دار الكفيل للترجمة والنشر تقيم مؤتمراً حول التراث الشيعي

30-12-2018
حيدر داوود
دار الكفيل للترجمة والنشر
تقيم مؤتمراً حول التراث الشيعي
في أروقة الترجمة
من أجل تسليط الضوء على التراث الإنساني للإمام الحسين عليه السلام بوصفه منبعاً إنسانياً وعلمياً للبشرية جمعاء، واحياء للقيم الإنسانية من خلال عرض العقائد الحسينية التي اثبتت خلودها ونصرها عبر العصور على الرغم من التهديد والتنكيل والبطش، فقد أقام دار الكفيل للنشر والترجمة التابع لمركز الكفيل للإعلام الدولي التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة ورشة عمل علمية خاصة بالترجمة بعنوان (الحفاظ على نهج العترة الطاهرة: الحفاظ على الفضائل) وعلى قاعة الامام الحسن عليه السلام ، واستمرت لمدة يومين متتاليين، وحاضر فيها نخبة من أساتذة وباحثين مختصين في الترجمة من داخل وخارج العراق، وتم مناقشة المحاور الأساسية فيها، أبرزها الادب الإنجليزي، والتداولية، والترجمة، من خلال العديد من البحوث المشاركة في هذا المؤتمر.
خير ما افتتح به هذا المؤتمر آيات من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع الحاضرين مقرئ العتبة العباسية المقدسة ليث العبيدي، ثم تلتها كلمة ترحيبية باللغة الإنجليزية، لتبدأ بعدها الجلسة الصباحية لليوم الأول، وتضمنت سبعة باحثين، والجلسة المسائية ثمانية باحثين.
اما اليوم الثاني فقد تضمنت أيضا جلسة بحثية صباحية لسبعة باحثين، والجلسة المسائية تضمنت ورشة عمل ختامية لمناقشة النتائج التي تلتقي مع اهداف المؤتمر لتأسيس المؤتمر الشامل القادم، وكذلك فقرة التوصيات وترشيح أعضاء من المؤتمرين لمتابعة تنفيذ التوصيات، لتوزع بعدها الشهادات التقديرية على الباحثين، وكلمة ختام ألقاها السيد يونس الموسوي مدير دار الكفيل للترجمة والنشر.
صدى الروضتين التقت بالسيد يونس الموسوي مدير دار الكفيل للترجمة والنشر التابعة لمركز الكفيل للثقافة والاعلام الدولي بين قائلاً:
اليوم دار الكفيل يعقد ورشة عمل علمية خاصة بالترجمة، بحضور باحثين من خارج العراق ومن جامعات بريطانية مثل: جامعة بنغهام، وجامعة اكسفورد وكذلك باحثين من الدولة الإسلامية الإيرانية، إضافة الى باحثين بلدنا العزيز.
وتعد هذه الورشة العلمية هي الأولى من نوعها في العالم والشرق الأوسط، والتي تتناول ترجمة التراث الشيعي أي مذهب اهل البيت عليهم السلام وبالخصوص التراث الحسيني؛ كي نوصل قدر المستطاع نهج آل محمد(صلوات الله عليهم) الى العالم.
وكذلك نريد أن نفتح آفاقاً وابواباً في ظل الظروف التي يعيشها المسلمون عامة والشيعة خاصة في الغرب بلاد المهجر، والصورة التي تشكلت ورسمت عن الإسلام على اثر العمليات الإرهاب التي حدثت في البلدان الاوربية.
كما تردنا الكثير من الأسئلة والاستفسارات من تلك البلدان عن تراث المذهب الشيعي: من هم الشيعة؟ ما هي معتقداتهم؟ ما هو تراثهم؟ من هم أئمتهم؟ من هم قادتهم؟ نريد ان نعرف المزيد، وللأسف فهم يأخذون المصطلحات الشيعية من مصادر غير شيعية، فهذه المصادر والكتب التي قرأوها تركت عندهم هاجساً او شعوراً بأن يبحثوا عن مصدر التشيع حتى يحيطوا بالحقائق كاملة، ويتركوا ما هو مدسوس او ما هو مغلوط.
مضيفاً: قمنا بدعوة أكثر من ثلاثين باحثاً؛ كي نجمع اكبر عدد ممكن من البحوث، وتتم دعوة الباحثين على أسس ومعايير، فيتم الاختيار على أساس ان الباحث لديه بحوث سابقة في مجال ترجمة التراث الشيعي التي تتعلق بمفهوم التداولية والادبيات الأجنبية، خصوصا الادب الإنجليزي، فهم يمتلكون خبرة كافية لإيصال أفكار ومنهج اهل البيت عليهم السلام الى بلدانهم بصورة سلسة وشفافة؛ كي نخرج بمحصلة نصنع ما يسمى بالقاموس او المعجم الخاص بالمصطلحات الشيعية؛ كي يبقى في متناول الباحثين الأجانب.
وتعد هذه الورشة الأولى لدار الكفيل للترجمة والنشر، وان شاء الله تعالى في المستقبل ستكون هذه الورشة دورية، بتوجيه من قبل رئيس قسم الشؤون الفكرية السيد ليث الموسوي (دام توفيقه).
مبيناً اهداف هذا المؤتمر وهي:
تسليط الضوء على التراث الإنساني والإسلامي لمذهب اهل البيت عليهم السلام ، والوصول لحالات التوافق والاجماع بين المترجمين والأكاديميين من اصقاع العالم المختلفة حول المصطلح الشيعي بوجه العام والمصطلح الحسيني بوجه خاص، وجعل الماضي جزءاً لا يتجزأ من الحاضر؛ ليكون درساً أخلاقياً للأجيال القادمة من بسالة وإباء منقطع النظير والتضحية من اجل الاخرين ومبادئ فروسية عليا في المحن، والشروع برسم الخطوط العريضة للـ(القاموس الشيعي المعاصر) الادبي والاجتماعي الذي تتفق عليه اغلب المذاهب؛ ليكون الحجر الأساس للمترجمين والباحثين والأكاديميين.
المدرس المساعد الأستاذ حيدر الموسوي رئيس قسم الترجمة في دار الكفيل للترجمة والنشر بين لصدى الروضتين قائلاً:
حرص قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة على ارسال رسالة إنسانية واضحة وصريحة الى العالم بأن ثقافة وأدب مذهب أهل البيت عليهم السلام هي ثقافة عامة تخص الإنسانية جمعاء، فلذلك كان التوجيه من قبل القسم بأن تكون الترجمة التي تخص المذهب الشيعي بالذات او الإسلام بصورة عامة بعيدة عن الأفكار الضيقة التي تثير النعرات وغيرها من الأمور، حيث طرأت في الفترة الأخيرة عدة تراجم، وهذه التراجم أدت الى زيادة الهوة ما بين الشعوب، وكذلك ما بين المؤسسات، فقد اردنا ان نبعث رسالة اكاديمية واضحة بأن المترجم يجب ان يكون ملتزماً بالمعايير الإنسانية قبل كل شيء.
موضحاً: حرصنا على ان يكون الحضور متنوعاً من مختلف انحاء العالم، فهنالك باحثون وأكاديميون من بريطانيا، وكذلك من إيران ولبنان، فضلاً على الأكاديميين العراقيين.
وهذا المؤتمر هو مؤتمر تأسيسي يتحول بعدها الى مؤتمر دولي عام واشمل، فاخترنا ان نبتدئ باللغة الإنجليزية، وان شاء الله تعالى في المؤتمر القادم ستكون هناك محاور أخرى للغات متعددة ان شاء الله تعالى.