بسواعد عراقية خالصة مدينة سيد الأوصياء عليه السلام أكبر مدن الزائرين في العراق
30-12-2018
سجاد طالب الحلو
بسواعد عراقية خالصة
مدينة سيد الأوصياء عليه السلام أكبر مدن الزائرين في العراق
ما أكثر وأجمل المشاريع الهندسية التي تصاغ من مهندسي الوطن الغالي في ربوع العتبات المقدسة؛ لتسر أعين الناظرين والقاصدين لزيارة الأئمة الأطهار عليهم السلام ، ومن بين العتبات المقدسة نرى العتبة الحسينية المقدسة تميزت بإنشاء مدن الزائرين المميزة، وبتصاميم معمارية حديثة واسلامية في نفس الوقت. فبعد مدينة الزائرين على طريق (حلة – كربلاء)، و(نجف – كربلاء), افتتحت العتبة الحسينية المقدسة أكبر واجمل مدينة للزائرين الكرام وتحت مسمى (مدينة سيد الاوصياء عليه السلام للزائرين)؛ تزامناً مع مولد نبي الانسانية محمد صلى الله عليه واله وسلم وحفيده الامام الصادق عليه السلام .
وشهد الحفل حضور ممثلي المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) والشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، اضافة الى حضور مجموعة كبيرة من الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية.
وسط اجواء الفرح والسرور والابتهاج، بدأ الحفل المبارك بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الحاج عادل الكربلائي، بعد ذلك ذكر عريف الحفل كلمة عن مقاتلي الدفاع المقدس منسوبة لسماحة السيد محمد رضا السيستاني(دام عزه)، بعدها وقف الجميع من أجل قراءة سورة الفاتحة المباركة على أرواح الشهداء السعداء، لتبدأ اولى كلمات الحفل من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) فقال فيها:
في الوقت الذي ترسم فيه قواتنا المسلحة ومن يساندهم من المتطوعين الابطال ورجال العشائر الغيارى على صفحات التاريخ لوحات العزة والكرامة، تاركة لأجيال المستقبل ما تفتخر به، هناك من يرسم صفحات أخرى من العمل والبناء والتطور.
وإذا كانت العتبات المقدسة في العراق هي التي انطلق منها النداء المقدس للدفاع عن هذا البلد، فلا عجب أن تكمل هذه العتبات المقدسة النصف الآخر من مسيرة الحفاظ على تراث وموطئ هذا البلد بين حضارات العالم.
وقد كان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية خلال السنوات الماضية دور كبير في إنجاز الكثير من المشاريع الخدمية والتعليمية والطبية والثقافية والزراعية وغيرها.
وأضاف الشيخ الكربلائي قائلاً: ان دور مدن الزائرين الكرام لم يقتصر على الزيارات المليونية، وانما قدمت ايضا الكثير من الخدمات للمواطنين خلال السنوات الماضية وطوال شهور السنة، إذ استخدمت هذه المدن لإيواء النازحين الذين نزحوا الى مدينة كربلاء من محافظات مختلفة، وهم من الأنبار والفلوجة وصلاح الدين والموصل وباقي المدن وقد قدمت لهم مختلف الخدمات.
وأكد الكربلائي: ان العتبة الحسينية المقدسة وضمن مشاريعها المستقبلية تسعى لإنشاء عشر مدن للزائرين على الحدود العراقية الكويتية، والحدود العراقية الإيرانية وباقي محافظات العراق، ولكن تأخر بناء هذه المدن العشرة هو لعدم توفر التخصيصات المالية.
ومن ثم جاءت كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الموسوي (دام توفيقه) ألقاها نيابة عنه المدير العام للعتبات المقدسة والمزارات الشيعية السيد موسى الخلخالي والذي قال فيها:
ها نحن اليوم نشهد انجازا كبيرا وفريدا على طريق زوار الامام الحسين عليه السلام وذلك على كاهل العتبة الحسينية المقدسة، والتي ما زالت تحقق الانجاز بعد الانجاز، حتى عادت مصدر الهام لكل من يطمح الى خدمة اهل البيت عليهم السلام وزواره، فبارك الله تعالى بهذه الجهود الطيبة، وجعلها مقبولة عنده.
ان عراقنا الجريح اليوم بحاجة ماسة الى تضافر جهود ابنائه للدفاع عن مقدساته وترابه ولبنائه واعماره.. وهذا ما نجده مجتمعا في مشاريع العتبات المقدسة, حيث الفرق القتالية المنبثقة عنها تتوزع على جبهات القتال، وتسطر اروع ملاحم البطولة والفداء في الدفاع عن العراق ومقدساته، وحيث المشاريع النافعة المثمرة التي تصب في مصلحة الزائرين والطبقات المتوسطة والفقيرة من الشعب.
بعد ذلك جاءت كلمة لرئيس وزراء العراق الدكتور حيدر العبادي، والتي ألقاها بالنيابة عنه محافظ كربلاء المقدسة الأستاذ عقيل الطريحي والتي بارك للعتبة الحسينية المقدسة والعراق اجمع هذه المشاريع المميزة.
جاءت بعد ذلك كلمة للشركة المنفذة لرئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة الحسينية المقدسة المهندس محمد حسن كاظم والذي تحدث عن جوانب وقاعات مدينة سيد الاوصياء العصرية، اضافة الى كلمة الشركة المنفذة (شركة برج المرمر للمقاولات) القاها المدير المفوض للشركة الاستاذ حقي اسماعيل سعيد العسكري, وتخلل الاحتفال إلقاء قصائد شعرية، للشاعر والاديب نجاح العرسان، والشاعر ابو حسنين الربيعي.
حضرت صدى الروضتين مراسيم افتتاح مدينة سيد الاوصياء عليه السلام ، وأجرت عدة لقاءات، كان اولها مع نائب الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد افضل الشامي فتحدث:
بحمد الله تعالى في هذا اليوم المبارك يتم افتتاح مدينة سيد الاوصياء التي تقع على محور بغداد، وذلك بعد مدينتي محور بابل ومحور النجف, وهذه المدينة شيدت من اجل تقديم الخدمة للزائرين الكرام، وتميزت عن باقي المدن بحجمها وجمالها وتطورها وكما ستكون مكان استراحة للعوائل الكريمة سواء من كربلاء المقدسة او باقي محافظات وطننا العزيز, ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن، تبقى مسيرة البناء مستمرة من اجل ابناء مجتمعنا.
وفي لقاء آخر مع رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة الحسينية المقدسة المهندس محمد حسن كاظم، بيّن قائلاً:
في هذا اليوم البارك، نفتتح مدينة سيد الاوصياء والتي تقع على طريق (بغداد – كربلاء)، وتحديداً قبل الدخول الى المدينة المقدسة بمسافة تقدر بنحو (8) كم, والفخر كل الفخر بأن المدينة صُممت من قبل شركة عراقية، ونفّذتها كوادر قسم المشاريع الهندسية والفنية في العتبة المقدسة، حيث تضم المدينة مسجداً بمساحة (1200) متر مربع, ومركزا صحيا بطابقين, وبناية للإدارة والمضيف بمساحة (1400) متر مربع, ومطبخا ملحقا بسعة (500) متر مربع, ومجاميع صحية وحمامات, وشققا سكنية عددها (220) شقة, و(11) قاعة منام للزائرين مساحة الواحدة منها (800) متر مربع بطابقين، إضافة الى نافورات ماء وحدائق، وتبلغ مساحة المدينة (30) دونما أي ما يساوي (75) ألف متر مربع, منها (24) ألف متر مربع خصصت للحدائق والمساحات الخضراء.
ويعد تصميم المدينة مميزا للغاية، حيث تجمع بين الأصالة والحداثة، ولا يضر بالعمارة الإسلامية المتبعة في بناء مدينة كربلاء المقدسة, بحيث تشعر أنّ المدينة جزء من صحن الإمام الحسين عليه السلام أو قريبة منه، كما تعد مدينة سيد الاوصياء معلماً سياحياً وترفيهياً لمدينة كربلاء المقدسة والمحافظات القريبة منها؛ لما تحتويه المدينة من خدمات متكاملة: كأماكن الصلاة والطعام والحدائق والمظلّات والنافورات وألعاب الأطفال بما يحقّق الراحة النفسية للزوار والأهالي.
كما التقينا بالإعلامي الأستاذ مقداد الخفاجي فقال:
مدينة سيد الاوصياء هي خطوة جميلة ورائعة تحمل معنيين: المعنى الاول هي رسالة الى العراق بشكل عام بأننا من الممكن ان نبني ونعمر الوطن الغالي، وهذه المدينة المباركة هي انموذج حي لباقي المشاريع الاخرى, والمعنى الثاني: بأن هذا البناء الشامخ يعطي صورة جميلة للعالم اجمع بأننا نحب السعادة، ونحب الحياة على الرغم من تواجدنا في ساحات القتال، وتسطير الملاحم من اجل تحرير الوطن.. وأخيرا ابارك للعتبة الحسينية المقدسة على هذا الانجاز الرائع.
وفي لقاء آخر مع الدكتور الشيخ عزام الربيعي، بين قائلاً:
يسرنا ويسر جميع المؤمنين في مثل هذه المناسبات العطرة ان تكون هناك فرحتان في آن واحد, مناسبة عطرة بالولادات الميمونة، وفيها الكثير من الدروس والعبر، وصارت مناسبة لأن تكون رسالة كبيرة للإعمار والخير والعطاء, وهي خطوة مباركة من العتبة الحسينية المقدسة من اجل تعمير مدينة كربلاء المقدسة والتي يقصدها الملايين على مرور ايام السنة وفي مناسبات مختلفة, ونسأل الله(جل وعلا) ان يعمر هذه البلد بجهود الطيبين.
ولقاؤنا الاخير مع العقيد علاء الغانمي مدير اعلام شرطة كربلاء المقدسة، بين فيه قائلاً:
محفل كبير، وبناء مميز للعتبة الحسينية المقدسة، ونأمل ان تستمر العتبات المقدسة في هذه المشاريع الرائدة من اجل خدمة زائري الامام الحسين عليه السلام , وهذه رسالة الى العالم اجمع بأن عجلة التقدم مستمرة بالعراق العظيم، ولا سيما من قبل العتبات المقدسة.