما يهونه ما هو اهم منه في الوقت الحاضر وهو العراق ومقدساته.
وقد استقبلهم سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد احمد الصافي (دام عزه) في قاعة تشريفات العتبة المقدسة, وتحدث معهم حول اهمية دورهم في ساحات الحرب، وأشار الى ان وجود رجل الدين يرفع من معنويات المقاتلين، ويشد من ازرهم، ويكون بمثابة الموجه لهم والساند.
كما تطرق سماحته الى تضحيات الحوزة العلمية الشريفة خلال هذه المرحلة حيث قدمت الكثير من الشهداء والجرحى, وفقدت العديد من طلابها.. وأكد في حديثه على اهمية توثيق كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة تحدث في ساحات القتال.
كما اوصى سماحته بتوجيه المقاتلين لكتابة كل ما يمر عليهم يوميا، وتدوينه ولو بأسلوب بسيط جدا.. واختتم بالدعاء لهم بالتوفيق والثبات والنصر, وقال: "هذا تأريخ مشرف جدا سيكتب بعد تحرير العراق, وسيغبطكم عليه من لم يتمكن من اللحاق بكم". وفي نهاية اللقاء، تحدث عدد من المشايخ مع سماحة السيد الصافي(دام عزه) حول بعض المشاكل التي تواجه الدعم اللوجستي، وتمت مناقشتها ووضع حلول أولية لها..
صدى الروضتين تابعت هذه الزيارة، وأجرت لقائين كانا كالآتي:
رئيس لجنة الإرشاد والتعبئة للدفاع عن عراق المقدسات التابعة للعتبة العلوية المقدسة فضيلة الشيخ عادل السوداني, تحدث قائلاً:
الحوزة العلمية الشريفة هي من نادت بالوجوب الكفائي متمثلة بآية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله), وعندما أفتت لم تجلس في البيت، وإنما أفتت ونزلت الى الميدان، وتابعت الأحداث، ونظمت الكثير من الأمور.. ومنذ بداية صدور الفتوى شكلت لجنة الإرشاد والتعبئة تلبية لنداء المرجعية الدينية العليا, وبدأت بإرسال الوفود والمبلغين الى قطعات القتال، حيث باشرنا في العمل في محاور آمرلي، ثم جرف النصر، اضافة الى عامرية الفلوجة وحزام بغداد وغيرها.
وان عدد المبلغين هو 1085 شخصا من اساتذة وأفاضل وطلبة الحوزة العلمية, اما عدد الوفود التي ارسلتها اللجنة الى جبهات القتال هو اكثر من 1700 وفد تبليغي, وكان عدد طلاب العلم المشاركين في هذه الوفود هو 4600 طالب علم.
فضلا عن كل ما تقدم، قمنا بفتح مراكز ومخازن للدعم اللوجستي في مناطق متعددة ومنها: (بيجي (دور الـ 600), وناظم التقسيم في الصقلاوية, واللطيفية, واليوسفية) اضافة الى مواكب الطبخ التي تقدم اكثر من 3000 وجبة يوميا في سامراء وفي بيجي. اما بالنسبة للجانب الطبي، فقد قمنا بفتح مستشفى جراحي في مدينة سامراء المقدسة تحت اسم (مستشفى محمد الماجد), وكذلك فتح مركز صحي في مدينة النجف الأشرف في محيط العتبة العلوية المقدسة (مركز الأمير الصحي لدعم الحشد الشعبي وعوائلهم), اضافة الى ارسال جرحى الحشد الى الخارج، وذلك بتسهيل تأشيرة وتذاكر النقل لهؤلاء الجرحى.. وقد بلغ عدد الجرحى المسفرين من قبلنا هو 400 جريح.
في الختام.. أود أن أبين أن لجنة الإرشاد والتعبئة تابعة للعتبة العلوية من الناحية القانونية والإدارية, ولكنها تعمل بدعم وتمويل وإشراف مكتب سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف), وان سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة كان احد الداعمين والمتابعين لعمل اللجنة منذ البداية وحتى هذه اللحظة, وان دعوته هذه لنا، ولقاءه معنا اليوم خير دليل على اهتمامه بعملنا.
مسؤول لجنة الدعم والإرشاد المعنوي في العتبة العباسية المقدسة فضيلة الشيخ حيدر عبد الزهرة العارضي:
بعد صدور الفتوى المباركة من سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) لبى الكثير من طلاب الحوزة الشريفة هذا النداء للدفاع عن الوطن والمقدسات, وصد هذه الهجمة الشرسة, واثبتوا للناس ان رجل الدين وطالب العلم الحوزوي لا يقتصر دوره على التوجيه والإرشاد فقط، بل هو قادر على العمل والقيادة، بل هو اساس العمل، وأساس التضحية.. فإكراماً لهذه الوجوه الطيبة وهذه الوقفة الكبيرة تقدم سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد احمد الصافي (دام عزه) بدعوتهم لزيارة العتبة العباسية المقدسة والتبرك بخيرات وأجواء المولى ابي الفضل العباس عليهم السلام , ومناقشة بعض الامور المهمة التي تقف عائقا امام مشروعهم وعملهم الجهادي.
وقد لبى هذه الدعوة نخبة منهم, واما الباقون فهم مرابطون في ساحات القتال ولم يتسنَ لهم الحضور وتلبية الدعوة.. وان العتبة العباسية المقدسة لم يقتصر عملها على دعم الاخوة المبلغين، فحسب بل بادرت بدعم الاخوة المقاتلين في كل القطعات العسكرية, وكذلك دعمت مقاتلي الجيش العراقي ومقاتلي الشرطة الاتحادية, وكل من حمل السلاح بوجه عصابات داعش التكفيرية من ابناء العشائر والقبائل العراقية الاصيلة.
الجدير بالذكر ان هذه الزيارة ليست الاولى من نوعها، بل سبقتها زيارات عديدة ومتنوعة لعدد من مقاتلي الحشد الشعبي ومقاتلي القوات الامنية على اختلافها, حيث اخذت ادارة العتبة العباسية المقدسة على عاتقها مسؤولية الاهتمام بشؤون هؤلاء الابطال ومتابعة اوضاعهم امتثالا لوصايا وتوجيهات سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف).