أفتخر بإصابتي التي تذكرني بجراح أبي الفضل العباس عليه السلام

30-12-2018
علاء سعدون
المقاتل الجريح محمد نعيم كشكول:
((أفتخر بإصابتي التي تذكرني بجراح
أبي الفضل العباس عليه السلام وهي وسام لي))
خرج مقاتلاً ومدافعاً عن وطنه ودينه ومقدساته، وهو يحمل العقيدة والإيمان درعاً وسلاحاً له، انضم الى هيئة الحشد الشعبي منذ الأيام الأولى لإنطلاق فتوى الدفاع المقدس، قاتل في مناطق عدة من الأراضي العراقية المغتصبة.. تقدم على أربعة إخوة متزوجين، وقرر أن يلتحق بالجهاد نيابة عنهم، ذهب وهو عازم على التضحية والفداء بكل ما يملك، شبابه ومستقبله، أصيب بعد ثمانية أشهر من إلتحاقه وقتاله في إحدى مناطق صلاح الدين، بعد أن تعرض ومن معه لإنفجار سيارة مفخخة، أدت إلى فقدانه كلا عينيه ويده اليسرى وبعض الإصابات والجروح.
المقاتل محمد نعيم كشكول، ابن الأربعة وعشرين عاماً، من منطقة مدينة الصدر ببغداد، جاء إلى مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام من أجل أن يقف مفتخراً بوسامه الذي ناله وهو يدافع عن وطنه ودينه، متشرفاً بأن يحمل جرحاً شبيهاً بجرح المولى قمر العشيرة عليه السلام .
صحيفة صدى الروضتين وجدت فيه القوة والصمود، ليحكي قصة بطولته من أجل تدوينها وتدوين تضحيته وفدائه، وخلال اللقاء حدثنا موجزاً:
انضممت إلى هيئة الحشد الشعبي منذ الأيام الأولى لفتوى الدفاع المقدس التي أطلقها المرجع الدينية الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، من أجل أن أقاتل مع إخوتي أبناء هذا الوطن، بعد أن نلت موافقة ومباركة والدي ووالدتي وإخوتي الأربعة المتزوجين، وخرجت عازماً على التضحية والفداء، لعلّي أحقق النصر مع المقاتيلن الأبطال، وأنال وسام الشهادة في سبيل الدين والوطن والمقدسات.
قاتلت أياماً وليالي عديدة إلى جانب مقاتلين من مختلف أنحاء العراق ومن كافة الأعمار، منهم أصغر مني سناً وآخرين أكبر، شيوخ وكهول، اقتسمنا الرصاص بيننا وحررنا العديد من الأراضي، استشهد لي بعض زملاء وتمنيت اللحاق بهم، ولكن نصيبي كان بأن أصاب في منطقة الوادي بتكريت، بعد أن تعرضنا لسيارة مفخخة ونحن على مواجهة مع العدو ليلاً، نقلت على إثرها الى أحد المستشفيات وقد علمت بعد استيقاظي أن الإصابة أدت إلى فقداني لكلا عينيّ ويدي اليسرى بشكل كامل.
لا أنكر أن الإصابة كانت مؤلمة عليّ وعلى أهلي وأقاربي وأصدقائي ولكن مما زادني قوة أنها تذكرني بجراح إبي الفضل العباس (عليه السلام وهذا شرف كبير لي ووسام أفتخر به، وها أنا اليوم أقف بين يديه مقدماً هذه التضحية فداء له ولهذا الوطن والدين وأتمنى النصر القريب لعراقنا الحبيب والعودة الميمونة لجميع المقاتلين الأبطال.